الرئيس الاسد : هكذا يكون الحل للخروج من الازمة .. الغرب أدمن الأذلاء و نحن جبلنا على الكرامة فكيف يحاورنا؟
اكد رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد أنه “إذا كان هذا الألم يخيم على البلاد، فالحالة الوجدانية ليست كافية لإعادة البسمة، وبالرغم من الألم يجب ان يولد الأمل، والغيمة السوداء تحجب الشمس، لكنها تحمل الأمل عندما تتساقط”، مضيفاً “الوطن للجميع، والفكرة دفاع، والموقف دفاع، والحفاظ على ممتلكات الشعب دفاع، وكل مواطن واع يدرك ان إنتظار الزمن لحل الإشكال هو بالبلاد نحو الهاوية”.
الرئيس الأسد أشار إلى انه “بين حالة الأمان التي كنا نتغنى بها، قتلوا الكفاءات والعقول، وحرموا الاطفال من مدارسهم للتأكيد على وحشيتهم فهل هذا صراع على كرسي ومنصب او بين الوطن واعدائه”، متابعاً”بالله عليكم هل هذه ثورة وهل هؤلاء ثوار، انهم حفنة من المجرمين، وكلما كان الجيش والشعب يدا بيد في مواجهة اجرامهم كانوا ينكفؤون فقد اسقطوا اقنعة السلمية ورفعوا السلاح وحاولوا احتلال مدن لينقضوا على مدن اخرى، وكانوا كلما يضربون ينتفض الشعب السوري، الثورة بحاجة الى مفكرين وقادة واين هم المفكرون والقادة في هذه الثورة، وهي تبنى بتعميم النور لا بقطع الكهرباء”.
الرئيس الأسد رأى “أن المسلحين وبعد فشلهم نقلوا الى الصفوف الخلفية للسرقة والترويع، ونحن ايها الاخوة نقاتل هؤلاء وكثيرا منهم غير سوريين، وأسموه جهادا وهي ابعد ما يكون عن الجهاد، ونحن نقاتل هؤلاء الذين يحملون فكر القاعدة، وكلنا نعرف من رعى هؤلاء في افغانستان برعاية غربية وتمويل عربي، هذا الارهاب انفلت وحاول الغرب التخلص منه في اكثر من محاولة في العراق وافغانستان وغيرها ولم يستطيعوا، وعندما بدأت الاحداث في العالم العربي ارسلوا هؤلاء الارهابيين الى سوريا ليتخلصوا من عدويين النظام السوري وهؤلاء الارهابيين، وليس من الصعب دحرهم عندما نتوحد على ذلك، ويجب معالجة الموضوع الفكري كي لا يتغلغل الفكر الارهابي الى المجتمع كي لا نرث الابناء والاحفاد الدماء، وهناك دول جارة جارت على سوريا وشعبها لتضعفه وتهيمن عليه، وسوريا وشعبها لن ينسيا ما يفعله الدول المجاورة راهنا، لذلك علينا ان نتوحد جميعا لمواجهة الارهاب، ولكن للازمة ابعادا اخرى غير الداخلية، فهناك اطرافا خارجية يريدون تدمير سوريا منهم من يمد المجموعات الارهابية بالسلاح، ومنهم من يبحث عن تاريخ لهم بتاريخ لا يملكوه، ولكن الشعب السوري اقوى واصلب ويعدهم بأنه لن ينسى، كما ان هناك الكثير من الدول ترفض التدخل في شؤون الدول انطلاقا من مبادئها ومصالحها وعلى رأسهم روسيا والصين وايران، وهؤلاء الدول لن ينالوا من سوريا الا كل العرفان بالجميل والتقدير، و في ظل كل ذلك لا يمكن لنا الحديث عن الحل الا بالحديث عن كل هذه العوامل، واي اجراء لا يغير بكل هذه العوامل لن يسمى تغييرا جذريا، وان كان الازمة ببدايتها بين معارضة وموالاة فإن الحل يكون ببناء الوطن وليس بتدميره”.
الرئيس الأسد لفت إلى انه عندما نقول معارضة خارجية او داخلية لا نتحدث عن مكان وجود المعارضة بل عن تمويل وعقل هذه المعارضة،ونحن امام حالة حرب بكل ما للكلمة من معنى، وهذه الحروب اشد فتكا وخطرا من الحروب التقليدية، وتستهدف سوريا بحفنة من السوريين وكثير من الاغراب وللاسف ببعض منا، وهناك من يعتقد ان الاصلاح سيحل المشكلة، ولكن هذا جزء من المشكلة، ولا اصلاح من دون امان، ومن يقول ان سوريا اختارت الحل الامني فهو شخص لا يريد ان يسمع او يرى”، متابعاً ” لماذا عندما تدافع الدولة عن الشعب وعن الوطن يقولون انه اختاروا الحل الامني، فهناك خيارا وحيدا هو الدفاع عن النفس، واذا كنا اخترنا الحل السياسي منذ البداية فهذا لا يعني اننا لا ندافع عن انفسنا، ونحن لم نرى شريك للحل السياسي في المرحلة الماضية، واي طرح حول الحل الامني في سوريا غير صحيح ولم يصرح اي مسؤول في الدولة اننا اخترنا الحل الامني، ولكن لا يوجد شريك، فمع من نتحاور مع اصحاب فكر المتطرف، ام نحاور دمى صنعها الغرب وكتب لها ادوارها، وعندها نحاور من صنعها ونحاور السيد لا العبد، و اما الغرب سليل الاستعمار فهو من سد باب الحوار، وهو اعتاد على اعطائنا الاوامر ونحن رفضناها، والبعض يتحدث عن الحل السياسي فقط وبعضهم يتحدث عن الحل الامني فقط، ولا احد يتحدث عن الحل الاجتماعي لذلك الحوار يجب ان يكون شاملا وعلى كافة الصعد، ونحن نشجع على المبادرات الوطنية، واوجه تحية لهؤلاء الاشخاص الذين قاموا بالمبادرات وصالحوا المغرر بهم مع الدولة، ونحن نعول على مبادراتهم، ورغم كل ما سبق سنمد يدنا ونحاور كل من مد يده للحوار واختلف معنا بالسياسة”.
الرئيس السوري أعلن أنه “سنحاور كل من القى السلاح، وكل وطني غيور، وعليه وانطلاقا من ثوابتنا فإ‘ن الحل السياسي في سوريا سيكون على الشكل التالي، وقف التمويل والتسليح لكل المجموعات الملسحة بالتوازي مع وقف العمليات العسكرية، مما يعيد النازحين الى بيوتهم وبعدها تتوقف العمليات العسكرية مع الاحتفاظ بحق الرد، واقامة اتصالات مع كافة اطياف الشعب السوري للتواصل معهم وايجاد حل للازمة الراهنة، ولسوف تدعو الحكومة الراهنة لحوار وطني يضع ميثاقا يتمسك بسيادة سوريا ينبذ الارهاب والعنف، ويتفق على قانون جديد للاحزاب والادارة المحلية، ويعرض الميثاق الوطني على الاستفتاء الشعبي، وتشكل حكومة وطنية تنفذ الاستفتاء الشعبي، وبعدها تقوم الحكومة الموسعة بتطبيق الاستفتاء واقرار قانون انتخابي جديد ويدعى بعدها للانتخابات، وبعد الانتخابات يتم تشكيل حكومة جديدة والدعوة للحوار واطلاق سراح جميع المعتقلين جراء الاحداث الاخيرة، وهذه عناوين تحتاج الى تفاصيل، والحكومة مسؤولة عن متابعة كل هذه المراحل وفي الايام المقبلة تصدر مشروعا موسعا للرؤية التي اصدرناها، واطمئن الجميع انه بالنسبة الى مكافحة الارهاب لن نتوقف ما دام هناك ارهابي واحد، وكل ما تقدمنا بمكافحة الارهاب كان هناك امكانية لتطبيق هذه الرؤية، وهذه الرؤية موجهة الى كل من يريد الحوار وليست موجهة الى كل من لا يريد ان يحاور، وسنرى الكثير من الرفض من قبل بعض الجهات، ونحن نقول لهم ان الدعوة ليست موجهة لكم بل لمن يريد الحوار”.
الرئيس الأسد إعتبر ان ” ان اي مبادرة تطرح يجب ان تستند الى الرؤية السورية، وهي رؤية مساعدة للرؤية السورية ولكن لا تحل مكانها كي لا نضيع وقت احد، وفي موضوع العمل السياسي نحن لسنا بحاجة الى مساعدة، ومن يريد مساعدة سوريا عليه وقف ادخال المسلحين والسلاح والارهاب الى سوريا، فبلد عمرها الاف السنين تعرف كيف تدير امورها، واي مبادرة خارجية مساعدة لا يمكن ان نقبل تفسيرها او تأويلها الا بما يخدم المصلحة السورية، ونحن ايدنا مبادرة جنيف التي تحفظنا على بند منها وهو بند المرحلة الانتقالية الذي كان غامضا، ففي مثل هذا الظرف نحن نريد الانتقال من اللا استقرار الى استقرار وهذا يأتي في عملية التطوير، وبالنسبة لنا ما نقوم به هو المرحلة الانتقالية”، مشيرا “إلى أنه اي مبادرة قبلنا بها فهي تنطلق من مفهوم السيادة وارادة الشعب، واي اشياء نقبل بها في الداخل والخارج يجب ان تكون نابعة من ارادة الشعب، ولن يمر شيء من الداخل او الخارج الا عبر استفتاء شعبي وهو ما يشكل ضمانة لتوافق الشعبي، فسوريا تقبل النصيحة ولا تقبل الاملاء، تقبل المساعدة ولا تقبل الاستبداد، وكل ما سمعتموه في الماضي لا يهم خاصة اذا كانت مصطلحات ربيعية فهي فقاعات صابون ستختفي مع الوقت، واي موضوع يخرج عن السيادة السورية هو اضغاث احلام ولا يمكن ان نعمل بأي مبادرة الا من خلال المصلحة السورية”.
الرئيس الأسد قال “إن الوطن يعلو ولا احد يعلو عليه، فالسوري ينبض تسامحا وعفوا نعم ولكن الوطنية تسري في عروقه فالشرائح الاكبر بدأت تعمل على القضاء على الارهاب، وبدأت بتسليم المعلومات عن الارهاب، ومنع عن الارهابيين البيئة الحاضنة، ومنهم من دافع عن الارض جنبا الى جنب مع الجيش السوري كما حصل في راس العين على الحدود التركية، ومنهم من حاور واقنع وسامح وتسامح مما قطع الطريق على الارهابيين مما حول الطريق من تصعيد الى هدوء، فعندما لا نكون بخير في وطننا لن نكون بخير خارجه، والامان المنشود لا يأتي عبر الحياد ووقفة المتفرج”، متابعاً “التحية الاكبر للجيش العربي السوري الباسل، تحية الى ضباطنا وصف ضباطنا وجنودنا البواسل، قواتنا المسلحة كانت انعكاسا لصمود وتماسك شعبنا، وما يمر به الوطن مؤلم وصعب واشعر بما يشعر به الشعب السوري، وسوريا ستبقى كما عهدتموها بل ستكون اقوى مما كانت، ومن حاول اضعاف سوريا من الداخل كي ننسى المواضيع الاساسية فهو واهم، فالجولان قضيتنا المركزية، والقدس محور اهتماماتنا، ونحن ندعم المقاومة في وجه الاحتلال الاسرائيلي، وان اي محاولة لزج الفلسطينيين في الازمة السورية هي محاولة لازاحة البوصلة عن القضية الاساسية، فتحية الى كل فلسطيني شريف في سوريا صان العهد وتآخى مع كل سوري اصيل، ولم يعامله كفندق استجمام يغادره عندما تشتد الظروف”.
الرئيس السوري ختم متوجها إلى الشعب السوري بالقول “ما عبرتم عنه من صمود قرابة العامين يخبر الكون كله ان سوريا عصية على الانهيار وان الصمود والتحدي متأصل في الجسد السوري ورغم كل الجراح سنسير الى الامام لن يخفنا رصاصهم، وسنسير مع الحق، والله دائما مع الحق”.
سيريان تلغراف