خبر هام

عشرات الشهداء والجرحى في أربعة تفجيرات إرهابية تهزّ مدينة “جرمانا”

على الرغم من أنها منطقة احتوت آلاف الأهالي النازحين من المناطق الساخنة وعلى الرغم من كل ماقدمته من خدمات .. جرمانا التي أوت الأطفال والشيوخ بدون مقابل وأطعمت من لا مال له ولا كسوة ، جرمانا التي تعتبر سورية مصغرة ، استيقظ قاطنوها ، صباح اليوم ، على دوي أربعة انفجارات إرهابية ، هز اثنان منها ، بسيارتين مفخختين ، أركان ساحة الرئيس في ساعة تشهد ازدحاما كبيرا ، من مواطنين وأطفال يتجهون إلى أماكن عملهم ومدارسهم ، وآخران بعبوتين ناسفتين حيي النهضة والقريات ، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح حالة معظمهم خطرة ، وأضرار مادية كبيرة ..

ذكر مصدر في وزارة الداخلية أن حصيلة التفجيرين الإرهابيين 34 شهيدا وأشلاء مجهولة الهوية في 10 أغلفة طبية ، وأضاف المصدر إن التفجيرين أسفرا أيضا عن إصابة 83 شخصاً بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بـ 6 مبان سكنية وعشرات السيارات المركونة في مكان التفجير .

وقال مصدر في مشفى المواساة إنه وصلت إلى المشفى جثث 33 شهيداً ، إضافة إلى 20 جريحا بينهم نساء إصابات بعضهم حرجة .

وأشار مصدر في مشفى دمشق إلى أنه تم إسعاف 41 جريحا بينهم نساء جراء التفجيرين الإرهابيين حيث تم تقديم الإسعافات والعلاجات اللازمة لهم .

ووصل إلى مشفيي الراضي وجرمانا الجراحي عشرات الجرحى والمصابين حيث تم تقديم الإسعافات الأولية لهم وتحويل الإصابات الحرجة إلى مشفيي دمشق والمواساة ..

الاختلاف الذي تحمله مدينة جرمانا في تركيبة سكانها جعل منها مقصد أمان لعدد كبير من أهالي المدن والبلدات المجاورة ..

أم أحمد، هُجّرت من منزلها في منطقة التضامن المجاورة لمدينة جرمانا تقول لماذا يصرون على قتلنا، فيما نريد الحياة، وتضيف: لم نشهد من أهل جرمانا سوى كل معاملة طيبة وصادقة فتحوا لنا المدارس وبيوتهم نتآوى فيها من إرهاب أعمى استهدف مناطق سكننا .. نحن السوريون  نستحق أن نعيش بسلام لكن ليتركونا نعيش..

أبو أكرم نصر من سكان جرمانا يقول هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف بها جرمانا بعمل أقل مايمكن وصفه بالجبان، نحن نعلم أن المقصود من هذه العمليات ضرب وحدتتنا و الدفع بنا للاقتتال. ويضيف طالما أننا نتنفس هواء سورية لن يستطيع أحد أن يهزمنا .

أما نبيل رزوق صاحب إحدى المحلات بجانب مكان التفجير، فيصر على أن المستهدف من التفجير هو المكانة التي تمثلها جرمانا لكل السورين فهي المدينة التي تضم أعلى نسبة أقليات في ريف دمشق. يقول: إن كل المحاولات السابقة فشلت وكذلك تفجير اليوم لن يزيدنا إلا أصرارا على البقاء والوحدة فيما بينننا وستبقى جرمانا تفتح أبوابها لكل السوريين الطيبين من أينما وفدوا..

ميدانيا ..

حالة من الذعر والأسى، شهدتها مستشفيات جرمانا، التي جرى نقل الجثامين والمصابين إليها، حيث تركض الأهالي للتعرف على ذويهم الذين تصادف مرورهم في مكان التفجير، من الممكن أن يكونوا قضوا فيها.. امرأة ستينية، وقفت ثكلى، مفجوعة أمام جثة ابنها الشاب، لاقدرة لها على النحيب والتعبير عما بداخلها من ألم،  فيما تعالى صراخ أب فقد ولديه الشابين أثناء توجههما كل إلى مكان عمله ساعة وقوع التفجيرين.

وعلى رصيف مستشفى جرمانا الجراحي اصطفت عشرات الجثث والأشلاء.. كذلك تدافع النازحون إلى جرمانا للمساعدة في نقل الجرحى إلى المستشفيات، والتخفيف من مصاب أهالي المنطقة الذين فقدوا أحبائهم..

الجهات المعنية ..

وزير التعليم العالي الدكتور محمد يحيى معلا، أكد خلال زيارته للجرحى في مشفى المواساة “إن هذا العمل هو عمل إرهابي وإن الإرهاب لا حدود له ولا وطن ولا دين ومخطط له لإحداث أكبر ضرر بالبنية التحتية والإنسان ” لافتاً إلى” أن توقيت التفجيرات الإرهابية مقصود منه الحاق الأذى بأكبر عدد من المواطنين وهو عمل وحشي آثم وغير انساني وتعجز الكلمات عن وصفه.

وأشار معلا إلى أن المشافي التعليمية كافة وبشكل خاص المواساة في جاهزية تامة وعلى مدار ال24 ساعة لمعالجة المواطنين وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم حيث يعمل كادره الطبي والتمريضي والإداري بحس وطني عال وتحمل كبير للمسؤولية ويبذل قصارى جهده وطاقته للمساعدة وتقديم الخدمة الصحية المثلى.

من جهته، وصف المهندس حسين مخلوف محافظ ريف دمشق تفجيرات جرمانا الإرهابية أنها أبشع أشكال الجرائم لأنها استهدفت مواطنين أبرياء أثناء توجههم إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم معتبراً أن من قام بهذا العمل استغل الروح الطيبة لدى السوريين في إغاثة الملهوف ومساعدة الآخرين عبر إحداث تفجيرين متتاليين واستغلال تجمع الناس لإنقاذ الجرحى والتسبب بعدد أكبر من الضحايا.

وأشار محافظ ريف دمشق خلال جولة له على مشافي جرمانا ومشفى المواساة بدمشق للإطمئنان على الجرحى إلى أن استهداف جرمانا من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة بتفجيرات إرهابية لمرات عدة يعكس مشاعر الحقد والكراهية التي تكنها هذه المجموعات لهذه المدينة التي نبذت كل أشكال التطرف والتآمر وكانت دوماً الصورة الناصعة والحقيقية للأسرة السورية الكبيرة التي تستقطب كل أطيافها.

تفجيرات غريبة في الأسلوب والطريقة، والتوقيت، والمكان، المدني بطبيعته، لكنها ليست غريبة عن الإرهابيين ..

منطقة سكنية مزدحمة بامتياز وقع فيها تفجير ليتبعه آخر بعد التأكد من تجمع الناس للإغاثة.. ماهو الهدف؟ وماذا يعني ذلك؟ يبدو أن الإرهابيين في تفجيرات اليوم يهدفون إلى إرهاب سكان جرمانا ـ علهم يتهجرون منها شيئا فشيئا، حيث أن تفريغ جرمانا من سكانها يسهل كثيرا عليهم دخول دمشق حسب تطلعاتهم، فموقع جرمانا جغرافيا يعتبر “عقدة” بين ريف دمشق الملتهب ودمشق..

وبذلك يصبح لديهم الإمكانية للتعامل مع دمشق بطريقة أسهل.. مشكلة الإرهابيين وما يعوقهم أن السوريين فهموا اللعبة وتكشفت خيوطها لديهم، لذا قرر السكان الصمود والبقاء، فلا مخططاتهم ستنجح ولا جرمانا ستتهجر ولا دمشق ستكون المكان البديل لفشلهم الذريع في باقي المحافظات السورية.

سيريان تلغراف | ريم فرج

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock