اكد أمين عام “حزب الله” اللبناني حسن نصرالله في كلمة القاها بمناسبة الذكرى السنوية للشهداء قادة الحزب يوم الخميس 16 فبرار/شباط “ان من ليس له أصول وأسس ومبان يؤسس عليها، تصبح حالته مثل الهمج الرعاع، لكن نحن ببركة هؤلاء الشهداء وأقوالهم ومقاومتهم ودمائهم كرسنا أسس وقواعد صلبة وثابتة لهذه المقاومة، وسوف تجدون بعد 30 عاما من نشأتها أن المقاومة قوية وصلبة وراسخة وعنوانها “القادة الشهداء إرادة لا تعرف الهزيمة”.
واعلن نصر الله “نحن لا نبني تحالفاتنا على أساس مزاجاتنا، ودائما نحضر أمامنا مصلحة الأمة والوطن والناس، وفي رأس هذه الأسس مسألة الموقف من المشروع الصهيوني في المنطقة، اولا فهمه في حقيقته وأبعاده ومخاطره ومرتكزاته ونقاط قوته وحاضره وبيئته الحالية، ونحن نفهم أن إسرائيل هي كيان هذا المشروع وأداة وجيش هذا المشروع الصهيوني في المنطقة، ونحدد الموقف بناء على هذا المنهج”.
واشار الى ان “خطر المشروع الصهيوني الذي تمثله إسرائيل يشمل المنطقة كلها، وعندما نأخذ من هذا المشروع هذا الموقف العدائي فذلك لأن هذا المشروع يحتل فلسطين ومقدسات المسيحيين والمسلمين ويعمل على تهويد القدس وألحاق المصائب والآلام بحق الشعب الفلسطيني، وثانيا لأننا نعتقد ونؤمن والوقائع تثبِت أن المشروع الصهيوني خطر على دول المنطقة وشعوبها مهما كان انتماءهم الديني وأيا كان عرقهم وأيا كان انتماءهم الحضاري، وبالتالي علينا أن نواجه هذا الخطر ونسقطه، وفي الحقيقة إن كل مقاوم بهذه المنطقة وخصوصا في دول الجوار عندما يقف بوجه إسرائيل إنما يدافع عن كل الأمة، وقادتنا الشهداء الذين سقطوا كانوا يدافعون عن لبنان وسورية وفلسطين والأردن ومصر وعن كل دولة عربية وإسلامية في المنطقة”.
نصر الله يدعو الحركات الاسلامية الصاعدة الانتباه الى خطر المشروع الصهيوني على الامة
واكد نصر الله ان “هذا هو المعيار الاساسي الذي من خلاله نقيم ونصحح ونبادر ونقيم تحالفاتنا، وهذا من أهم المعايير، كما على هذا الأساس نقيم سلوكنا، ونحن أبناء حزب الله من خلال هذا التقييم ننظر إلى الآخرين سواء كانوا أحزابا أو تيارات في لبنان والمنطقة العربية حول موقفهم تجاه فلسطين. في هذا الزمن الأولَى بالحركات الإسلامية الصاعدة بالمنطقة أن تقيم نفسها من خلال هذا المعيار، فهناك أمور يمكن تأجيلها، لكن قضية فلسطين وخطر المشروع الصهيوني على الأمة ودين هذه الأمة أمر خطير، فلا يمكن أن أكون حركة إسلامية في أي بلد عربي أو إسلامي إلا أن يكون موقفي واضحا حاسما تجاه المشروع الصهيوني في المنطقة، وكذلك عندما نتخذ مواقفنا تجاه الأنظمة والحكومات، فخلال 60 عاما من احتلال فلسطين بعض هذه الأنظمة كانت متواطئة على فلسطين مع الغربي والاسرائيلي وساعدت على تقوية هذا الكيان، وحاولت تيئيس الأمة، وأستطيع أن أقول إن بعض الأنظمة كانت صادقة ومخلصة للأميركي والاسرئيلي وبذلت كل شي من اجل انجاح هذا المشروع، وهناك دول وانظمة اخذت موقف حيادي وهي تتحمل مسؤولية، وهناك صنف من الانظمة والحكومات كان موقفهم ممانعا ورافضا وتحملوا تبعات ومخاطر ومحاصرات ومؤامرات”.
وتابع: “نحن عندما ننتمي إلى هذا الفهم أو الفكر سواء كنت إسلاميا أو مسيحيا أو وطنيا أو عروبيا او قوميا، فهل من الحق والإنصاف أن أساوي بين الموقف من أنظمة ساومت على فلسطين وبين أنظمة رفضت هذا الامر؟ هل تصبح الامور أن من ترك وتآمر وتخاذل هو المدافع عن هذه الأمة؟”.
نصر الله: الجميع منشغل عن فلسطين الى سورية ولا احد يسأل عن البحرين
واشار امين عام حزب الله الى ان “الشعوب العربية والحكومات العربية كلها منشغلة الآن عن فلسطين، واليوم الحدث المسيطر هو سورية، ولا أقول البحرين لأن أحدا لا يسأل عن هذا الأمر لا منظمات دولية ولا جامعة عربية ولا مجلس الأمن وهناك في البحرين مظلومية كبيرة. وفي غضون ذلك الإسرائيلي يكمل في مشروعه في فلسطين من تهويد القدس وتهجير المقدسيين وتعذيب الأسرى في السجون، والأسير خضر عدنان مضى في إضرابه عن الطعام 60 يوما، فأين الجامعة العربية والعالم العربي من ذلك؟”.
نصر الله: لقد قال نتانياهو ان اسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها
وذكر حسن نصر الله بأن “نتانياهو قال قبل سقوط حسني مبارك وقبل الانسحاب من العراق وليسمع اللبنانيون وتحديدا 14 آذار: “بعد الانسحاب الأحادي من لبنان عام 2000 والانسحاب من قطاع غزة انقلب الاتجاه، بات واضحا الآن أن إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها”. اليوم اميركا والغرب الى تراجع، ومرتكزات التسوية اصبحت منتهية، ونظام مبارك انتهى وهناك من اقام العزاء على حسني مبارك فيما هو فرح لما يجري في سورية. والعراق كان يحمي البوابة الشرقية التي تحمي إسرائيل، وقال نتانياهو ان “العراق اليوم أصبح حليفا لإيران”. أما القوة الجوية الإسرائيلية فبعد حرب تموز 2006 باتت غير قادرة على حسم معركة، وكذلك القوة البرية سقطت وهي لم تستطع ان تقف بوجه أبناء المقاومة في جنوب لبنان”.
نصر الله يشير الى وقوف امريكا واسرائيل وراء الاضطرابات في مصر
كما توجه نصر الله في خطابه الى المصريين محذرا: “أيها المصريون الاحباء في كل فوضى وحادث امني واضطراب فتشوا عن الاسرائيلي والاميركي. في العراق فرض الأميركي الفوضى والاقتتال الداخلي بعد فشله بالبقاء، ولديه فرصة كبيرة لإسقاط النظام السوري، واليوم هناك إجماع في اسرائيل بأن أي خيار هو أفضل من بقاء الرئيس السوري بشار الأسد”.
نصر الله: لماذا تقبلون تفاوضا وحلا سياسيا مع اسرائيل ولا تقبلونه في سورية؟
وتسائل: “لماذا الاصرار على إسقاط النظام السوري؟ أليس من الغريب اصطفاف أميركا وإسرائيل ودول الاعتداء العربي التي تتحمل مسؤولية ما يجري في المنطقة، والقاعدة؟ كل هؤلاء يجمعهم هدف واحد هو إسقاط النظام السوري. بالنسبة لنا نحن نقف الى جانب النظام، فهل يستطيع أحد أن يقول إن النظام بسورية هو نظام غير ممانع ولم يبِع المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، ويوم أتى (وزير الخارجية الأميركية الأسبق) كولن باول حمل ورقة تطلب من الأسد تسليم خالد مشعل وغيره من قادة المقاومة وخطوات تجاه المقاومة في فلسطين ولبنان، وتم رفضها”.
وتابع قائلا: “النظام في سورية وقف بوجه المشروع الاميركي الاسرئيلي في المنطقة. يوجد سلبيات في النظام، نعم. فالنظام يقول ذلك. وهناك من يطرح أن السوري لم يفتح جبهة الجولان. أنتم يا من تتحدثون عن المقاومة هل وقفتم إلى جانب المقاومة وقدمتم لهم المال؟ هذا النظام يحتاج الى الاصلاح نعم، واليوم النظام قال أنا جاهز بالذهاب نحو الاصلاح وبدأ بإصدار القوانين في الأحزاب والإعلام ثم مشروع الدستور”.
“وبالتالي لماذا هذا الإصرار على إسقاط النظام؟ هذه الحكومات العربية تقول إن الحل مع اسرائيل هو سياسي وبالتفاوض ولا سقف زمني وهم منذ عشرات السنين يريدون التفاوض مع الاسرائيلي و”يطولون بالهم”، ومبادرة السلام العربية ما زالت على الطاولة، وبالتالي الخيار مع الاسرائيلي التفاوض والحل السياسي، اما في سورية فلا وقت، وأريد أن أفترض أن النظام في سورية مثل اسرائيل فلماذا أنتم تقبلون تفاوضا وحلا سياسيا مع اسرائيل ولا تقبلونه في سورية؟”.
واضاف انه “حتى في البحرين لماذا لا تقفون الى جانب شعب البحرين الذي يلتزم بالمقاومة؟”.
واشار نصر الله الى “ضرورة البحث عن حل سياسي في سورية وفي مصر والعراق والبحرين ولبنان، وأن نضيع الفرصة على الإسرائيلي”. متسائلا ان “ما أقدم عليه الأسد من إصلاحات هل أقدم عليه أي ملك أو أمير أو شيخ في أي نظام عربي؟”.