مقالات وآراء

هل انقلبت السويداء على الرئيس بشار الأسد ؟ .. بقلم جواد الصايغ

هل إتخذت الدول الداعمة للمعارضة السورية القرار بإدخال محافظة السويداء في اتون النار السوري، ولماذا ترافق الإعلان عن تشكيل قيادة جديدة للمجلس العسكري الثوري في السويداء مع هجمات على بلدات في المحافظة صدها الجيش السوري منزلا بالمهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح.

لا يزال معظم ابناء محافظة السويداء ينظرون إلى ما يجري في بلادهم على أنه مؤامرة كونية تهدف إلى عزل سورية عن الخارطة الإقليمية بعيد تمكنها من الإمساك بمفاتيح اللعبة في المنطقة، وإنزال العقاب بنظامها الذي لم يتوانى يوما عن دعم حركات المقاومة في العالم العربي، ولذلك إستعرت الهجمة على بلادنا في العامين الماضيين، وستستعر أكثر في الأيام المقبلة لأن الأهداف المرسومة لبلادنا لم، ولن ترى النور.

هل-انقلبت-السويداء-على-الرئيس-بشار-الأسد

كلمة ثورة لا وجود لها في قاموس المحافظة التي تبعد مئة كيلومتر عن دمشق، وتجاور درعا صاحبة الفضل في إنجاب الأزمة كما يردد انصار النظام في السويداء، هنا لا صوت يعلو فوق صوت الموالين، ورغم مرور اكثر من عشرين شهرا على تفجر الأحداث لا تملك المعارضة في السويداء سوى صفحة تنسيقية على موقع التواصل الإجتماعي، تدار من خارج البلاد، وتعمل ليل نهار على محاولة بث التفرقة دون جدوى، فعلى من تقرع مزاميرك يا داوود.

لماذا لم تدخل الثورة إلى السويداء سؤال يجيب عليه الموالون بالقول ” نحن لسنا كغيرنا ندفن رؤوسنا في الرمال، هناك مطالب محقة، وإصلاحات يجب ان تسلك طريقها الصحيح، ولكن منظرو الثورة لا يريدون إصلاحات وحريات، لما وجدوا ان النظام يتجاوب مع المطالب شرعنوا حمل السلاح بحجة حماية المتظاهرين، المطلوب ليس إسقاط النظام بسبب الفساد لأن لا من عاقل ينكر ان ليس هناك فساد، يريدون إسقاط النظام بسبب الدور الذي يقوم به فعلى الأقل هذا النظام لن يقدم التسهيلات لمراسلي القنوات الصهيونية في حال قرروا دخول سورية كما فعلت ميليشيا الجيش الحر في ريف إدلب”.

تبرير آخر يقدمه انصار النظام :  ” نحن ابناء سلطان باشا الأطرش الذي حارب العثمانيين، والفرنسيين، ومشاريعهم، عندما قرر إطلاق نداء الثورة لم يآبه للميزان العسكري غير المتكافئ مع الفرنسيين، فإندفع للمواجهة بمساندة إخوانه السوريين من مختلف المحافظات، واليوم لا يمكن ان نعطي الفرنسيين، والعثمانيين وحلفائهم ما منعه الباشا عنهم”.

سلطان باشا الأطرش الذي حارب الإنتداب لم يقبل على نفسه ان يدخل في معارك مع ابناء وطنه يقول موالو النظام لذلك “عندما حاول اديب الشيشكلي دخول جبل العرب بالقوة رفض سلطان باشا الأطرش مقاومة الجيش العربي السوري لأن الدروز يابوا تدمير بلدهم ومؤسساتهم، وفضّل الخروج من سورية نحو الأردن، ولم يعود إلا حين خرج الشيشكلي من الحكم.”

وعندما تسأل “الشبيحة” بحسب ما يطلق عليهم انصار المعارضة عن كيفية توأمتهم بين كلام الأطرش، ومقاتلة ميليشيا الجيش الحر اليوم يجيبون ” في السويداء شهداء سقطوا في شتى المحافظات السورية دفاعا عن سيادة وطنهم، ابنائنا يقاتلون الشيشانيين، والليبيين، والأردنيين، والتكفييريين القادمين إلينا، كل سوري يقف إلى جانب هؤلاء فهو اكثر سوءا منهم، ويجب قتاله مهما بلغ شانه لأن بقاءه في مجتمعنا يشابه تمدد الأمراض الخبيثة في جسم الإنسان”.

السؤال عن المجلس العسكري الثوري في السويداء يقابل بإجابة فحواها الإستهزاء فكيف يكون للمدينة مجلس عسكري وليس هناك منشقين بإستثناء إثنين أو ثلاثة قتلت المعارضة منهم واحدا، وهرب إثنان.

في بداية الإسبوع هاجمت ميليشيات تكفيرية قادمة من درعا  حاجز المجيمر فقتل 5 من المسلحين بحسب اعلان المسلحين على مواقعهم، مع ان الحصيلة اكثر من ذلك بكثير يقول الموالون، إثنان منهم ينحدرون من بصرى الشام، وثلاثة من النعيمة فهل النعيمة وبصر الشام بلدات في السويداء او في درعا، المعارضون يزورون التاريخ فهل سيعمدون إلى تزوير الجغرافيا ايضاً”، ويضيف محدثنا الموالي:

“سميع” بلدة صغيرة في محافظة السويداء لا يزيد تعداد سكانها عن ثلاثة الاف هاجمها مئة مسلح قدموا من صما الهنيدات،  وإشتبكوا مع إثنين من الأهالي فقتل قائد المجموعة المهاجمة وعدد آخر من المهاجمين، وتبين أنه أردني سلفي، كما قامت مجموعة مسلحة بإختطاف عدد من سكان إحدى البلدات بينهم احد اقرباء فيصل القاسم، فهل هذه هي الثورة التي يريدون إقناعنا بصوابية مسلكها”.

البحث عن معارضين في المدينة (السويداء) يخرجون للإعلام صعب لدرجة العثور على إبرة في كومة قش فهؤلاء يقدمون الحجج التي تمنعهم من ان يكون لهم في ساحات السويداء موطئ قدم كنظرائهم من انصار النظام، اليسوا هم ايضا ابناء السويداء تأتي الإجابة “نعم، ولكن قطعان الشبيحة تفتك بنا اينما ذهبنا، ولكن رغم ذلك نظمنا تظاهرات عديدة كان آخرها قرب الفرن الآلي، مع الوقت سترون ان المدينة ليست ملكا للنظام، نحن موجودون وبقوة وسنفاجئ الجميع عندما سنهب هبة رجل واحد”.

يسخر الموالون عند سماعهم خبر تنظيم المعارضة في السويداء لتظاهرات مشيرين إلى ان تظاهرة الفرن الآلي العشرينية (نسبة إلى حشد المعارضة فيها ما بين عشرين إلى ثلاثين شخصا) إستمرت زهاء دقيقتين، وإنصرف الجميع إلى بيته دون ان يتعرض لأي مضايقة، نحن لسنا ضد حراكهم السلمي، ولكن ان يحاولوا الإقتراب بالنار من السويداء فهذا خط أحمر، وسنقطع ايدي من يحمل السلاح في وجهنا من اي مدينة كان”.

يفصل الموالون بين مناصرتهم للنظام، ومحبتهم للرئيس السوري بشار الأسد فللأخير مكانة في قلوب ابناء المدينة لا يمكن لأحد ان ينتزعها، فكيف “سننقلب عليه، ونحن الذين نرى في مواقفه، وشجاعته مواقف سلطان باشا الأطرش، هل يمكننا نسيان الزيارات التي خص المدينة بها بمفرده، ودخوله بيوت الفقراء وتناوله الطعام معهم، ننقلب عليه عندما يقرر هو الإنقلاب على نفسه، وعدا عن ذلك سنبقى وراءه اينما ذهب”.

جواد الصايغ | عربي برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كل من يظن ان دخول السويداء من قبل العصابات الاجراميه هو ممكن نقول له اعد قرائة التاريخ جيدا ايها الغبي ففي سويداء العروبه كانت مقبرة كل الغزاة و منها خرج كل بطل مغوار ، السويداء هي منبع الكرامه بلد البطولات محافظة اطفالها رضعوا الكرامة من فوهات البنادق و المدافع لسنا نحن من نخون الوطن و لا يمكن ان نقبل لاي كان بدخول محافظتنا و نحن اذا لم نتدخل باي عمل عسكري حتى الآن هو لاننا نثق تماما بقدرات جيشنا العربي السوري و قيادتنا الحكيمه لكن عندما يفرض علينا امر كهذا فثقوا تماما اننا لن نكون الا محاربين جنبا الى جنب مع الجيش العربي السوري و لا يمكن لخائن او عميل ان يدخل محافظتنا .و النصر لسوريه و قيادتها و جيشها البطل و شعبها العظيم . انتهى

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock