كمسومولسكايا برافدا : ما يجري في سورية حرب استنزاف حقيقية
تشير صحيفة “كمسومولسكايا برافدا” إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تحولا ملحوظا في مجرى الصراع الدائر في سورية، إذ لم يتمكن المتمردون من تحقيق أي تقدم في المعارك الرامية إلى السيطرة على دمشق وحلب، في إطار الحرب الأهلية الدائرة بينهم وبين القوات النظامية الموالية لبشار الاسد.
وترى الصحيفة أنه أصبح واضحا أن الحرب في ذلك البلد دخلت حالة من التعادل، الذي يمكن لها معه أن تستمر لفترة طويلة جدا. وأصبح واضحا للعيان كذلك أن أيا من طرفي النزاع لن يتمكن من حسم الحرب لصالحة، إلا بمساعدة خارجية.
وتضيف: من الصعب جدا التنبؤ بالطرف الذي سيربح الحرب، خاصة وأن الطرفين أنهكا تماما، بسبب الحرب التي لا تزال مستمرة لقرابة عامين. قد يكون لدى البعض انطباع بأن حظوظ المتمردين في تحقيق النصر أوفر من حظوظ النظام، لأن الغرب والعرب يقفون إلى جانبهم ويدعمونهم. لكن الأخبار الواردة من داخل سورية، تفيد بأن هذا الانطباع بعيد عن الواقع، لأن المعارضة كذلك أصبحت منهكة ووصلت قواها إلى حافة الاستنزاف. والحديث هنا ينسحب على الأسلحة والذخائر، كما ينسحب على الأموال، التي بدونها لا يمكن أن تقوم ثورة، ولا يمكن أن تُشن حرب أهلية.
فوفقا لتأكيد المعارضة، فإنه لم يتطرأ أي تحسن على صعيد تقديم الدعم المالي، ولا على صعيد تزويد المتمردين بالأسلحة والذخائر، وذلك رغم السيل الهائل من الوعود والتصريحات. ويؤكد قادة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بمرارة واضحة، أن الغرب لا يزال يعارض رفع الحظر المفروض على تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، مبررا ذلك بالخوف من وقوع الاسلحة في أيدي المتطرفين، الذين تتزايد أعدادهم بشكل مضطرد في أوساط المعارضة.
ولعل ما يزيد قلق قادة “الائتلاف” هو أن المعونات التي تقدمها دول الخليج العربية، التي تعتبر الممول الرئيسي للانتفاضة السورية، تناقصت بشكل ملموس هي الأخرى في الأسابيع الأخيرة.
أما فصائل المعارضة المسلحة، فوجدت نفسها مضطرة لاعتماد استراتيجية وتكتيك جديدين في خوضها العمليات العسكرية، وذلك بسبب النقص الحاد في الاسلحة والذخائر إذ يعتقد الخبراء بأن المتمردين تخلوا عن فكرة الإطاحة السريعة بنظام الاسد، وتحولوا إلى أسلوب حرب الاستنزاف المتدرج لقوى النظام. ولهذا نجد أن كتائب الجيش الحر أخذت تزيد من اعتمادها على تطويق القواعد الجوية، لكي تحرم القوات الحكومية من التفوق في الجو.
سيريان تلغراف