السفير : الابراهيمي قدّم في لقاء الرئيس الأسد “تراجعا غربيا” .. لا يريدون مرآة تصوّر خسارتهم القاسية
قالت صحيفة السفير اللبنانية أنه بالرغم من أن “الأجواء السياسية والميدانية في سوريا تتجه إلى «تحسن نسبي» وفق ما يؤكده مسؤولون سوريون وديبلوماسيون في دمشق، إلا أن أيا منهم لا يرى في الأفق حلا للصراع الدائر على مستويات مختلفة في البلاد”.
الصحيفة قالت أن المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي قدم خلال لقائه الأخير بالرئيس بشار الأسد ما يمكن اعتباره «تراجعا في الخط السياسي الضاغط على النظام».
الصحيفة نقلت عن ديبلوماسي غربي مقيم خارج سوريا. قوله أن «هذا التحول النسبي بدأ فعليا صيف العام الماضي. في أيلول (2012) بدأ المصريون يبحثون بترو مبادرة شفهية تتضمن الحصول على ضمانات إيرانية وتأييد تسوية تاريخية بين الأطراف المتنازعة.
يعترف الديبلوماسي الغربي أن العقدة الرئيسية تتمثل في «التعامل بطريقة شخصية مع القيادة السورية» في صراع «يأخذ طابعا شخصيا إلى حد كبير، لا سيما مع تركيا وقطر، ويأخذ شكلا أكثر تعقيدا مع فرنسا والولايات المتحدة». لذا، لا يرى الغرب إمكانية التفاوض مع القيادة السورية السوري، باعتبارها تضعهم أمام «مرآة تظهر الملامح القاسية لخسارتهم». إحساس الغرب بأن نتيجة ما تحققت من حملة دولية تشكلت بجهد مالي وسياسي ضخم منذ عامين، ولا تزال مستمرة، وذهب فيها ضحايا بعشرات الآلاف، لا تزال هي جوهر تحرك الساسة الغربيين، بمن فيهم من يعتقد أن خسارة تلوح في الأفق في كل أحوال الصراع.
زفرة تخرج من صدر الديبلوماسي الغربي حين يتذكر الواقع المر المحتمل القائل إن نصرا على النظام السوري قد يضع الغرب في مواجهة مع أجنحة متعاطفة مع تنظيم «القاعدة» في سوريا، إن لم تكن «القاعدة» نفسها برموزها الشهيرة المعروفة، فيما تشكل البدائل الأخرى إما «نصرا» للنظام، سيقود في النهاية للتفاوض معه، ولو بعد حصار يائس يستمر سنوات، أو استمرارا للصراع الذي يهيئ لدمار أوسع وأكثر امتدادا.
«احتمالات الواقع المر» لا تقتصر على نظرة الغربيين للوضع في سوريا. الاستنتاج الراسخ بأن «نهاية الربيع العربي» ستكون على الأرض السورية، بات أمرا لا مفر من مواجهته، خصوصا في ظل تنامي الحركات الأصولية، وامتدادها، وانفلات رعايتها من الرقابة بحجج بدأت تلقى حذرا استخباراتيا أكبر. يدخلُ ضمن دائرة القلق هذه الخليجُ العربيُّ، المتمثلُ بإمارات ودول تخضع عمليا لـ«الحماية العسكرية الغربية» من التهديد الخارجي، ولكن من دون حساب مخاطر التهديد الداخلي الذي يعرف الساسة الخليجيون أن مواجهته ستصبح حتمية في حال تمكن «الإسلام السياسي» من حصد امتداد أوسع في العالم، لا سيما العالم العربي. لكن هذا القلق لا يظهر بعد في خطابات الغرب، وإن كان يميز أحاديث خبرائه السياسيين. لكن هل يتنازل الغربيون إلى روسيا ورؤيتها في الحل منذ بداية الأزمة حتى الآن؟
يعتقد مسؤولون سوريون ان ذلك مستبعد، وإن كان ثمة رهان على لقاء الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين قريبا. هذا الرهان ليس مستندا لتوافق الطرفين على «شكل» اتفاق جنيف، باعتبار أن سوريا لا تحبذه، وإنما على رضوخ الطرفين لـ«الواقع المر المحتمل» وفق توصيف الديبلوماسي الغربي.
في هذا الوقت، ستركز سوريا على تعاون أكبر مع الأمم المتحدة في مجال إعادة الإعمار والحصول على إغاثة، كما ستحاول الانفتاح أكثر على النازحين على أطراف حدودها عبر مبادرات تجري بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية. أيضا ستسعى الحكومة لإيجاد بيئة عملانية للمبادرة السياسية التي أعلنها الرئيس الأسد في خطابه، فيما يستعد حزب البعث العربي الاشتراكي لمؤتمر قطري مختزل سينتهي باستبدال قيادته الحالية، بقيادة «أكثر شبابا وديناميكية». وفي المقابل، لن تهدأ المعركة المستمرة على جبهاتها المعروفة، وسيبقى الباب مواربا تجاه الابراهيمي.
سيريان تلغراف