الجيش الحر وجبهة النصرة يبدآن معركة تطهير دمشق وحلب .. من “الكهرباء” !!
“كان يجب على الجيش الحر أن يسمي هذه الجمعة بجمعة تحرير الكهرباء أو إسقاط التوتر العالي”!!! ينهي الرجل الستيني جملته باستهزاء ويطلب من صاحب الدكان خمس شمعات، يأخذها ويقول: هذه تكفي فقط لسهرة اليوم.. لأنو اليوم الظاهر ما في كهربا أبداً…
هذه حالة غالبية المواطنين في دمشق وحلب بشكل خاص، حيث يبدو أن المجموعات المسلحة في حلب أخذت قراراً بحرمان أهالي حلب الرافضين لوجودهم من نعمة الكهرباء، وأيضاً من أجل منعهم من تحميل مقاطع الفيديو التي تصور مظاهرات في شوارع حلب تطالب عصابات الجيش الحر بالانسحاب من المدينة وتصف عناصره بالسارقين، بحسب ناشط من حلب.
أيضاً تحاول جماعات جبهة النصرة في ريف دمشق خلق أي نوع من الأزمات التي تلقي بتبعاتها على المواطن الدمشقي وعلى المدينة التي باتت تضم أكثر من مليون ونصف من النازحين من المحافظات السورية، حيث تم ضرب ناقلات المواد البترولية وسرقة السيارات التي تنقل الغاز والطحين، واليوم كان يجب أن يستكمل المسلحون مصاعب الشتاء من برد ونقص مازوت التدفئة وصعوبة الحصول على الخبز والتقنين في الكهرباء، بتخريب شبكات الكهرباء التي تغذي العاصمة والتي تقع في محيطها ويمكن للمسلحين التسلل وضربها، والانتقال من التقنين إلى غياب الكهرباء التام لساعات طويلة.
وزارة الكهرباء ومؤسساتها تعمل على إصلاح الأعطال التي تتسبب بها الميليشيات المسلحة، ولكن الإصلاح يحتاج إلى أن تحمي قوات الجيش فرق الصيانة، في ظل ظروف جوية وأمنية صعبة. وهنا للتذكير فإن قطاع الكهرباء في سورية كان الأفضل بين نظرائه في الدول الإقليمية، ومنذ بداية الأزمة في سورية عمل المسلحون على ضرب محطات التوليد والنقل وخطوط الربط، وضرب القطارات التي تنقل الوقود اللازم لتشغيل المحطات، ومن ثم قطع الطرقات على الصهاريج وسرقتها في معظم الأحيان، ما أدى لتدهور هذا القطاع، وتقول مصادر حكومية أن خسائر القطاع تجاوزت العشرة مليارات ليرة سورية.
وقد كانت سورية تستقدم 20% من كهربائها من محطات التوليد التركية، ولكنها أوقفت إستجرار الكهرباء من تركيا في منتصف الصيف الماضي، وتقول مصادر غير رسمية أن خطوط الربط مع الشبكة الإقليمية التي تربط سورية مع مصر والأردن قد قطعت أيضاً، واستعيض عنها بمشروع لربط الشبكة السورية بالشبكة الإيرانية عن طريق العراق.
وتعمل سورية منذ سنوات على مشاريع واعدة في مجال توليد الطاقة الكهربائية، وتقول المصادر أن مشاريع عدة تبلغ تكلفتها 150 مليون ليرة سورية يجري العمل عليها منذ سنوات لتوضع في الخدمة في العام 2015، وهي توفر لسورية 2000 ميغا واط، ما يوفر حاجات سورية من الكهرباء ويحقق وفراً قد يساهم في التصدير.
ويبدو أن المجموعات المسلحة تملك خطة ممنهجة لتدمير كل البنى التحتية في سورية وقطاع الكهرباء واحد من أهمها، ونذكر هنا على سبيل المثال للحصر استهداف المجموعات المسلحة منذ بداية الأحداث في حمص لمحطة الجندر في حمص والتي استكملت يومها بخطف الخبراء الإيرانيين العاملين في المحطة، وأيضاً الاستهداف المتكرر من قبل الميليشيات لمحطة القابون الواقعة بالقرب من مدينة حرستا والمسؤولة بشكل رئيسي عن تغذية جزء كبير من دمشق وريفها.
وعلى سبيل النكتة يذكر أحد الأشخاص أنه رأى “الثوار” في بداية الأزمة في سورية يكتبون على جدران مؤسسات الكهرباء “لا نريد كهرباء النظام .. نور الإيمان يكفينا” ….
سيريان تلغراف