مقالات وآراء

هذا هو حال النظام والجيش العربي السوري اليوم .. ما لم يعرض في وسائل الاعلام .. بقلم جاد نجم الدين

في بداية هذا المقال سأكتب مقدمة تسهل على القراء الاعزاء مصداقية ما سوف اذكره، لأن المتابعين في الخبر برس تعودوا علينا ان نرفق اخبارنا بفيديوهات او صور او مستندات، أما اليوم ستقدمون انتم المستندات والوقائع.

جميعنا يتابع اخبار الصحف الغربية والعربية، المحسوبة على النظام كانت أو القريبة من المعارضة وما اكثرها، عند بداية التحركات المسلحة البعض ظن انها تحركات وليدة ساعتها والسلاح الموجود لدى المجموعات الارهابية هو من عمليات قاموا بها على الجيش وغنموا هذا السلاح، ولو اردنا ان نقول ان هذا الامداد يعود للمقاتلين لسنوات ماضية سيخرج علينا الكثير وحتى من الموالين للنظام ليقولوا لنا سوريا تملك اقوى جهاز مخابرات ولا يستطيع قبل الازمة اي شخص ان يدخل بندقية واحدة، نعم سوريا تمتلك أجهزة مخابرات قوية قبل الازمة وفي الوقت الحالي، ولكن عندما تجتمع الدول الغربية والعربية ضد سوريا وتزج بالمرتزقة وتفتح دولة مثل تركيا حدودها، ويقوم بعض ضعفاء النفوس من المسؤولين عن الحدود بادخال هذا السلاح ستملك المعارضة ما تملك.

تطورت الاحداث من منطقة الى منطقة، الجيش السوري يقوم بالانتشار في بعض الاماكن ويشتبك مع المجموعات الارهابية الضخ الاعلامي الطائفي موجود ضد سوريا وشعبها ويعمل 24 /24 .. اموال لا تعد ولا تحصى تصرف لمجموعات ارهابية المهم دمار سوريا، تفجيرات، قتل، الحديث عن انشقاقات، هروب بعض ضعفاء النفوس من سوريا، ولكن بقي النظام.. الضربة القاضية تفجير مبنى الامن القومي واستشهاد اهم رموز قادة النظام ولم يرحل النظام.. معركة تحرير حمص وجعلها عاصمة (الثورة) في ايدي المسلحين سقطت حمص والجيش السوري يبسط سلطته عليه، اكثر من اجتماع لمجلس الامن ولم يسقط النظام.. قطع اوصال سوريا الدبلومسية واغلاق سفاراتها حتى وصل بهم الحال الى ضرب الاقتصاد للضغط على الشعب السوري وبقي النظام.. مرت الايام وجميعنا يظن ان سوريا ستعود اليوم الى ما كانت عليه ولا شيء يتغير.

المعارضة تعلن ساعات الصفر ولم يحصل شيء الى ان وصلنا الى مدينة حلب والسيطرة على اريافها من قبل هذه المجموعات واعلان حلب عاصمة (الثورة)، اصبح (للثورة) عاصمتين وايضا سقطت منهم بفضل الجيش العربي السوري، اعادة التموضع من قبل المعارضة واعلان الحرب على دمشق ومعركة تحرير دمشق وتحديد جدول زمني لرحيل الاسد، حشد المجموعات.. اكثر من 50 الف مقاتل والاغلبية من خارج سوريا سقط منهم عدد هائل بين قتيل وجريح فيما فر البعض من ضربات الجيش، ايضا اعادة التموضع واعلنت المجموعات الانسحاب التكتيكي، وهنا حصريا هذه التسمية كانت للجيش الحر، ضغوط دولية في وجه الرئيس الاسد بعد اقفال جميع الابواب الدوبلومسية وسحب المراقبين الدولين من سوريا، عند كل هزيمة تصدح الضغوط في وجه الرئيس الاسد الى ان اتخذ قرار بعدم الرد على اي محاولة معروفة التوجهات بالنسبة لسوريا.

في بداية سنة 2012 اتخذت الحكومة السورية القرار بمحاربة الارهاب، واتخذ الجيش قرار المواجهة ضد هذه المنظمات الارهابية، فكانت الفائدة الاكبر لبعض الدول العربية، مثلا السعودية قامت بتنظيف المملكة الوهابية من جميع الارهابين لديها وارسلتهم الى سوريا بعد ان جندت شيوخ متطرفين لتعبئة عقول الارهابين واقناعهم في الجهاد، لتتبعها صديقتها الثانية تونس من ثم المغرب وليبيا فمصر فلبنان وصولا الى الاردن وعلى اميركا وقطر وبعض الدول الاوربية الدعم المادي والسلاح بينما تركيا مهمتها تسهيل عبور هؤلاء الى سوريا، الى جانب هؤلاء كانت هناك عناصر وخلايا ارهابية تقاتل في سوريا من الجنسية السورية ولكنها تسلمت مهمة قيادة المجموعات، وبعد مرور سنة وأكثر من الازمة ولعدم وجود دليل على مغادرة الاسد وتحت وقع ضربات الجيش السوري، اتخذ قادة المجموعات الإرهابية سياسية السرقة والابتعاد عن خطوط النار والهجرة بما غنموا من سرقة الأموال الى بعض الدول المجاورة او الى اوروبا. من الذي بقي اليوم في الميدان؟؟ الجيش السوري يواجه مجموعات ارهابية على شكل جبهة النصرة وغيرها، بينما من يفترض بهم ان يحاربوا من اجل الثورة ذهبوا للإستثمار الأموال المنهوبة في بعض الدول.

هذا هو حال النظام والجيش العربي السوري اليوم.. ما لم يعرض في وسائل الاعلام

الفكرة هنا التي سوف يستنتجها القراء عبر الخبر برس، أنه عندما يقع احدنا في مصيبة للوهلة الاولى لنفرض حادث سير لا سمح الله ماذا يكونشعورنا ولا نعرف ماذا نفعل وعلى حسب الكارثة، كيف لو كان احدنا رئيس دولة لم تعرف إلا الأمن والأمان وحصل ما حصل بها وبشعبها كسوريا طبعاً؟.

اليوم نحن نكتب هذه الكلمات بعد مرور سنتين واشهر على الازمة في سوريا، ولا يزال النظام على حاله قوي متين وصلب كصلابة الصخور، لماذا؟؟.. قد يظن البعض لأن روسيا تدعم هذا النظام او ايران او الصين او يخرج علينا خفافيش الفايسبوك المعتوهين ليقولوا العبارة الشهيرة والمستهلكة والمملة (مقاتلين من حزب الله).

هل تعرفون لماذا بقي النظام؟؟ النظام لم يبقى الا بفضل ثلاثة امور الفضل الاول هو لله مالك الملك قاهر الجبارين أما الثاني الجيش العربي السوري والشعب والثالث وهو ضعف الخصم وتفككه، كيف لمجموعة تابعة للقاعدة أن تأتي من دول الصحراء والناقة ولا تجيد جغرافيا سوريا ان تقهر جيش هو في الأصل إن هذا البلد، لذلك، صدقوني اليوم النظام اقوى بكثير مما كان عليه قبل عام او عامين، وبعد سنوات إن طالت الازمة سيكون الاقوى، ليس لانه النظام الخارق في الدنيا، ولكن ليتوقف احدكم عن القراءة الان للحظات ويفكر، ماذا يمكن للمعارضة المسلحة والدول الداعمة لها ان يفعلوا اكثر مما فعلوه طوال هذه المدة؟؟ هل هناك خيارات أخرى أمامهم؟ اعتقد في نظري ونظر اهم السياسين لم يعد في يد المعارضة اي ورقة رابحة تقاتل بها نظام صمد بوجه كل ما ذكرنا.. اتعلمون لماذا لأنها سوريا بلد المحبة والكرامة والمقاومة.

جاد نجم الدين | الخبر برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock