كتاب عمليات “الموساد” الكبرى .. قناة “الجزيرة” سربت مقابلة مع محمود المبحوح إلى “إسرائيل” ساعدت على تحديد مكانه ومتابعته واغتياله في دبي
كشف كتاب صادر حديثا عن عمليات “الموساد” الكبرى أن قناة”الجزيرة” سربت مقابلة كانت أجرتها مع القيادي العسكري “الحمساوي” محمود المبحوح إلى جهاز “الموساد” الإسرائيلي ساعدت هذا الأخير على تتبعه وتحديد مكانه واغتياله. وقال الكتاب ، الصادر في حوالي 400 صفحة من القطع الكبير عن دار “هاربر كولينز” لمؤلفيه مايكل بار زوهار ونيسيم مشعل، إن المبحوح ، الذي اغتيل في دبي مطلع العام 2010، كان يقوم بتهريب الأسلحة من إيران وسوريا إلى قطاع غزة عبر سيناء. وحين جرى اتخاذ قرار باغتياله من قبل الحكومة الإسرائيلية ، تقرر أن يكون ذلك في دبي. ويكشف الكتاب أن “الموساد” أجرى محاكاة تدريبية مسبقة للعملية في فندق بتل أبيب دون أن تلاحظ إدارة الفندق ذلك!
وبحسب الكتاب، فإن المبحوح كان يعمل بإمرة صلاح شحادة ، الذي سبق له أن كلف مع عدد من عناصر “حماس” باختطاف واغتيال جنديين إسرائيليين (آفي ساسبورتاس، بفترة إيلان سعدون). لكنه اضطر بعد العملية الثانية إلى الذهاب إلى مصر ثم الأردن فسوريا، وقد استمر بتهريب الأسلحة إلى غزة. لكنه تعرض للاعتقال في مصر العام 2003 قبل أن يهرب إلى دمشق. وبذلك أصبح مطلوبا لإسرائيل ومصر والأردن.
وطبقا للكتاب، فإن قناة “الجزيرة” أجرت معه مقابلة “ضد إرادته”، فقد كان حذرا في تحركاته ويتوقع ظهور “الموساد” أمامه في أي لحظة ، وتحت أي هيئة، بما في ذلك أن يكونوا صحفيين. وحين وافق أخيرا على المقابلة مع”الجزيرة”، اشترط أن تجري تغطية وجهه بالأسود ، لكن هذا لم يفد في شيء، فقد كانت ملامحه معروفة لدى “الموساد” في مراحل مختلفة، ومنها مراحل حديثة تعود إلى فترة اعتقاله في مصر وتعقبه في الأردن. ومن المعلوم أن الأردن ومصر تنسقان أمنيا مع “الموساد”. ويؤكد الكتاب أن كل ما كان يريده”الموساد” هو تحديد مكان تواجده. وقد تمكن من ذلك عندما جرى تسريب المقابلة إلى “الموساد” من قناة”الجزيرة” خلال إرسالها إلى قطاع غزة للتدقيق في محتوياتها! وكانت المقابلة، التي لم تبثها”الجزيرة” إلا بعد اغتياله، سببا في تحديد مكانه.
ويختم الكتاب قصة اغتيال المبحوح بالتأكيد على صحة الرواية التي قدمتها شرطة دبي وتفاصيلها. فيقول في هذا السياق إنه اغتيل في الساعة الثالثة والربع عصرا في غرفته رقم 230 بفندق “روتانا البستان” بدبي بواسطة السم الذي يتسبب بأزمة قلبية ، قبل أن يخنق بوسادة. كما ويؤكد الكتاب صحة كل ما قالته شرطة دبي بشأن المنفذين وجنسياتهم.
سيريان تلغراف