تصفيات ختامية للأزمة السورية .. بقلم د موفق محادين
تظهر المؤشرات الأولى لكواليس اللقاءات الأمريكية- الروسية، ولزيارة بوتين إلى تركيا وغيرها، أن الازمة السورية دخلت طور التصفيات الختامية في صورها السلبية والايجابية على حد سواء:
1 – ابتداء من الأخطر أو السلبي هنا، فهو في خسارة سورية لدورها الاقليمي على صعيد الصراع العربي- الصهيوني خاصة الملف الفلسطيني، فاذا كان من الصعب سابقا تمرير أية خطوة بمعزل عن الحسابات السورية- فإن رائحة صفقة كبرى في الافق دون الاكتراث بالموقف السوري المستنزف داخليا، ومن ذلك تورط حماس في امارة غزة وتحت شعار هدنة طويلة أو صلح حديبية كما أشار مشعل منذ سنوات مقابل محاولة العدو تمرير كونفدرالية بين الضفتين في إطار مشروع البنيلوكس الثلاثي (مركز اسرائيلي ومحيط أردني- فلسطيني).
2 – أن التصريحات الأمريكية والأطلسية المتزايدة حول دور القاعدة الكبير في المعارضة السورية العسكرية تخفي مؤشرات حول ترتيبات إقليمية ودولية تطوي ملفات وجهات وأوساطا متورطة وتفتح ملفات أخرى.
وكما لاحظ الكاتب اللبناني ناصر قنديل فإن تسريب أشرطة لعقاب صقر والحريري وحادثة تل كلخ مقدمة لإغلاق هذا الملف وتحويله الى القضاء اللبناني والانتربول الدولي…
3 – وفيما يخص الأتراك، الذين يخشون انفجار عش الدبابير الداخلي (عشرون مليون علوي ومثلهم من الاكراد) ثمة إشارات روسية حول حزب العمال الكردستاني بالاضافة الى تعويض روسي استراتيجي عن سورية الموعودة، وذلك عبر بروتوكولات تعاون اقتصادي ضخمة وتفاهمات حول خطوط النفط والغاز والماء، مقابل التنصل والانسحاب التدريجي من الأزمة السورية.
4 – أما الملف الايراني، فمن الواضح أن طهران التي تبنت الاستراتيجية السورية بالدفاع خارج الأسوار (دعم حزب الله في لبنان والجهاد الاسلامي في غزة) قد نجحت وبالرغم مما يقال حول الحصار عليها، من ايصال رسائل قوية الى الأمريكان ومن يهمه الأمر في تل أبيب وغيرها وذلك عبر صواريخ فجر وطائرة حزب الله والسيطرة على طائرة تجسس أمريكية متطورة.
5 – وبالمجمل ثمة تهدئة على المحاور الأساسية: التركي والايراني مقابل تمرير الملف الاسرائيلي (إمارة حماس في غزة وكونفدرالية الضفتين) ومقابل إغلاق تدريجي للملف السوري دون تنحي الاسد مع مرحلة انتقالية لحكومة معارضة بصلاحيات واسعة…
وليست الجلبة الإعلامية الأخيرة التي رافقت معركة طريق المطار، سوى جلبة لا قيمة لها في حسابات اللعبة السياسية المذكورة.
6 – ولا يعني كل ما سبق أن الأمور جاهزة أو في ربع الساعة الأخير فثمة نيران ضرورية وتهويشات وصخب إعلامي وسياسي وعسكري يسبق إسدال الستار على الفصل الأخير الذي قد يصادف رمضان آخر دون أن يسقط الأسد..
موفق محادين
(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)