عالميعربيمحلي

المسلحون في حمص يريدون وقفاً لإطلاق النار وامتعاض فرنسي قطري من تونس

تسعى هيئة التنسيق السورية المعارضة إلى وقف إنساني لإطلاق النار في مدينة حمص. وتقول مصادر في الهيئة أنها اتصلت بكافة الأفرقاء في حمص وحصلت منهم على موافقة بوقف لإطلاق النار. وفي حال وافقت السلطة، فإن قادة من التيار السلفي في حمص يستطيعون السيطرة على المسلحين السلفيين،

وعدوا شخصيات في الهيئة أن تعلن الجماعات المسلحة في حمص وقفاً لإطلاق النار قبل ساعة من إعلان الحكومة السورية. وحسب مصادرنا، فإن قيادات بعض الأطراف المسلحة قالت إن الوضع في بابا عمرو لم يعد يحتمل وأن هناك الكثير من الكوادر قتلوا حلال الحملة الأخيرة للجيش السوري، وتمّ تدمير الكثير من الأنفاق ويجب أن يتم وقف لإطلاق النار لأهداف إنسانية. مصادر في هيئة التنسيق الوطني السوري المعارضة، قالت إن الهيئة اتصلت بالجانبين الروسي والإيراني لهذه الغاية وأن هناك رسالة رسمية من قبل الهيئة وصلت للمسؤولين الروس تطالب فيها الهيئة روسيا بالتدخل لدى الجانب الحكومي السوري لتطبيق وقف إنساني لإطلاق النار في حمص. وقد تلقت الهيئة جواباً غير مقنع من الروس الذين قالوا إنهم اتصلوا بمسؤول في وزارة الخارجية السورية، ما اعتبر عدم رغبة روسية في الضغط الجدي على الحكومة السورية فهم لديهم هواتف القصر الجمهوري لو أرادوا الضغط.

 

في التوازي مع السعي لدى الروس، تحاول هيئة التنسيق حسب مصادرنا الحصول على وقف لإطلاق النار في حمص عبر دولتين عربيتين من دول المغرب العربي، وتقول شخصيات مرموقة في الهيئة يجب عدم النظر إلى الكلام الغير مسؤول الذي يذاع في محطات التلفزة العربية والخليجية لأن الأوضاع في حمص يجب أن تجد طريقها إلى الحل. وحول إذا ما كانت لدى الهيئة خطة أو مبادرة لحلّ سياسي يخرج المسلحين من المدينة، كان الجواب أن المطلوب أولاً هو وقف النزيف ومن ثم فتح الباب أمام الحل السياسي. وسألنا هل يمكن إيجاد حل على طريقة نهر البارد في لبنان، كان الجواب في نهر البارد تمّ إخراجهم عبر سورية ، في حمص عبر أية جهة سوف يتم إخراجهم ؟ المسألة معقدة أكثر في حمص.

امتعاض فرنسي قطري من تونس ..

في الجانب السياسي، يبدو أن تباينات واضحة حصلت في الأيام الأخيرة في المواقف بين فرنسا وقطر من جهة، وتونس البلد الذي سوف يستضيف مؤتمر أصدقاء سورية من جهة ثانية. وقد بدأ التباين بين الطرفين في 12 شباط الحالي في جلسة الجامعة العربية حول سورية، حيث أتت دول الخليج وطرحت عبر وزير خارجية قطر حمد بن جاسم على الدول العربية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، غير أن هذا المسعى اصطدم برفض كل من الجزائر وتونس والعراق ولبنان والسودان. وكان الموقف التونسي هو الذي فاجأ الوزير القطري الذي لم يخفي امتعاضه من موقف وزير خارجية تونس (رفيق عبد السلام) الذي أفشل المسعى القطري عبر مداخلة قال فيها إن تونس سوف تستضيف مؤتمر أصدقاء سورية الذي يجب أن يضم جميع الفرقاء خصوصاً روسيا والصين، وأن الموقف التونسي يتمثل في الحفاظ على إمكانية معالجة الأزمة السورية تحت مظلة الجامعة العربية، وأن تونس لا تريد أن تشرع التدخل العسكري الخارجي في أية دولة عربية خصوصاً سورية.

وقد أثار هذا الموقف غضب وزير خارجية قطر وامتعاضه، وتمّ إفشال مسعى الإعتراف بالمجلس الوطني. وحسب مصادر موثوقة، فإن وزير الخارجية التونسي ( رفيق عبد السلام) وهو صهر راشد الغنوشي لديه مواقف ضد التدخل العسكري الأطلسي في سورية. وتقول مصادرنا إن الوزير التونسي وجه كلاماً قاسياً لوفد من المجلس الوطني السوري التقى به أثناء انعقاد مؤتمر المجلس في تونس نهاية العام الماضي. وتضيف المصادر أن رفيق عبد السلام قال لوفد المجلس الوطني (هل تدرون خطورة طلب التدخل العسكري الغربي في سورية؟ هذا يعني بكل بساطة أننا لن نتمكن من إخراج الأطلسي قبل مائة عام، سوف يتمّ تدمير سورية بهذه الطريقة). وتشير مصادرنا إلى أن رفيق عبد السلام هو جزء من طرف في حركة النهضة التونسية يحتفظ بعلاقات طيبة مع إيران. في السياق نفسه، يبدو أن هناك رغبة تونسية بتأجيل موعد الاجتماع إلى الخامس من شهر آذار المقبل، وحسب مصادر مطلعة في المعارضة السورية، فإن الرغبة التونسية بتأجيل المؤتمر للخامس من الشهر المقبل هو من أجل الإستعداد الجيد له، خصوصاً في كل ما يتعلق بتوحيد صفوف المعارضة السورية تحت سقف هيئة واحدة أو لجنة واحدة . وتصطدم هذه الرغبة برفض فرنسي قاطع للتأجيل. وحسب مصادر في المعارضة السورية، طلبت هيئة التنسيق الوطني من الرئاسة التونسية دعوة روسيا والصين إلى مؤتمر تونس لأصدقاء سورية لأن غياب روسيا عن المؤتمر يعني فشله بالكامل. وتضيف المصادر أن غياب الروس والصينيين سوف يجعل المؤتمر محوراً في مواجهة محور آخر والطرفان الروسي والصيني يملكان أوراقاً كثيرة خصوصاً للضغط على النظام .

وتفيد مصادر المعارضة السورية في حديثها أن الرئيس التونسي (المنصف المرزوقي ) التقى الخميس سفيري روسيا والصين في تونس، كل على حدا لمناقشة حضور البلدان في المؤتمر. وتقول المصادر إن الروس وضعوا شرطاً للحضور في تونس وهو وجود النظام بشكل أو بآخر وهذا ما لا تقبل به الدول الغربية والمجلس السوري بدفع قطري وسعودي، فيما يبدو أن الموقف التونسي يميل إلى رأي هيئة التنسيق بضرورة حضور روسيا والصين لضمان نجاح المؤتمر. فرنسياً، الموقف واضح لا تأجيل لمؤتمر أصدقاء سورية الذي سوف يُعقد في موعده المحدد هذا الشهر، هذا الكلام قالته لنا مصادر مسؤولة في الخارجية الفرنسية، مضيفةً أن الصين قد تحضر لكن ليس هناك ما يشير لحضور روسيا، التي لم تتم دعوتها لحضور المؤتمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock