جبهة النصرة وخطاب الرئيس .. بقلم عبد الله علي
تعتبر جبهة النصرة أن الرئيس بشار الأسد يمثل المشروع المناقض لمشروعها سواء من الناحية الدينية أو السياسية لذلك فإنها لا تستطيع إلا أن تصغي لكلامه وتحاول قراءته من منظور مصالحها وإمكانياتها.
وربما تكون جبهة النصرة من الفصائل المسلحة القليلة في سوريا التي تفكر بالرئيس الأسد على أنه ركن من أركان مشروع متكامل في المنطقة وليس فقط صاحب منصب ينبغي إسقاطه بل إنها تعمل جاهدة على إسقاط كل المشروع الذي يمثله والذي يمتد بحسب رؤيتها بين سورية و العراق وإيران وجنوب لبنان.
وهذا ما يدفع جبهة النصرة إلى الربط من حيث الدلالة بين خطاب الرئيس الأسد الأخير في دار الأوبرا وبين كل من كلام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني وترى فيها ما سمته بـ “توحد موقف العدو”.
وفي هذه الظروف ترى الجبهة أن الأمة أمام مفصل تاريخي عظيم وفرصة تاريخية لن تتكرر، وفي نفس الوقت الأمة أمام خطر يفوق أي خطر مر بها قبل هذه النازلة، بحسب تعبير بعض المحللين المقربين منها.
وإذا كانت أدبيات جبهة النصرة المطابقة لأدبيات القاعدة باعتبارها جزءاً منها، يغدو من الطبيعي أن تنظر جبهة النصرة إلى إيران على أنها رأس المشروع المعادي لها والذي يمثل بالنسبة إليها الشر المطلق الذي يريد إقامة دولة صفوية شيعية في المنطقة. ويرى بعض المحللين المقربين من تنظيم القاعدة أن إيران تعتبر العراق الأولوية المطلقة لها وإنها تخشى اليوم من إمكانية انهيار نظام نوري المالكي تحت ما سمته بالضغط السني الشعبي لذلك فإن ما جرى في الأنبار له بعد إستراتيجي شامي خليجي سعودي عربي ليس على مستوى الحكومات فحسب بل على مستوى شعوبنا العربية كلها وحرماتنا ومقدستانا، ينبغي النظر الى هذه النوازل “نظرة أمة ” كاملة تتعرض الى أشد خطر مر عليها منذ الإحتلال الأمريكي لأفغانستان!
وإن: ” معركة بغداد ” القادمة أصبحت اليوم تعني في القاموس الإيراني معركة وجود ، معركة الإنطلاق نحو ” الحلم الإمبراطوري الفارسي الصفوي الرافضي” بحسب تعبيراتهم.
لذلك يرى أحد كتَّاب القاعدة في موقع شموخ الاسلام أن أن الإيرانيين يريدون توجيه رسالة للأمريكيين أنهم لازالوا المشروع الأقدر في مواجهة ما يسمى بـ ” الإرهاب ! ” في محاولة لتقديم حل في ” سوريا ” أو الوصول الى تسوية وفق خطاب بشار الأخير !
وهذا يُشير الى أن ” جبهة النُصرة ” و” دولة العراق الإسلامية ” أمام مسؤولية تاريخية عظيمة !
وهذا يوجب بحسب الكاتب إمتلاك ” الرؤية الإستراتيجية ” لحقيقة البعد الإقليمي لهذا الخطر المُحْدِق وهزاته الإرتدادية المُتوقعة لو نجحت إيران في إسكات صيحة العراقيين.
وتربط جبهة النصرة بين احتمال بقاء بشار الأسد وبقاء نوري المالكي مع سقوط نظام الحكم في البحرين وترى أن هذا الاحتمال يشكل خطراً كبيراً على الأمة الاسلامية لأنه يعني وصول الحلم الإيراني على مشارف بلاد الحرمين.
وكيف يمكن مواجهة هذا الخطر؟
بحسب الكاتب في موقع شموخ الاسلام فإن ما سبق عرضه يجعل ” التيار الجهادي” أمام مسؤولية تاريخية كبيرة في الإنتقال الفوري الى عنوان يجمع الشعوب ويوحد الأمة في تصديها للمشروع الإيراني الصفوي الرافضي.
ويضيف قائلاً: إن النظر الى هذا الخطر المُحدَقُ الخطير من منظار الجماعة أو التنظيم أو الدولة والتأصيل لهذه المسميات على أنها الأصل وغيرها تابع له سيجعل الأصل الأعم والأشمل من ” مفهوم الأمة ” يضيع في المواجهة التي بدأت الأمة تظهر مقتنعة للتجحفل حول من يجمعها في عنوانه وقربه من الأمة ، وهذا يستدعي الإنتقال السريع الى عنوان مُقتضاه إستقطاب الشعوب العربية في مواجهة الهجمة الفارسية.
ويختم قائلاً: في يوم واحد !!!! توحد خطاب ” قائد الحرس الثوري ” و “خطاب بشار ” و ” خطاب المالكي “
فمتى يا تُرى ستتوحد كلمتنا… الموقف خطير والوقت قصير والأيام تسير
عبد الله علي | عربي برس