حسومات خاصة لكتيبة الفاروق على السيارات المهربة في إعزاز
تنشط في منطقة اعزاز الواقعة على الحدود الشمالية لسوريا والواقعة تحت سيطرة عصابات وميليشيا “الجيش الحر” عمليات تهريب المقاتلين والاسلحة ومؤخرا بدأت عمليات التجارة بالسيارات المهربة الى جانب المشتقات النفطية والسجائر تشهد رواجا ملحوظا رغم تأكيد العاملين بهذه التجارة ان كل شيء قانوني ولكن كيف تباع السيارات باقل من سعرها بمرتين او ثلاثة ان كانت تأتي بالطرق القانونية ؟ لكن المستفيد الاكبر هو الجماعات المسلحة التي تحمي هذه التجارة غير الشرعية وتؤمن دخول السيارات الى الداخل السوري مع ما تحمله بداخلها من بطانيات وادوية ومواد غذائية دون ان يذكر احد تهريب السلاح .
فيقول ابو احمد، وهو صاحب محل بقالة سابق في حلب تحول الى تاجر سيارات ، “كل شيء قانوني” ، يضيف “السيارات تأتي من سويسرا حيث يبيع شقيقي سيارات مستعملة” ، و “تدخل الى سوريا محملة للاجئين على الحدود التركية” .
من جهته ، يقول ابو محمد فايد “قبل الحرب، السيارات الوحيدة التي كان في امكاننا شراؤها كانت من صنع روسي او صيني او كوري” .
يرافق ابا محمد اثنان من اقاربه الى السوق. يختار ابو محمد سيارة “بي ام دبليو” سوداء، وقال وهو يشير اليها “في زمن السلم، سيارة كهذه يتجاوز ثمنها 15 الف دولار، بالاضافة الى رسوم جمركية بنحو الف دولار”.ويبقى السؤال كيف يتم شراء السيارات الفخمة من نوع “بي ام دبليو” او “مرسيدس” بخمسة الاف دولار فقط لا غير.
ومن زبائن ابو احمد، عناصر من ميليشيا الجيش السوري الحر. ويشرح ابو طارق، وهو ملازم في كتيبة الفاروق، انه جاء ليشتري ثلاث سيارات ستستخدم لنقل الرجال بين ادلب وحلب، ويضيف “معظم السيارات تباع الى “الثوار”، ونبيعها بحسومات كبيرة، واحيانا نقدمها من دون مقابل” .
اما بالنسبة الى سوق المحروقات عند ابو اسماعيل وشقيقه حميد، فحركة البيع والشراء اكثر نشاطا .
ويقول ابو اسماعيل “نشتري الديزل والبنزين في السوق السوداء في حماة والرقة، وهما منطقتان يسيطر عليهما الجيش (النظامي) ولا ازمة فيهما. يشتري المهربون المشتقات النفطية من النظام ويبيعونها لنا بسعر اعلى” .
اضاف “نشتري المازوت من دير الزور” في شرق البلاد، وهي منطقة غنية بالحقول النفطية. ويوضح انه “مع حلول البرد، بدأ الناس يستخدمون المدافىء العاملة على المازوت، وصار مخزوننا ينفد بسرعة” .
ويقول مصطفى الذي وصل مع ابنه لشراء المازوت بسعر 65 ليرة سورية لليتر الواحد (0,95 دولارا)، “في البداية، كنا نستخدم الكاز، لكن ثمنه ارتفع كثيرا، فصرنا نشتري المازوت، ولو انه مضر للاطفال… يبقى افضل من الموت بسبب البرد” .
وقد ارتفعت كل اسعار المشتقات النفطية بشكل جنوني. ويوضح ابو اسماعيل ان “سعر ليتر الديزل قبل الحرب كان حوالى عشرين ليرة سورية (0,28 دولارا)، واليوم يصل الى مئتي ليرة (2,81 دولارا)، وسعر لتر البنزين كان 45 ليرة (0,63 دولارا)، وبات اليوم 250 ليرة (3,52 دولارات)” .
ويضيف ان من لا يمكنه شراء الوقود يشعل موقدا باغصان الزيتون .
ويقر حميد بانه يربح “عشرين دولارا في كل برميل ديزل، وهذا الاسبوع اشترينا كميات كبيرة”. ويضيف “البرد جيد لازدهار الاعمال”، رغم ان “الجيش السوري الحر يفرض خوة مئة ليرة (1,40 دولارا) على البرميل لدعم الثورة” .
في حي باب النيرب في مدينة حلب، يقول تاجر التبغ ابو اسعد “فقد العديد من الاشخاص وظائفهم منذ بداية الحرب، وبدأوا يبيعون التبغ” .
تتكدس لدى هذا التاجر القديم تلال من السجائر. ويقول “نشتري السجائر من العراق، ولدينا مصادرنا الخاصة. نحصل عليها بسعر اقل بنسبة 10 بالمئة تقريبا من سوق السجائر في سوريا او تركيا” .
سيريان تلغراف