هيستيريا الغرب بشأن احتمال تشكيل تحالف روسي -صيني
كتبت صحيفة “أرغومنتي نيديلي” يوم 11 فبراير/شباط تقول:” لقد أصبح واضحا بعد الرابع من شباط/فبراير، أي بعد أن استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض لقطع الطريق أمام استصدار قرار في مجلس الأمن ضد سورية، أصبح واضحا أن هناك ضرورة لإنشاء تحالف روسي ـ صيني لمواجهة الغرب”. وبات من الواضح أيضا بعد ذلك التاريخ أن مثل هذه الأفكار لا يمكن أن تبقى طويلا مجرد حبر على ورق.
لقد عززت تلك الخطوة المشتركة التقارب السياسي بين البلدين. علما بأنها (تلك الخطوة) لم تكن الأولى من نوعها. فقد سبق للبلدين أن اتخذا موقفا مشابها في مجلس الأمن في الرابع من أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي، عندما أجهضتا مشروع قرار يدين بشدة “الانتهاكات الصارخة والمنهجية لحقوق الإنسان بسبب ممارسات السلطات السورية”.
وتضمّن مشروع القرار المذكور تهديدات بمعاقبة دمشق. لكن بعض المراقبين اعتقدوا آنذاك أن قرار الدولتين كان نابعا من مصالح آنية، سرعان ما تتغير مع الوقت. أما الآن فأصبح واضحا للجميع أن المنحى الذي اتخذته كل من الصين وروسيا، ذو بعد استراتيجي وطويل الأمد. إن تضامن هاتين الدولتين في قضايا هامة كهذه، من الطبيعي أن يثير مخاوف الغرب. ذلك أن وجود تحالف من هذا النوع يحد كثيرا من إمكانات الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي. فليس بمقدور الغرب أن يمارس ضغوطا مؤثرة على كل من موسكو وبكين بشكل متزامن. ولعل ما يؤكد ذلك، هو أن واشنطن التي رفعت نبرتها بعد جلسة التصويت الأولى، مهددة بالإطاحة بالنظام السوري من دون تفويض من مجلس الأمن، نجدها تلتزم الصمت هذه المرة. ولم تعد مثل هذه التهديدات تصدر عنها. لا شك في أن الغرب لن يتخلى عن أفكاره هذه بسهولة. إذ ليس من قبيل الصدفة أن تسمي “هيلاري كلينتون”، استخدام روسيا والصين لحق الفيتو بـ “الكاريكاتوري”. وعلى الرغم من ذلك، نجد أن الغرب لا يريد التدخل في الشؤون السورية بدون غطاء من الأمم المتحدة. ومن اللافت أن هذه الأجواء، أثارت حالة من الهستيريا في أوساط وسائل الإعلام الغربية. فقد قالت صحيفة الـ”غارديان” البريطانية، أن هذا الفيتو سيؤدي إلى “عزلة روسيا”. لكن ما يثير الفضول، هو أن الصحيفة المذكورة لم تورد أي خطة لتطبيق هذه العزلة، لأنها على الأرجح غير موجودة أصلاً. فعزل دولتين عملاقتين، تعززان بعضهما بعضاً، أمر مستحيل.
من جهتها، أعلنت بكين، أن موقفها المتعلق بالأزمة السورية موقف مبدئي، وأن تحويل مجلس الأمن إلى ساحة لإسقاط حكومات دول مستقلة، أمر غير ممكن. وأمعن الصينيون في توضيح موقفهم حين أكدوا أن موقفهم ذاك ليس تقليداً لروسيا. لأن بكين على ثقة، بأن الأمم المتحدة “لا تملك الحق في طلب تغيير نظام سياسي، أو التدخل عسكريا في هذا البلد أو ذاك”.