أكد رئيس مركزالأبحاث السياسية “بير” فلاديمير أرلوف في حديث لقناة “روسيا اليوم” أن نشر حلف الناتو صواريخ “باتريوت” على الحدود التركية السورية يحول التدخل الخارجي في الشأن السوري من غير مباشر إلى مباشر، مشيرا إلى أن روسيا ستواصل التزامها بسياسة التوازن.
وفيما يلي نص المقابلة:
س – الآن، حلف شمال الأطلسي سينشر منظومات “باتريوت” على الحدود بين تركيا وسورية. ألا تعتقد أن ذلك سيعقد من إيجاد حلول للأزمة السورية وأنه سيكون خطوة أولية نحو تدخل الناتو في سورية؟
ج – أعتقد بأن التدخل في شؤون سورية يجري حاليا.. وفي الحقيقة يجري بشكل غير مباشر. وتصدير صواريخ “باتريوت” بذريعة تأمين الحدود التركية مع سورية يتحول التدخل غير المباشر إلى تدخل مباشر. كما أعتقد بأن ذلك سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، التي هي معرضة في الأساس إلى زعزعة الاستقرار كثيرا حتى قبل ذلك. وقبل كل شيء زعزعة الاستقرار في سورية وداخلها، وهذا يعتبر خطوة خطيرة جدا، بالنسبة إلى روسيا، لأن الأخيرة تلتزم بسياسة متوازنة جدا في تصدير الأسلحة إلى المناطق التي تجري فيها نزاعات، أو حيث تعتبر أن الأوضاع مهددة بحدوث نزاعات ما، على سبيل المثال ليس في سورية بل هناك المثال الإيراني حيث اتخذت روسيا في حينه قرارا بعدم تصدير منظومات صواريخ “إس – 300” المضادة للجو إلى إيران. أريد أن ألفت انتباهكم إلى أنه لم تمنع أي عقوبات دولية روسيا من تصدير هذه المنظومة الصاروخية إلى إيران، ولكن روسيا بالرغم من ذلك ونظرا إلى وجود توتر حول الملف النووي الإيراني، ووجود قرار مجلس الأمن، وانطلاقا من حكمتها السياسية قررت الامتناع عن تصدير أسلحة إضافية إلى إيران. ولكن ماذا نرى اليوم حول سورية، تضخ الأسلحة إلى المنطقة وإلى الأفراد المحاربين في سورية، وهي أسلحة واردة من قطر والسعودية، وهناك أسلحة تأتي بشكل غير مباشر من دول حلف الناتو.
هل على روسيا أن تمتنع عن تنفيذ قراراتها السابقة لأجل الحفاظ على صورة دولة محبة للسلام، في حين أن دولا أخرى تواصل ضخ الأسلحة إلى المنطقة، علما أن روسيا تمتلك في الوقت نفسه كميات كبيرة جدا من الأسلحة المتنوعة. هل ستواصل روسيا الامتناع عن لعب دور في هذه الساحة؟ هذا أمر صعب بالنسبة لروسيا. وأصعب مما كان عليه. أعتقد أن روسيا ستواصل التزامها بسياسة التوازن. ولا ينبغي تحريض لاعبين من خارج المنطقة، بما في ذلك روسيا والصين، على أعمال كالتي تجري الآن على الحدود التركية السورية.
سيريان تلغراف | روسيا اليوم