محرقة اليعقوبية .. حيث أنزل الجيش السوري بميليشيا الحر هزيمة نكراء
عادت ميليشيا الجيش الحر عن قرارها بمهاجمة حاجزي اليعقوبية، وجسر الشغور في ريف إدلب، والإستيلاء عليهما بعيد فشل العملية التي أسمتها معركة التوحيد والإخلاص، إثر تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح نتيجة وقوعها في الكمين الذي نصبه لها عناصر حاجز اليعقوبية، تبعات سلبية كبيرة ترتبت على المجموعات المسلحة بعد فشل الهجوم ليس آخرها إضطرار المسلحين إلى الإنسحاب من محيط معسكر وادي الضيف.
محاولة هجوم ميليشيا الحر على حاجزي اليعقوبية، وجسر الشغور لم تكن عفوية، “فالمخطط الذي وضعه قادة الجيش الحر في الشمال السوري كان يقضي بضرورة توفير طريق آمن إنطلاقاً من معبر باب الهوى نحو حارم، وسلقين، فاليعقوبية، وجسر الشغور، والإلتفاف نحو اريحا ثم الإتجاه نحو معسكر وادي الضيف لتشديد الحصار عليه” بحسب معلومات حصل عليها موقع عربي برس من مصادر مواكبة للحراك المسلح في ريف إدلب.
المعلومات اشارت إلى ان ميليشيا الجيش الحر اسندت قيادة الهجوم إلى لواء هنانو برئاسة عمر قره دامور الذي كان يعمل قبل الثورة في “الموبيليا” وينحدر من مدينة كفرتخاريم، وإنضم إلى لواء هنانو كلا من لواء التوحيد، ولواء شهداء إدلب، وجبهة النصرة، فتم حشد ما يقارب الأربعمئة مقاتل، وكانت الخطة تقضي بالإستيلاء على حاجز اليعقوبية في بداية العملية، ثم الإتجاه مباشرة نحو حاجز دير الشغور الذي يبعد كيلومترات قليلة عن اليعقوبية.
حددت ساعة الصفر يوم الخميس 27-12-2012، وتقدم مسلحو ميليشيا الحر نحو حاجز اليعقوبية، وبدأوا بإطلاق نيران اسلحتهم عند الساعة الخامسة عصراً، وقد رد عناصر الحاجز على مصادر إطلاق النيران، إستمرت المعركة زهاء ساعتين، تظاهر بعدها عناصر الجيش السوري بالإنسحاب، فإندفع المسلحون بشكل عشوائي نحو الحاجز للإستيلاء على المغانم، وقد ترك عناصر الجيش النظامي دبابة شكلت عاملا مغريا للمسلحين.
تقول المصادر ” قام الجيش السوري بنصب كمين محكم للمسلحين الذين تقدموا نحو حاجز اليعقوبية عبر وضع سيارتي دوشكا مموهتين بإغصان الأشجار بالقرب من حاجز فرعي يعرف بحاجز الكنيسة، وما ان وصل المسلحون إلى حاجز اليعقوبية لتقاسم المغانم بدأ الجيش بإطلاق نيران رشاشاته الثقيلة على جموع القادمين، كما قام بنشر حوالي عشرة قناصين، فكانت النتيجة سقوط مئة وخمسون مقاتلا بين قتيل، وجريح ومصرع قائد الهجوم عمر قره دامور بعدما اصيب برصاصة في رأسه”.
تلفت المصادر إلى “ان من بين القتلى سبعة فلسطينيين دفنوا في بلدة إسقاط، ومقاتل تونسي دفن في بلدة ارمناز،وثلاثة مقاتلين مغاربة لم يتم التصريح عن مكان دفنهم، وعشرة مقاتلين من المنطقة السورية الشرقية دفنوا في عزمرين، حالة الغضب التي عمت صفوف المسلحين في كفرتخاريم عقب المذبحة التي تعرض لها رفاقهم، دفعتهم إلى إعدام مدنيين سوريين بدم بارد، وجدير بالذكر ان من بين القتلى المدنيين معارضين للنظام السوري، ولميليشيا الحر، وكانوا يقدمون انفسهم على أنهم دعاة حراك ثوري سلمي”.
سيريان تلغراف | عربي برس