اعتبر فيتالي تشوركين المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة ان سحب بعض الدول الأوروبية والعربية لسفرائها من دمشق قد يدل على بدء التحضيرات لإثارة نزاع واسع النطاق في سورية.
وقال تشوركين في مقابلة مع قناة “ان-تي-في” الروسية بثت يوم الخميس 16 فبراير/شباط ان مثل هذه التحضيرات قد تكون وراء ظهور أنباء تحدثت عن إرسال قوات خاصة بريطانية وقطرية الى سورية.
وحذر الدبلوماسي الروسي الدول الغربية من مواصلة دفع الوضع في سورية نحو زعزعة الاستقرار، مضيفا ان الأزمة قد تنتشر لتشمل إيران ولبنان. كما اعتبر ان سياسة الدول الغربية في ليبيا قد تؤدي الى انهيار الدولة وتفكك البلاد. وحذر من ان مثل هذه التطورات ستعيق الدول الأوروبية من تطبيع الوضع الاقتصادي في منطقة اليورو وستأتي بآثار سلبية بالنسبة للولايات المتحدة التي تقف على أعتاب الانتخابات الرئاسية.
وتعليقا على الأنباء التي تحدثت عن مشادة كلامية نشبت بينه وبين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مجلس الأمن، قال تشوركين ان الحديث يدور عن “استفزاز فظ” يمثل نموذجا للأساليب التي تستخدمها بعض الجهات لبث معلومات مزورة ونشر الذعر وتشويه صورة روسيا وطريقة تعاملها مع الدول العربية.
وشدد الدبلوماسي الروسي على ان الحوارات الطويلة الثلاثة التي جرت بينه وبين رئيس الوزارء القطري في الامم المتحدة تمت بحضور عدد كبير من الناس كان بينهم بعض سفراء الدول الأخرى وممثلو جامعة الدول العربية. وذكر تشوركين انه لم يتح له حتى تبادل التحية مع رئيس الوزارء القطري خلال اجتماع مجلس الأمن، لان الأخير كان يجلس على الطرف الآخر من الطاولة بعيدا عن المندوب الروسي. وتجدر الإشارة الى ان الحديث يدور عن اجتماع مجلس الأمن الذي استخدمت خلاله روسيا والصين حق الفيتو لإسقاط مشروع قرار يدعو الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي.
وأضاف تشوركين انه اتصل بالمندوب القطري لدى الأمم المتحدة وبحث معه هذا الموضوع، مشيرا الى ان الأخير اعترف بان هناك من يريد إثارة خلاف بين الدولتين. وأوضح ان هذه الإشاعات تأتي في إطار محاولة نشر صورة سلبية للغاية لروسيا في العالم العربي. وقال انه إذا كانت في الدول العربية قوى تسير على هذا النهج، فانها ستفهم في نهاية المطاف ان العالم العربي بحاجة الى روسيا وسيحتاج الى مساعدتها في مختلف الأحوال في المستقبل وان زعزعة العلاقات مع روسيا تعتبر جريمة من وجهة نظر مصالح العالم العربي.
وشكك تشوركين في ان الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سورية قد تصل الى ما يشبه حربا باردة. لكنه لم يستبعد احتمال تحول هذه الخلافات الى مواجهة بين الطرفين، قائلا انه إذا وصل الوضع الى هذا الحد، فان المسؤولية ستكون على عاتق شركاء روسيا الغربيين الذين يدفعون الوضع نحو التصعيد.
المصدر: وكالة “نوفوستي”