البعث : الوهابية المالية تحالفت مع الإقطاع السياسي العالمي ضد سورية
اشارت صحيفة “البعث” السورية الى انه “يوم حزين للعدالة الدولية ولشرف الدبلوماسية، يومٌ صودِرت فيه إرادة الأمم المتحدة على الشاكلة نفسها التي اختُطفت فيها قرارات الجامعة العربية، لقد بدت المنظمة الدولية في حالة استسلام غير معلَن، تخضع لضغوط الكواليس، وتنقاد لحسابات المناورات الطيارة المسبقة الدفع، وتستمرىء الانخراط المريح في لعبة الأرصدة النفطية، ودفاتر الشيكات الشايلوكية السميكة التي تنتظر توقيع اللحظات الأخيرة، ولا غرابة، فالأزمة المالية العالمية طاحنة، والمديونيات الغربية عالية، وفقراء العالم محتاجون، وأغنياؤه أيضاً يتحيّنون قبض الثمن!”.
واضافت انه “كان مؤسفاً أنَّ مداخلات أغلب المتحدثين كانت في وادٍ، فيما جاء تصويتهم في وادٍ آخر، تحدّث هؤلاء عن الحل السياسي، وأسهبوا في رفض التدخّل، وأكدوا على الحوار ووقف العنف، ليقدّموا أخيراً غطاءً سياسياً لاستمرار العمليات الإرهابية، ودعم فظاعات وارتكابات الجماعات المسلحة، وكل ذلك تحت قبّة، وباسم، أرفع مؤسسة دولية! ولكن المفارقة لم تقف عند هذا الحدّ، والشبهة لم تكن لِتواري افتضاحَها، فقد جاء ذلك الإصرارُ على طرح التصويت على مشروع القرار، ودون أي تعديل، بعد ساعات من إعلان القيادة السورية عن تحديد موعد الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور الجديد كأجمل هدية، وأغلى مكافأة، كان يمكن لقاتل إرهابي أن يتمنّاها”.
ولفتت الى ان “الأمم المتحدة برهنَت أنها في طريقها لكي تصبح “جامعة” أكثر تعداداً، لقد فضّلت تجاهل الوقائع على الأرض، وجبنت عن النظر مباشرة في عين الحقيقة، كانت تتخيل أن عقد جلسة قصيرة بحدود دنيا من المداولات والكلمات، يمكن أن تخفف من عبء الضمير، لولا أن “مشكلة تقنية”، فيها من الأسى بقدر ما فيها من السخرية، كادت أن تفجِّر فضيحةً سياسية كاملة، قبل أن تتمّ لفلفتها بطريقة لا تخلو من الخزي والحرج، فهل وصلت الحرب الافتراضية على سورية الى قاعات الأمم المتحدة؟ وهل عادت معها محاكم التفتيش تطل برأسها من جديد، بتحالف الوهابية المالية والإقطاع السياسي العالمي، على شكل مؤسسة دولية عملاقة وأخطبوطية تمارس صيد السحَرة، وتنتصر للظلاميات السياسية، وتمارس العزل والحجْر تبعاً لتعاليم دهاقنة المال وتجّار الحروب، و”جلالتهم وسموهم”، ولكي تجرّد الدول، هذه المرة، من حقوقها وواجباتها في الدفاع عن سيادتها واستقلالية قرارها، وحق مواطنيها بالحياة، كما نصّت شرعة الأمم المتحدة؟”.
ورأت انه “رويداً رويداً تنزلق الأمم المتحدة لتصبح عقبةً أمام الحلّ وجزءاً من المشكلة، تمارس التحيّز، وتتفنن في الازدواجية، تنقلب على مبادئها وميثاقها بأساليب مبتدَعة واجتهادات أحادية الجانب تطرح تداعيات واحتمالات على غاية من الخطورة”.
واعتبرت ان “الجامعة غامرت بدورها، وحكمت على نفسها بالموت السياسي، وللأسف تبدو الأمم المتحدة في إثرها تسير معصوبة العينين وكأنها تستعدّ للسير في موكب التشييع وتنسج أكفانها بيديها”.