البناء : خفايا ماقاله مدفيديف لعاهل آل سعود بما يؤسس لشلل ماقبل نهاية آذار ..
نشرت صحيفة البناء اللبنانية تقريرا كشف عن الكثير من المغلومات الديبلوماسية التي تؤكد اقتراب سوريا من تجاوز أزمتها واسقاط المخطط الذي استهدفها، حيث أشارت الصحيفة إلى ان الأطراف الساعية لضرب سوريا لاتزال تراهن على إمكانية تغيير الموقفين الروسي والصيني الرافضين لأي تدخل أجنبي ومنع استخدام المؤسسات الدولية بدءاً من مجلس الأمن منطلقاً لتبرير هذا التدخل، وهو الأمر الذي برز في الأيام الأخيرة في موقف كل من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز من خلال اتصال الأخير الهاتفي مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.
لذلك، تجزم مصادر دبلوماسية مطلعة على خفايا الموقف الروسي بشكل خاص، بأن موسكو ليست في وارد تغيير هذا الموقف وهو ماتناهى لمسامع العاهل السعودي بعد اتصال مدفيدف، حيث تؤكد موسكو خلال اللقاءات التي يجريها كبار المسؤولين فيها مع قادة غربيين وعرب ومع القيادة السورية على جملة أمور أهمها الآتي:
1. إن القيادة الروسية لن تقبل بأي تدخل أجنبي يستهدف حسم نتائج ما يحصل في سوريا لأن ليس من صلاحية مجلس الأمن أو غيره وضع وصفات جاهزة حول كيفية تحديد أنظمة الدول أو سياستها، خصوصاً بعد التدخل الأطلسي في ليبيا، وما نجم عن هذا التدخل من تدمير لمقومات كل مؤسسات الدولة هناك، في مقابل وضع اليد على ثروات ليبيا من قبل الشركات الأميركية والغربية.
2. إن الموقف الروسي، بالنسبة إلى سوريا تحديداً، موقف استراتيجي نظراً لخصوصية العلاقة الروسية ـ السورية، عدا أن سوريا تشكل المدخل شبه الوحيد للحضور الروسي في الشرق الأوسط والمياه الدافئة. كما أن موسكو قلقة أيضاً من أن يسعى الغرب لتحريك بعض المجموعات المتطرفة في بعض المقاطعات التابعة للاتحاد الروسي مثل الشيشان وداغستان وغيرهما، وبالتالي فروسيا تنظر إلى المساس بسوريا على أنه يمس مباشرة بالأمن القومي لها.
3. إن روسيا على قناعة تامة بأن الجزء الأكبر مما يحصل في سوريا هو نتيجة تدخل خارجي في شؤون سوريا، من جانب دول الخليج والغرب ومعهما التنظيمات الأصولية المتطرفة، وهو ما أكدت عليه موسكو وأكثر من مرة، من خلال الكشف عن وصول أسلحة ومجموعات مسلحة إلى داخل سوريا، بدعم وتنسيق بين دول الغرب والخليج والمجموعات المتطرفة.
4. انطلاقاً من كل التقارير التي بحوزة أجهزتها الأمنية عما تقوم به المجموعات المسلحة ـ بما في ذلك تقرير فريق المراقبين العرب ـ غطت موسكو عمليات التطهير الأمنية التي قامت وتقوم بها القوى الأمنية السورية ضد المجموعات المسلحة في عدد من المناطق، وهو الأمر الذي بدا واضحاً بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومدير المخابرات الخارجية إلى دمشق. وفي الوقت نفسه، شجعت القيادة السورية على تسريع عملية الإصلاحات ودفع الحوار مع كل أطياف المعارضة السورية.
5. إن روسيا تبلغ كل الذين يبحثون معها الوضع في سوريا أن الحل الوحيد لما يحصل هو من خلال الحوار، وتالياً فالحل يكون لدى سوريا، بمساعدة الجامعة العربية وأصدقاء سوريا. ولذلك تقول المصادر الدبلوماسية إن الرؤية الروسية تعتقد أن التسوية الجدية تحصل بعد تطهير بعض المناطق من إرهاب وعبث المجموعات المسلحة. أما محاولة الغرب وبعض دول الخليج تسليح «المعارضة» فسيؤدي إلى زيادة العنف وتعقيد الأزمة، لا الوصول إلى حلول جدية.
6. إن موسكو تتحرك باتجاه عدد من أطراف المعارضة السورية خاصة مع “هيئة التنسيق” لفتح حوار مع الحكومة السورية. وفي تقدير الدبلوماسية الروسية أنه بعد تطهير بعض المناطق من المجموعات المسلحة، فهناك بعض أطراف «المعارضة» قد تقتنع بأن الحوار هو المدخل الوحيد للحل، خصوصاً أن الدستور الجديد الذي سيطرح للاستفتاء يوم بعد غد الأحد يفتح الطريق جدياً أمام إشراك كل مكونات الشعب السوري بإدارة شؤون بلادهم، وحتى فتح الباب أمام تداول السلطة. وانطلاقاً من كل ذلك.
وحول توقعات الاتجاهات القريبة في الوضع السوري، تأكد المصادر الدبلوماسية أن مؤتمر ما يسمى «أصدقاء سوريا» الذي سيعقد اليوم في تونس لن يغير في واقع الأمور، بل أن كل ما يمكن أن ينجم عنه هو تسخير أموال أمراء النفط لدعم المجموعات المسلحة وشراء السلاح لها، في وقت تبدو فيه أن كل محاولات الغرب وحكام الخليج لتوحيد صفوف المعارضة باءت بالفشل على الرغم من الإغراءات المالية التي قدمت لها، خصوصاً أن «مجلس اسطنبول» يعمل لإلغاء كل الأطراف الأخرى.
وتكشف المصادر أن «السيناريو» الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي كان يراهن على إسقاط سوريا قبل نهاية شهر آذار استباقاً “للشلل” الذي سيصيب إدارتي البيت الأبيض والإليزيه لانشغالهما بالانتخابات الرئاسية، وأيضاً قبل خروج قطر من رئاسة القمة العربية. لكن بات محسوماً سقوط هذا «السيناريو» كما سقط غيره من «سيناريوهات» قبله، من دون أن يعني ذلك أن أطراف هذا الحلف ستوقف مساعيها لضرب استقرار سوريا.
وفي مقابل ذلك، تؤكد المصادر، أن القيادة السورية تبدو واثقة أكثر من أي وقت مضى بقدرة سوريا على تجاوز الأزمة، وإن كانت الأمور تحتاج الى مزيد من الوقت لأن ما تم إعداده من قدرات لضرب سوريا كبير جداً: سياسياً ودبلوماسياً ومالياً وتسليحياً. وتكفي الإشارة إلى آلاف المسلحين من كل الألوان الذين يتم تجميعهم في مخيمات في الأردن تحت مسميات لاجئين وما إلى ذلك بهدف إرسالهم للتخريب في سوريا، ومعظم هؤلاء المسلحين من ليبيا واليمن والسعودية وأفغانستان ودول أخرى، ويشرف عليهم في الأردن ضباط من المخابرات القطرية والتركية والفرنسية. يضاف إلى ذلك استخدام باقي الحدود مع سوريا أي: لبنان وتركيا والعراق لتهريب السلاح والمسلحين.