الديار : قلب الموازين .. روسيا وإيران والصين يتعهدون بحماية سورية
خرجت الازمة السورية عن كونها صراعاً عادياً او على مستوى الجامعة العربية، بل اصبحت على مستوى دولي في موقف عنيف موجّه لحلف الناتو وأميركا والدول العربية، سواء دول الخليج ام غيرها. حيث ان روسيا بطاقاتها الكبرى والصين كدولة جبّارة ايضاً، وايران التي تملك اقوى جيش في المنطقة، اعلنت بشكل واضح ولا التباس فيه، وليس فيه لغة ديبلوماسية، واصدرت بياناً قالت ان المؤامرة على سوريا تحصل وان دولاً اجنبية تدعم جماعات ارهابية، وهذا أول وصف من روسيا والصين للمعارضة بأنهم جماعات ارهابية.
ويبدو واضحاً، من ان كلام بوتين الذي قاله سابقاً عن الارهابيين هو في صلب البيان، والاجتماع حصل في منزل السفير الايراني في الفياضية في جبل لبنان، وحضره السفير الروسي والصيني والسوري. وشكّل نوعاً من مفاجأة كبرى، اولاً لانه اعطى معنويات وزخماً ودعماً للنظام السوري لا مثيل له، اذ ان هذا الموقف الروسي اتخذه الاتحاد السوفياتي مرة في زمن اوندروبوف يوم زوّد سوريا بكل الاسلحة.
واظهر عن موقف الصين الداعم وعن الجيش الايراني وصواريخه وطاقاته المستعدّ للدفاع عن سوريا، اضافة الى ان النظام السوري دخل في المعادلة الدولية وعندما تدخل دولة من العالم الثالث في المعادلة الدولية حيث تكون روسيا والصين بهذه المعادلة او من جهة اخرى، اي دولة اخرى تكون في معادلة توجد فيها بريطانيا واميركا فانه لا يعود هنالك مجال في سقوط النظام وبالتالي هذا البيان وضع سدا منيعا في وجه محاولة اسقاط النظام السوري وارسل رسالة الى كل العالم ان روسيا والصين وايران لن تسمح بسقوط النظام السوري.
وعلى هذا الاساس، كما جاء في البيان، فان الحل لا يكون الا سياسياً، وتشكيل الحكومة يكون سياسياً، وانتخابات نيابية ديموقراطية، ومن بعدها انتخابات رئاسية، وكل ما عدا ذلك من استعمال القوة رفضه البيان ووصفه بالاعمال الاجرامية والارهابية، المدعومة من دول خارجية. لذلك بات النظام السوري ضمن المعادلة الدولية، وغير مطروح سقوط النظام ولو بأي شكل، حتى لو اضطرت روسيا وايران لانزال قوات برية في سوريا، فانها ستفعل بعد هذا البيان الذي صدر.
وهكذا وضعت روسيا والصين وايران مجلس دول الجامعة العربية في الزاوية، ومن دون اي قدرة على التحرك، فايران جاهزة قرب الخليج لتتحرك، وسوريا لم تستعمل طاقة جيشها لانهاء اعمال العنف الحاصلة عندها، ثم ان روسيا سترسل حاملة طائراتها الى مرفأ طرطوس، لكنها التزمت ادبيا ومعنويا وديبلوماسيا في بيان يرفض المعارضة ويعتبرها ارهابية.
واما الصين، فأيضاً مستعدة، لذلك نعتبر بعد هذا البيان ان موازين القوى كلها تغيرت وان الرئيس بشار الاسد اصبح اليوم الزعيم العربي المدعوم دولياً، والذي يقف داعماً للمنظمات الممانعة ضد اسرائيل، ويده في يد بوتين رئيس روسيا والصين وايران.
وسيكون على الدول العربية الان التفكير مليّاً قبل اتخاذ اي موقف، كذلك بالنسبة لاوروبا واميركا، اما على الصعيد الداخلي في المنطقة العربية، فحماس والجهاد الاسلامي والقوى الممانعة ستكون امام مواقف مضطرة ان تتخذها بعد هذا الموقف الروسي الصيني القوي مع ايران.
سيريان تلغراف