فضيحة تاريخية .. خطة فرنسية للسطو على مومياءات نادرة في سورية
كان يبكي وهو يتحدث ويؤكد أنه ضد العنف ولم يتورط في أي جريمة قتل عنصر أمن مطالباً بحماية المومياءات التدمرية التي يجهل السوريون ومعظم العالم وجودها في تدمر، ومؤكدا وجود خطة فرنسية ستنفذها ميليشيا الجيش الحر لتهريب مومياءات تدمر إلى تركيا بزعم حمايتها من الشبيحة .
وقال الشاب الذي كان بين قلة من أهل تدمر خرجوا في مظاهرات مناهضة للنظام حصلت على معلومات خطيرة تتعلق بجماعة تابعة للجيش الحر في حمص تعتزم سرقة أعظم كنز أثري في سورية وهي المومياءات التدمرية.
ويضم متحف تدمر أربعة مومياءات تعود إلى القرن الميلادي الأول،فريدة من نوعها إذ لا يوجد في سورية غيرها فيما يؤكد باحث مختص لعربي برس أن الاستعمار الفرنسي سرق عدة مومياءات من تدمر أثناء احتلال سورية و ترفض فرنسا تقديم أية معلومات للجانب السوري عن تلك المسروقات .
وأشار إلى أن طريقة التحنيط التدمرية مختلفة عن الطريقة المصرية وتم العثور على نصوص تبين مراحل التحنيط فلإفراغ المخ من الرأس مثلا هنالك طريقتان إما فصل الرأس عن الجسد و نزع المخ و من ثم وصل الرأس بالجثة أو ثقب الرأس بملقط طويل ودقيق ونزع المخ بوساطته .
وأكد الشاب الذي عمل نادلاً في أحد فنادق تدمر في السنوات الماضية أن أحد السياح الأجانب الذين زاروا تدمر تبين أنه باحث تاريخي و يتواصل مع أحد أبناء المدينة المتورطين في الثورة من أجل سرقة المومياءات .
وأضاف ” هذا الشخص موجود الآن في حمص و له علاقة مع كتيبة الفاروق،و رغم أنه من أبناء تدمر لكنه يجهل وجود مومياءات في متحفها، وقد سألني لأنه يثق بي هل يوجد مومياءات في متحف تدمر استغربت كلامه وقلت له نعم ألم تزر المتحف بعمرك ؟ فطلب مني معلومات عن الأمر عن طريق قريب لي موظف في المتحف .
كما تابع أن هذا الشخص قال لي : يجب حماية المؤمياءات من شبيحة النظام ولو تطلب ذلك نقلها إلى متاحف أجنبية تعيدها إلينا بعد انتصار الثورة،اتصل بي أحد ثوار كتيبة الفاروق وطلب مني التواصل على سكاي بي مع شخص فرنسي يتحدث العربية وهو يعرف جغرافية تدمر و مختص بآثارها وأرسل لي صورة مومياء وقال إنها موجودة في متحف تدمر ولم أصدق في البداية.
وأوضح الشاب أنا ملاحق منذ الهجوم على عناصر الأمن في تدمر وقتل نحو 9 منهم و أنا بريء بريء بريء أنا ضد العنف ولو لم أكن مع الوطن ما كشفت عن سعي جهات مشبوهة لسرقة مومياءات سورية النادرة و التي لا تقدر بثمن.
وقدم الشاب صورة نادرة لمومياء تدمرية قال إنه حصل عليها من صديقه الثائر وهي مرسلة من الشخص الأجنبي الذي قدم له معلومات تفصيلية عن مكان وجدها في المتحف وكيفية التعامل معها ريثما يصل كوماندوس فرنسي عن طريق الأراضي التركية يتولى معاينتها وحفظها قبل تهريبها إلى تركيا عن طريق شخص من لواء التوحيد في منطقة الباب بحلب.
و كشف الشاب أن محطة فضائية عربية وعدت صديقه بخمسة آلاف دولار في حال أرسل لها فيديو تحرير المومياءات من المتحف ولو كانت مدته نصف دقيقة مقترحاً عليه تصوير العملية كلها وتقطيع التصوير وبيعه إلى عدة محطات تدعم الثورة .
وحول سؤالنا لماذا لم تزود الجهات المختصة بهذه المعلومات قال الشاب أنا هارب من تدمر لأنني مطلوب للأمن بتهمة هجوم مسلح وقتل عناصر أمن فكيف سأذهب إليهم ؟ اتصلت بلجنة المصالحة الوطنية و انتظر ردهم ، وأردت أن أمرر المعلومة من خلال الصحافة لأؤكد لهم وللجميع أنه في المعارضة شبان وطنيون يرفضون التآمر على سورية و استغلال الثورة و العنف لخدمة أطماع الغرب و إسرائيل .
كما أضاف إن عدو سورية يستغل ما يجري ليسرق آثارنا بعد أن دمروا جزءاً كبيراً من البنية التحتية أنا منزعج بشدة من مسار الأحداث لكني أؤكد أن عدداً كبيراً من شباب الثورة لا يريدون الفوضى وقد تم سوقهم بالدسائس و التضليل إلى العمل المسلح الذي تبين أنه كارثة كبرى .
الشاب الذي هاله ما يحصل في سورية باسم الثورة ناشد الجهات المعنية حماية التراث التدمري السوري ، و قال : نحن أحفاد زنوبيا التي قاومت إمبراطورية الشر الرومانية سنقاوم إمبراطورية الشر الأمريكية ، لقد انعكست الثورة على أهل تدمر بشكل بالغ السلبية فلم يعد هنالك سياح لا أجانب ولا سوريين، الناس بدأت تجوع فالسياحة هي مصدر الدخل الوحيد تقريبا وما طلبه مني هذا الشخص جعلني أحقد على الثورة أكثر لأنهم يريدون تدمير التاريخ و المستقبل بعد أن دمروا الحاضر .
سيريان تلغراف | عربي برس