هكذا يستعد ابناء السويداء لدحر جبهة النصرة .. بقلم جواد الصايغ
ما إن بثت جبهة النصرة شريط فيديو على صفحات الإنترنت ظهر فيه 17 مدنيا تم إختطافهم من السويداء على خلفية فشل الهجوم الذي قام به مسلحو النصرة على بلدة سميع، والمحافظة السورية الجنوبية المتاخمة لدرعا تعيش حالة من الترقب، فطبول الحرب التي قرعتها الجبهة المرتبطة بتنظيم القاعدة بدأ يسمع صداها في كافة بلدات، وقرى السويداء.
البلدات المجاورة لما يطلق عليه الحاضنة الشعبية لجبهة النصرة تشهد حراكا غير مسبوقا، الإستعدادات لمعركة عسكرية مع المسلحين جارية على قدم وساق، “فالجميع يريد إمتشاق السلاح دفاعا عن الأرض، والعرض، والكرامة والله ناصرنا طالما أننا لم نبادر بالإعتداء على أحد” يقول أحد الشبان المتحمسين، والذي ينظر إلى الصراع الحالي على أنه صراع وجود.
المجيمر، عرى، الثعلة، سميع، الطيرة بلدات تقع على خط النار مع تجمعات مسلحي جبهة النصرة الذين يتخذون من بصر الحرير، الحراك، وناحتة مراكز إنطلاق لهم لشن الهجمات على المحافظة المشهورة بآثارها الرومانية القديمة بحسب ما يذكر لنا متطوع في اللجان الشعبية، فالهجوم على المجيمر تم من ناحية بلدة ناحتة، بينما قدم مسلحون من بصر الشام للهجوم على سميع.
بحسب احد وجهاء بلدة سميع فإن “هجوم مقاتلي النصرة على بلدات السويداء الأسبوع الماضي كلفهم مقتل قائدهم الأردني محمد ابو طبيخ في العقد الثاني من العمر، ينحدر من مدينة إربد الأردنية، وقد نعاه التيار السلفي الأردني، لم يتمكن زملائه من سحب جثته من ساحة المعركة فتركوه إلى جانب سيارة مسروقة إستخدموها في الهجوم الذي اسفرت نتائجه عن مقتل وجرح العشرات من المقاتلين، ووقوع عدد منهم اسرى بيد اللجان الشعبية والجيش العربي السوري”.
يعتبر سكان محافظة السويداء ذات “الأغلبية الدرزية” ان “هجوم جبهة النصرة على سميع، والمجيمر كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الهدنة غير المباشرة بين ابناء المحافظة، والمسلحين الذين حاولوا إختبار مدى قدرتنا فآتى الرد موجعا رغم أننا لم نكن في طور التحضير لإفتعال إشكالات معهم طالما لم يقتربوا من الخطوط الحمراء التي رسمناها بدماء شهدائنا منذ مئات السنين، أما وقد قرروا الخوض في النزال فعليهم تحمل التبعات، فمن يقرع الباب عليه إنتظار الجواب”.
17 مدنيا من السويداء قامت جبهة النصرة بإختطافهم حسبما أعلنت، وذلك ردا على وقوع عدد من مقاتليها في الأسر، الجبهة هددت بالويل والثبور إذا لم يفرج عن عناصرها، ولكن المفاجأة تكمن فيما أكده أحد المتابعين لما يحدث في الجنوب السوري، حيث اشار لعربي برس “أن النصرة إختطفت 5 أشخاص من بلدة عرى على خلفية ما جرى، أما الباقون فقد تم إختطافهم في اوقات سابقة، وقبل نشوب المعركة الأخيرة، وقد تواصل الخاطفون مع ذويهم من أجل الإفراج عنهم مقابل دفع مبالغ مالية”، مضيفاً ” أقدم المسلحون على إختطاف نجل حارس بئر مياه من عائلة رافع، والمخطوف من ذوي الإحتياجات الخاصة، لم تنفع توسلات أهله لدى المقاتلين، وتم الإفراج عنه بعد دفع مبلغ خمسمئة الف ليرة، وقد تم جمع المبلغ المالي الذي دفع من اهالي البلدة، وسعاة الخير”.
يذكر أن جبهة النصرة كانت قد أصدرت بيانا نهاية الأسبوع الماضي قالت فيه “إلى كل من أعان النظام الأسدي الغاشم وإلى كل من سكت عن جرائم هذا النظام أو شارك فيها بأي شكل من أشكال الموالاة والإعانة وخاصة من الدروز الذين تولوا حماية الحواجز القريبة من قراهم وإلى قرية عرى على وجه التحديد فانتم من بدأتم واعتديتم على المجاهدين المقاتلين للنظام الكافر وغدرتم بشباب جاؤوا ليقضوا على حواجز هذا النظام وقتلتم منهم من قتلتم وأسرتم من أسرتم فإنا والله – في جبهة النصرة لأهل الشام مع إخواننا من شباب الجيش الحر – كنا قد كففنا أيدينا عنكم دهرا ولكن بعد غدركم هذا فقد سلبتم أنفسكم الأمان والاطمئنان ولن يكون بيننا وبينكم إلا القتال وإنا نمهلكم في إرجاع أسرانا وجثث شهدائنا الذين غدرتم بهم على حاجز المجيمر خلال 24ساعة من صباح يوم الجمعة,وها نحن قد بدأنا أسر عوامكم ومن شارك منكم ولو بالسكوت ولن تفرحوا برجوعهم وستسمعون خبر قتلهم إن لم تعيدوا إخواننا واعلموا أنكم أنتم من بدأ هذا الطريق وقد كنا نحيد عنكم حتى مطلع هذا اليوم وإلا فانتظروا منا المفخخات المرعبة والحواجز المرهبة والعمليات والاقتحامات المفجعة ولنخرجنكم من بيوتكم ولن يكون لها عندنا إلا الهدم بعد إخراج النساء والذرية وان اعتصمتم بهم فستدمر على رؤوسكم أجمعين وقدا اعذر من انذر”.
تهديد النصرة يأخذه مقاتلو السويداء على محمل الجد بحسب أحد القائمين على اللجان الشعبية الموكل لها حماية البلدات “لإننا تعلمنا دروس غدرها في جرمانا، فهذه الجبهة التي تضم في صفوفها مقاتلين اردنيين، وتونسيين، وليبيين، وأفغان لا ترتكن إلى تعاليم الدين الإسلامي كما تتدعي، ولهذا أعددنا لمقاتليها ما يطيب قلوبهم، فإذا كانوا يقاتلون من اجل لقاء الحوريات في الجنة، فليعلموا أننا نعشق المواجهة، والشهادة، ونعدهم بإرسالهم سريعاً للقاء الأشياء التي يكذّب شيوخهم عليهم بها، ترى ألم يسمع أولئك بما خطته سواعد أجدادنا، وسيوفهم، وبنادقهم، في ملح، والمزرعة إبان الثورة السورية الكبرى”، مضيفاً ” أنصحهم بالعودة إلى قراءة كتب التاريخ، وليقرأوا ما حدث بجيش إبراهيم باشا، ومن بعده العثمانيين، والفرنسيين، ثم يعودوا ليواجهوننا، ألم يسمعوا عن بطولات شهدائنا، وضباطنا، وجنودنا ممن بقوا أحياء خلال حرب 1973، نحن قوم همنا الأساس الدفاع عن كرامتنا، لا مطامع لدينا في سلطة، أو ملك، أو مال، وشهرة، كما إننا إستقبلنا الالاف من إخوتنا الذين قدموا من درعا، وقمنا بإستضافتهم في بيوتنا، وهذا واجب علينا لإننا إخوة في الوطن، وهم يعيشون بيننا معززين، مكرمين، أما عندما يتعلق الأمر بجبهة النصرة، وتهديداتها فذلك أمر آخر نتعاطى معه، كما تعاطينا في السابق مع الغزاة، ومن سولته نفسه دخول ارضنا”.
جواد الصايغ | عربي برس