نيويورك تايمز : أوباما يخلف بوعوده لوضع حد للحروب الأميركية
أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في مقال لها ان الرئيس الأميركي باراك أوباما بدلا من أن يضع حدا لحروب الولايات المتحدة كما تعهد من قبل فإنه آثر وضع الأسس لحرب لا نهاية لها رغم تأكيده فقط لأغراض سياسية على انتهاء الحربين اللتين تخوضهما بلاده في أفغانستان والعراق بينما كان يخطط في الكواليس لحرب طويلة الامد.
وأضافت الصحيفة في مقال للباحثة ميري دوجيك استاذة القانون والتاريخ والعلوم السياسية بجامعة سذرن كاليفورنيا ان الحرب على القاعدة تتيح للولايات المتحدة مواصلة الاعتقالات دون توجيه تهم ما ظلت تهديدات القاعدة قائمة.
ولفتت الباحثة الى أن إنهاء حربي أفغانستان والعراق يساعد أوباما على الوفاء بالوعد الذي قطعه إبان حملته الانتخابية التي أوصلته إلى سدة الحكم غير أن تعريفه الفضفاض لما يسمى الحرب على الإرهاب يبقي على السلطة التنفيذية الكبيرة له التي تخوله احتجاز المشتبه فيهم دون تهم وممارسة صلاحيته الحربية في أي منطقة يزعم بوجود القاعدة فيها.
وقالت دوجياك إن وضع حد للمهام القتالية في أفغانستان والعراق لم يتمخض عن نتائج تنهي الاعتقال ذلك ان الاعتقاد السائد أن انتهاء أي حرب هي اللحظة التي تبدأ فيها صلاحيات الرئيس الحربية بالانحسار.
وأضافت ان انتهاء المهام القتالية في كل من أفغانستان والعراق ينبغي أن يسفر عن تقليص السلطة التنفيذية الممنوحة بما في ذلك الأسس لاحتجاز المشتبه فيهم على أن هناك تباينا بين الحروب التي تمضي إلى نهايتها والحرب التي تستغل كمبرر لاحتجاز سجناء كما يحدث اليوم.
يذكر ان دراسة نشرتها جامعة براون الأميركية مؤخراً أظهرت أن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة إثر هجمات 11 ايلول 2001 أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 225 ألف قتيل وبلغت كلفتها المادية 3700 مليار دولار على الأقل وان مزاعم الحرب على ما يسمى الإرهاب والتي لم تقض عليه لم تجعل العالم أكثر أماناً ولم تحقق رفاهية ولا عدلاً ولا ديمقراطية ولا أمناً ولا سلاماً بل أنهكت الاقتصاد وأضاعت المليارات هباء بين حروب فاشلة وصفقات فاسدة وأعمال فساد منظم وأزهقت أرواح الملايين.