بعد فضيحة عقاب صقر .. مقتل رجل الحريري الأبرز في ريف دمشق
لم يعد بإمكان ماجد خيبة المعروف بإسم ابو علي الدوماني الخروج على شاشات التلفزة ليطلق تهديداته بإحتلال العاصمة السورية دمشق، أو بقصف القصر الجمهوري، وأسر ضباط، وجنود الجيش العربي السوري، فالدوماني ابو علي كرّ صريعا في إحدى المواجهات التي وقعت بين المجموعات المسلحة التي يقودها، والجيش السوري في ريف دمشق.
خبر مقتل قائد لواء “شهداء دوما” كان ليمر مرور الكرام شانه في ذلك شأن خبر مقتل قائد لواء شهداء إدلب باسل عيسى، ومئات آخرين ممن يطلقون على أنفسهم صفة قادة ميدانيين في ميليشيا الجيش الحر كانوا قد سقطوا في مواجهة الجيش العربي السوري، لكن مصرع ابو علي خيبة له قصة أخرى فالرجل بكل تأكيد ليس كالذين سبقوه.
ابو علي الدوماني كان قد برز إلى العلن بشكل كبير إثر إعلانه أنه قادم لتحرير العاصمة السورية دمشق في الصيف الماضي، ومنذ ذلك الحين بدأ يقدم نفسه على أنه قائد مجموعة “عملية اقتحام دمشق” في الجيش الحر، والتي منيت بخسائر كبيرة جعلتها تنفذ إنسحابات تكتيكية عاجلة من احياء الميدان، والتضامن، والحجر الأسود.
شهرة خيبة لم تتوقف عند إعلانه أنه قائد عملية تحرير العاصمة بل إزداد نجومية، وتألقا بعيد ظهوره في شريط فيديو نشر له على مواقع التواصل الإجتماعي، ويظهر فيه ابو علي بجانب هسام هسام الشاهد في عملية إغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، معلنا أن إحدى مجموعاته تمكنت من إعتقال الشاهد هسام في منطقة المزة.
مسيرة الالف ميل في العلاقة بين ابو علي خيبة، ورئيس تيار المستقبل بدأت بخطوة الظهور مع هسام هسام، أعلن خيبة، وبكل صراحة وشفافية ووضوح أن إختطاف الشاهد المقنع هو هدية رمزية يقدمها الجيش الحر إلى سعد الحريري مضيفاً ” نجري إتصالات حاليا برئيس الحكومة السابق سعد الحريري وسنتابع الاتصالات لتدبير انتقاله الى لبنان، وسوف نتوافق على الأمر”. حجز الدوماني مكانة له في قلب الحريري الكبير بحسب المتابعين، فأصبح أبو علي في ريف دمشق ندا للنائب اللبناني عقاب صقر العامل على خط ريفي حلب، إدلب، فإذا كانت المساعدات الإنسانية الآتية من تركيا إلى سورية تمر عبر معبر صقر-المقداد، فإن المدد اللبناني المتدفق على دمشق وريفها، لا بد وأن يكسب رضاء الدوماني من اجل العبور.
ساهمت الثورة السورية في تغيير حياة خيبة الذي كان سقف طموحه يتمثل في ان يبادر رب عمله إلى الإتصال به للإطمئنان عليه نظرا لتغيبه ليومين متتاليين عن العمل، فإذ برؤساء حكومات سابقين، ورجال سياسة بارزين أصبحوا يتواصلون معه هاتفيا، وبشكل مباشر، ولكن نيران الجيش السوري ساهمت في إيقاف عجلة الحياة الرغيدة التي بدأ يعيشها.
بمقتل خيبة يكون رئيس تيار المستقبل قد مني بضربتين قاصمتين في اسبوع واحد، إنكشاف الدور الإنساني الذي يقوم به النائب اللبناني عقاب صقر في سورية، وفقدان أحد ابرز رجالات تيار المستقبل “النكهة السورية” في منطقة ريف دمشق.
سيريان تلغراف | عربي برس