تايم الاميركية : جمود قاتل فى حلب والمعارضة تخسر السكان
تحت عنوان “الجمود القاتل فى حلب” نشرت مجلة “تايم” الأمريكية تقريرًا مطولاً عن الأوضاع فى مدينة حلب السورية التى تشهد قتالاً عنيفًا منذ عدة أشهر.
وقالت المجلة التى قام مندوبها بجولة فى حي “بستان الباشا” بالمدينة إن القطط الضالة فقط هى التى تملك الشجاعة للتجول في شوارع هذا الجزء من أكبر مدينة سورية، بينما قد لايستطيع المتمردون التنقل بين الأنقاض والقمامة، والاشلاء البشرية التى تملأ المكان، حيث القناصة من قوات الجيش النظامى فى كل مكان.
ويعتبر حي “بستان الباشا” من الاحياء المهمة بالمدينة وتقطنه الطبقة العاملة من المسيحيين والسنة وهو مقصد لكثير من المواطنين في حلب لإصلاح سياراتهم حيص توجد به العديد من ورش الإصلاح، ويطل الحى على حي الشيخ مقصود الكردي، وأشارت المجلة فى تقريرها إلى أنه لم يبق سوى ثلاثة مواطنين فقط من أصل آلاف كانوا يقطنون الحى، فقد تحولت حلب التي كانت موطنًا لمليوني شخص من أصل 23 مليوناً في سوريا، إلى جيوب يتقاسمها الثوار والجيش السوري في ظل جمود قاتل نجم عن العديد من الأسباب منها الجمود الدبلوماسي على المستوى الدولي.
واوضحت المجلة أن الجمود الكبير في “بستان الباشا” -شأنه في ذلك شأن باقي الجبهات بحلب- أدى بالعديد من الثوار إلى القول إنهم يشعرون بالسآمة، فالقتال في هذه المناطق انحصر في حرب القناصة وانعدام فرص الاشتباك بين الطرفين.
واشارت إلى أن الصبر بدأ ينفد لدى بعض الثوار، مما جعلهم يفكرون في الانتقال إلى جبهات نشطة في مناطق أخرى.
ولكن بعضهم يعزو عدم تقدم الثوار في حروب بالمدينة إلى افتقارهم إلى الأسلحة والذخيرة الكافية، فضلا عن خشيتهم من أن وقوع عمليات نهب وسلب ربما لا يخدم الثوار بسبب مواقف السكان.
ووجدت المجلة أن حروب الشوارع لم تُكسب الثوار مزيدًا من الأصدقاء، فسكان حلب لم يتحمسوا أبدا لمقاتلي المعارضة الذين يأتون في معظمهم -حسب المجلة- من قرى صغيرة يطغى عليها السنة المتدينون، مشيرة إلى أن ثمة قلقا متزايدا من أن يصبح الثوار أكثر طائفية.
وتؤكد المجلة أن الثوار يعلمون أنهم غير مرحب بهم، ويقولون إن معظم الحلبيين هنا موالون للمجرم “بشار الأسد”، فهم يبلغون النظام عن أماكننا حسب الثائر “أبي صادق” من لواء “صقور الشهباء”، وهي وحدة من ثلاث وحدات في بستان الباشا.
ولا يحظى السكان السابقون الذين يعودون إلى الحي بمعاملة دافئة من قبل الثوار الذين يشددون على تقديم الأوراق الثبوتية التي تؤكد أنهم من سكان هذه المنطقة.
بعض الثوار يقولون إن السبب وراء التشديد على القادمين يكمن في حماية الممتلكات من السرقة، في حين أن بعضهم لديه مخاوف من نوع آخر.. فيقول ثائر شاب: “إن بعض العائدين يرمون قطعا إليكترونية في قواعدنا لتوجيه الطائرات الحربية نحونا”.
سيريان تلغراف