تلغراف

ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية ؟ (6)

في الحلقات السابقة ، ركزت الاسئلة الموجهة الى المسؤول السوري السابق على مقارنة ما جرى بين سنوات 1976 – 1983 بما يجري الان في سورية ،لكن غنى الرجل بالمعلومات وازدحام الافكار التي يمكن استفسار خلفياتها منه جعل الحوار يتشعب.

في الحلقات المقبلة وابتدأ من هذه الحلقة سنحاول التركيز معه على المقارنة المذكورة اعلاه لانها الاكثر اهمية للإجابة على سؤال يهم كل السوريون وكل العرب المفترض ان سورية تهمهم ….والسؤال هو : ماذا بعد ؟

نبدأ هذه الحلقة بسؤال:

هل يرى ابناء الجيل السابق من المسؤولين في سورية ما حققوه في اربعين عاما يندثر هباء امامهم ؟ ام ان ما يحصل اليوم لا يشكل خطر وجوديا على النظام الذي بناه الرئيس الراحل حافظ الاسد ؟

ج: طرح السؤال بهذا الشكل خاطيء، ينبغي ان نسأل : اذا كان ما حققه اركان النظام السوري في السنوات السابقة  مشكلة للمعارضين فهل ما جرى على ايديهم بحق سورية وشعبها هو الحل الذي يرغبون به وينادون من اجله بالتدخل الدولي؟

معنا كانت سورية موحدة، وثورتهم قسّمت البلاد والعباد، معنا سورية قوية ويهابها الخارج القريب والبعيد ، ومعهم سورية مشغولة بنفسها ويتطاول عليها لبنانيون وقطريون وسعوديون واوروبيون ويشمت بها الاسرائيلي.

معنا سورية ترسل الصواريخ الى غزة والى الضفة والى لبنان ليقاتل بها المقاومون اسرائيل ومعهم تفتح اسرائيل معابر في الجولان المحتل الى اراضي تجاوره لادخال مسلحين مفترض انهم متطرفين دينيا ولكنهم لا يتورعون عن لعق الحذاء الاطلسي ليمكنهم من احتلال القنيطرة التي حررناها بدمائنا.

معنا سورية سيدة في قرارها في مواجهة الاملاءات الاميركية وزعماء اميركا المتتالين يحلمون بلقاء يبتسم فيه لهم رؤساء سورية ومعهم مجرد سفير من الدرجة الثالثة في سلم الديبلوماسيين يقرر لهم شكل ائتلافهم ووطنهم ويعين هذا الشيخ زعيما وتلك الساقطة نائبة له وذاك النصاب النهاب المنافق جاسوسا ومشرفا لمصلحة الاميركيين على الطرفين.

معنا الفقير يعيش والغني يعيش والمتعلم يجد عملا وكذا غير الخريج يجد عملا ويجد مشفى ، معهم لا اعمال ولا وظائف الا في في صفوف حملة السلاح الذين يتسولون رواتبهم من ابو ابراهيم وام قويدر وامثالهم ممن يتسولون المال من عقاب صقر ومن سعد الحريري ومن حمد وخليفة وبندر وحتى انهم يتسولون المال من احمد الاسير وفضل شاكر.

معنا دمشق عروس المدن تسهر حتى الصباح وتتنقل حسناواتها بعد منتصف الليل ومعهم دمشق حزينة تمسح دموع حسناواتها ودماء شهدائها ممن سقطوا بتفجيرات الغدر وبقذائف العمى الديني والوطني ….هل اكمل لكم ام يكفيكم مقارنة.

فما حققه الرئيس الراحل حافظ الاسد من استقرار ومن تطوير للمجالات الحيوية التي تهم الناس وحياتهم وامنهم ومستقبلهم لم يكن صنيعة نظام بل صنيعة شعب تفاعل مع ما طرحه المسؤول الاول عن التخطيط لنهضة سورية .

حافظ الاسد رحمه الله كان رجلا ذو رؤية وسواء اعجبك اسلوبه ام لم يعجبك فهو متأثر بظروف نشأته السياسية وبمعرفته العميقة للتاريخ السوري ولتاريخ التآمر الاستعماري على سورية ، ولا يمكنك ان تنكر انه واحد من الاستراتيجيين الكبار الذين لم ينصفهم التاريخ حتى الآن، نحن نتحدث عن رجل قارع الاميركيين – اقوى قوة في العالم – ولم يرضخ لهم بل ناورهم في ضعفه وقاتلهم يوم فرضوا عليه القتال (اسقاطه للطائرات الاميركية التي انطلقت من حاملاتهم في مياه لبنان عام 1983 ). رجل    كان لديه رؤية لبناء نوع من ديمقراطية وطنية مرتبطة اولا ببناء عقلية الانسان السوري،  وهو وجد نجاحات شجعته على الانفتاح وعلى تخفيف القيود الامنية والسياسية في البلاد، (مرحلة 1971 – 1980) وتفاجأ باختراقات دفعته الى حماية منجزاته (1980 1990) بالتشدد الامني والسياسي داخليا.

لتفهموا حافظ الاسد عليكم قراءة مقدمة ابن خلدون عن تطور الدول والامم ، كان الرئيس الراحل يرى بان بناء حياة سياسية وطنية داخلية على اسس صحيحة يحتاج الى مرحلة يكون فيها للطليعة النخبوية (حزب البعث) وللجماهير المؤمنة بقضيتها الدور الاكبر في نشوء الظروف المناسبة لاطلاق حريات شاملة لا يمكن اختراقها لا بالمال ولا بالطائفية.

س: بنيتم في الحجر ولم تبنوا مؤسسات يستمر من خلالها النظام ويجدد نفسه بطريقة تعبر عن رغبات الناس ؟

ج: وهل تركونا نبني؟ هل كنا نتقدم بلا مقاومة من الاستعماريين ؟ هل تبني النفوس بسهولة ؟ وهل تتبدل الثقافة المجتمعية بلا تركيز تربوي شامل ؟ وهل يمكننا التركيز على بناء الانسان نفسيا وسياسيا واخلاقيا (ربطا برفض الفساد ورفض الطائفية ورفض الارتهان) في زمن الحروب والمواجهات الوجودية ؟

س: هل يتطلب تغيير النفوس قمعا وقوانين طواريء؟

ج: القمع للمخربين علاج وقمع الفتن خير من التسهل مع اربابها وامن الملايين ومصالحهم اعلى مقاما من حرية من يلعبون بمصير وحدة البلاد وتلاحم مواطنيها.

لتفهموا الرئيس الاسد عليكم ان تراجعوا لقاءاته في منتصف الطريق مع رؤساء اميركا وعليكم ان تقرأوا جيدا سبب رفضه التوقيع على وثيقة سلام وتسليم للصهاينة بوجودهم. ما لم يعلنه الرئيس الراحل من رفض لوجود اسرائيل قاله في افعاله فسورية هي الدولة العربية الوحيدة من دول المواجهة التي لم تتنازل عن الحق القومي في فلسطين عمليا لا قولا فقط .

س: لبنان لم يوقع ايضا

ج: اعيدك الى توقيع اتفاقية السابع عشر من ايار التي اسقطها الرئيس حافظ الاسد بدعمه للبنانيين الشرفاء.

  هناك حالة من حالات التشويه الشامل بسلاح اميركي للتدمير الشامل اسمه الدعاية المضادة لسورية ولانجازات رئيسها وخطأنا كان في تجاهل الحملات الاعلامية وتركيزنا على العمل.  فحولوا الابيض اسودا وجعلونا شياطين وقتلة وديكتانوريين ونحن نتجاهلم .

نعم كنا قساة وحاسمين في مواجهة التخريب السياسي والامني ولم نكن واضحين للمحافظة على كبريائنا في اتهام العملاء بالعمالة بل كنا نسميهم ” من الساعين لاضعاف نفسية الامة ” والقصد هنا اننا لم نملك تشريعا قانونيا يصف حالات القبض من السفارات مقابل المواقف السياسية المعارضة . (….)

الاميركي والسعودي العامل في خدمته ماهرون في  استغلال كل صاحب رأي سوري لتشويه انجازات سورية، خذ مثلا الفيلم الوثائقي ” طوفان البعث” ، فيلم يتحدث عن الطفيليات الحقيقية ويعممها متناسيا طوفان الخدمات والكهرباء والتعليم والعدالة الاجتماعية التي قضت على الاقطاع وحررت المزارعين من عبودية كبار الملاك واوصلت الطبابة المجانية والتعليم المجاني والطرقات الى اقاصي الريف السوري. هل تعرف ان ذاك الفيلم مولته المخابرات الاميركية وهي من سوقت له اعلاميا وهي من اعطت صاحبه تلك الهالة الفنية ؟

س: معقول ؟ لماذا تتهمون كل من يعاديكم بالعمالة؟

ج: انا من اكبر هواة الفن ومن محبي الفنانين والفنان ان لم يكن مخالفا ومعارضا ومتمردا على النظام – اي نظام –  فهو يخون موهبة الابداع التي وهبه اياها الله.  ولكن حتى المصريين استخدموا عملاء من الفنانين وهاكم قصة سعاد حسني، فكيف بالاميركيين ، ثم صاحب الفيلم (طوفان البعث) الم يقبض ثمن تلميعه لرفيق الحريري في فيلم خاص موله رئيس الوزراء اللبناني الراحل…من يسرق الذرة يسرق الدرة ، هكذا تقول الحكمة ومن يقبض من رفيق الحريري ليمدحه سيقبض من الاميركيين ليذم السلطة في بلاده لا من منطلق معارضته المشروعة لها بل من منطلق الدور المطلوب منه اميركيا.

س: وهل الماغوط ونزار قباني من العملاء ايضا؟

ج: ومن رعى وبارك وسوق وتقبل معارضة الكثيرين من امثالهم ؟ من اهتم بالماغوط في حياته وفي مرضه ومن افتخر وساير وتقبل شعر ومواقف نزار قباني مثل الرئيس الخالد ؟ هؤلاء قالوا ما قالوه في زمن الرئيس الراحل وكان رحمه الله يقرأ ما يكتبوه ويتقبله ويباركه ويحميه،  كان قاسيا على العملاء والخونة ومشجعا للمعارضين الوطنيين المخالفين له . المعارضة شيء والتعامل مع المخابرات الغربية لتشويه صورة سورية شيء آخر …والعمل السياسي شيء والتآمر مع العدو واحيانا مع الصديق لقلب نظام الحكم بالقوة شيء آخر.

تتحدثون عن قسوة الحكم السوري فهل سألتم من قسونا عليهم هل كانت مشاريعهم طرية وناعمة ؟ الم يكن العنف الثوري والقضاء على رجالات الحكم من ايديولوجيات المنظمات اليسارية التي حاربناها امنيا قبل ان تقتلنا جسديا ؟

الم يبدأ الاخوان بالارهاب قبل اربع سنوات من اول عملية قمع قاسية طالتهم ؟

كل فعل له رد فعل ولولا الارهاب والطائفيين ولولا الاختراقات الامينة التي جندت المعارضين لكان في سورية ديمقراطية وتجربة متطورة كان من المفترض للجبهة التقدمية ان تشكل عنوانها لا كل تجربتها ولا كل تاريخها لكنك حين تريد ان تفتح نوافذ بيتك وتجد ان العقارب والافاعي قد دخلته فلا بد وان تقفله لحين التنظيف الشامل والتام .

س: ما تلامون عليه هو استغلالكم لقانون الطواريء والاعتقالات التعسفية وحتى الاعدامات بغير احكام وبغير محاكمات والاخفاء القسري الخ

يتبع …

سيريان تلغراف | عربي برس

مواضيع ذات صلة :

ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية ؟ (1)

ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية ؟ (2)

ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية ؟ (3)

ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية ؟ (4)

ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية ؟ (5)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock