ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية ؟ (3)
في الحلقات السابقة تحدث مصدرنا عن تجربة الحكم في ظل الرئيس الراحل حافظ الاسد ، وعن الديمقراطية والديكتاتورية قال :
من يملك الصحافة في أميركا يحدد اتجاهات الناس، ومن يملكها هناك هم أنفسهم مالكو القرار السياسي ومالكو المؤسسات الصناعات والبنوك الكبرى،أي أن من يملكها هو حزب السلطة الوحيد والشمولي وهو من يحكم وهو من يقرر اسم الرئيس.
لدينا في سورية قوة التوجيه الحزبي والنقابي والأمني ولديهم قوة التوجيه الإعلامي والمالي، وان احتاجوا تدخلت أشياء أخرى والدليل….. أن حزباً شيوعياً أميركياً ناشئا لم يشكل أي خطر على المؤسسة الحاكمة جرى قمعه في الولايات المتحدة بطريقة همجية يمكن أن يتعلم من قسوتها وظلمها ولا عدالتها كل الديكتاتوريين في العالم. س: حدثنا عن ازمة الثمانينات؟ في أزمة الثمانينات تصرف حافظ الأسد بهدوء و روية، صبر على إجرام الإخوان من 1976 وحتى 1980 ، حاول محاورتهم و أطلق سراح المئات منهم ، فازدادواً إجراماً ، استعان بمشايخ معتدلين وغير تكفيريين للوصول معهم الى عقد سياسي يجنب البلاد سيئات الحسم.
الإخوان بارتهانهم للخارج والفكر الطائفي التكفيري الذي يتسم به تنظيمهم في سورية على وجه الخصوص جعل من المواجهة العنيفة امرأ حتميا، فقد وضعونا أمام خيارين: ” إما سورية وإما هم”
س: قادة الإخوان المسلمون كتبوا يقولون أن النظام بعد الحركة التصحيحية حول البلد إلى علمانية تحارب الدين، وأن الجيش تحول إلى جيش الطائفة العلوية وأنهم كانوا يدافعون عن الطائفة السنية؟
ج: هذه أكاذيب شهد لهم بنفاقهم فيها تاريخ علماء الشام الكبار ومنهم والد معاذ (الشيخ أحمد معاذ الخطيب) وشهد على نفاق الإخوان المسلمين أنهم قتلوا من الضباط والأطباء والعلماء من السنة كما قتلوا من العلويين ومن المسيحيين والدروز، وأقوالهم تثبت ذلك، حتى الكتّاب الأجانب مثل ” فاندام ” في كتابه عن الصراع في سورية صفحة مئة وأربعين ذكر أن الرئيس الخالد رحمه الله (يقصد الرئيس الراحل) قال لعلماء الدين السوريين : ” نحاربهم (الإخوان) ولا نحارب الإسلام، فأنا نفسي مسلم وأشجع الآخرين على الإيمان والتدين ولكن شتان بين الإسلام وبين الإخوان، هم شيء والإسلام شيء آخر”. س: لكنكم حاربتهم التدين؟
ج: نحن قمنا بالثورة (الحركة التصحيحية) لأسباب عديدة منها محاربتنا لمن حارب التدين، لا بل إن الملايين نزلت إلى الشوارع لتأييد الثورة في عام 1970 وحملت الرئيس الخالد حافظ الأسد على الأكتاف فرحا به لأنه في جانب من شخصيته كان عدوا للملحدين في النظام وفي الحزب. ويعلم الجميع قوله في عامة الناس :
” أنني أؤمن بالله وبرسالة الإسلام لقد كنت ولا أزال وسأبقى مسلما تماما مثلما ستبقى سوريا قلعة شماء ترفع راية الدين الإسلامي عاليا، ولكن أعداء الدين الإسلامي المتاجرون بالدين سوف يكنسون بعيدا “
هذا في خطاب ألقاه في 8 آذار/ مارس 1980. س: ولكنك لم تجبني عن الاتهامات بتحويل الجيش قلعة للعلويين؟
ج: هل كان الجيش سنياً ليصبح علوياً… الطائفية ليست موجودة في جيشنا العربي السوري.
ولكن من باب العلم بالشيء أقول: هل عشرات آلاف الضباط ومئات آلاف الجنود من العلويين فقط ؟ ما هذا الهراء ؟ إن أبناء المدن التجارية مثل دمشق وحلب لا يحبون العسكرية ،ولا حياتها ويفضلون الوظائف والتجارة ، وربما الإخوان والتكفيريين لا يعترفون بأبناء درعا وأبناء أرياف ادلب وحلب ودمشق وبأبناء دير الزور والرقة واللاذقية وبانياس وريف حمص كجزء من أهل السنة في سورية، هل تعلمون أن في بلدة حمصية واحدة فقط يوجد في الجيش اليوم 1500 ضابط لم ينشق منهم سوى تسع وخمسين؟
س: الرستن؟
ج: نعم الرستن …ثم هل العماد الشهابي والعماد أول مصطفى طلاس كانا من السنة أم لا ؟ أم أنهما من جيش الصين؟ ألم يكونا وزير دفاع، ورئيس أركان (يعني أقوى مركزين عسكريين في الجيش ) وكلاهما كانت له كلمة مسموعة، وكان بذاته موقع نفوذ هائل في السلطة وفي الحزب وفي الجيش ؟
س: ما يقوله الإخوان المسلمون مثبت في كتب وثقت تلك المرحلة … ج: وهل كل ما يقوله الكتاب الاجانب مُنزل ؟ في حرب تشرين المجيدة سنيان هما من اقتحما الخطوط الاسرائيلية ودمرا التحصينات ووصلا الى بحيرة طبريا ولكانا بقيا فيها مع الويتهما لولا خيانة السادات ، واحدهما هو الشهيد العظيم العماد تركماني ، هل الشهيد سني ام لا ؟ ام تريدون منا تصديق دائرة الاحصاء في تنظيم الاخوان المسلمين المستعدين للتحول الى اخوان الصهاينة ان ضمنو الحكم والسلطة . ثم من جعل الإرهابيين ولاة على قلوب الناس من سنة وغير سنة؟ هم لم يكونوا في أحسن الأحوال يمثلون أكثر من أصفار فاصلة نصف بالمائة من بعض المدن، ومقرهم الأقوى في حلب وفي دمشق وفي حماة وفي حمص وفي ادلب كان كما اليوم بسبب لجوئهم إلى التلطي بسلاحهم بين بيوت الناس الأبرياء، فصبرنا عليهم حتى لا نؤذي أهلنا المدنيين. ولو لم نفعل لوقعت مجازر كثيرة بين المدنيين لان ديدن الإرهابيين هو الاختباء بين بيوت الناس. س: التاريخ يعيد نفسه ولكن النظام اليوم أضعف؟
ج: من قال إنه أضعف ؟ بين عامي 79 و80 ظن الإرهابيون أن الدولة ضعفت وهزلت سلطتها ثم كان بطشنا بهم حتى قضينا عليهم وارتاح البلد والشعب من شرورهم من عام 83 وحتى 2011.
بين منتصف العام 1979 والعام 1980 أصبح الوضع لا يطاق وكادوا يفتنون الناس طائفياً فصدر القرار بالتصدي لهم مع كثير من الحرص، ولم نقصد أن نقسوا عليهم إلا بعدما صرنا بين نارين، فإما سحقهم وتحمل خسائر مدنية وعمرانية وإما سنخسر سورية في حرب طائفية أزلية (التاريخ يعيد نفسه والحال اليوم هي نفسها). س: لكن ألم يكن للفساد دور في تلك المرحلة كما اليوم في إعطاء الثائرين مبررات القيام ضد الدولة؟
في هذه المرحلة يتحدث الثوار عن رامي مخلوف وفي زمنكم تحدثوا عن محمد مخلوف .. ج: قبل الحديث عن الفساد أسألك …قبل حافظ الأسد وقبل الثورة ( يقصد الحركة التصحيحية) ما الذي كان في سورية صالحا للسرقة وماذا كان فيها يغري الفاسدين؟
يتحدث البعض عن فاسدين في النظام، ولكنهم نسوا أن البضاعة الأكثر رواجاً في سورية كانت الانقلابات العسكرية، والقمع الأمني الشديد والظلام الفكري والسياسي الذي فرضته عقود من الاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي، ثم علقنا جميعاً في براثن ديمقراطية حقيقية بالمعنى الظاهر ولكنها كانت ديمقراطية عدد من العائلات الإقطاعية والتجار المستفيدين أبا عن جد من خدمة الأجنبي، ثم دخلت سورية عصر الانقلابات وبلغ وزنها السياسي وهي الدولة الجيواستراتيجية الهائلة، بلغ وزنها وزن ريشة تتلاعب بمصير شعبها إرادات جواسيس أجانب يقررون مصير من يحكم دمشق حول طاولة لا تحوي سوى الخمر والفستق في فندق السان جورج في بيروت ، حافظ الاسد وحزب البعث الذي تهاجمونه هو من جعل لسورية وزنا وحصانة وكرامة. حصلت تجاوزات اذهبت الخيرين في النظام بـ ” بعزى الطالحين” ؟ طبعا ولكن هل الحل في التدمير الشامل والطائفية التطهيرية وبالمجازر المذهبية؟؟ تشتكون من حكم البعث وقد انقضى وانتخابات 2014 لن يكون للبعث دور فيها اكثر ادوار الاحزاب الاخرى ولكن ماذا قدمتم لسورية غير البديل الاسود والدمار والموت والعودة بها الى عهود الاستعمار والنفوذ الاجنبي؟ س: ولكن كنتم حكاما مطلقين لماذا لم تحصنوا البلاد من الطائفية؟
ج: نسي الناس أن حافظ الأسد استلم الحكم وليس في سورية ورق محارم ولا زراعة ولا صناعة وليس لها اي نفوذ سياسي في مجالها الاستراتيجي القومي والخارجي ولا أمن غذائي، ولا أمن دوائي ولا طبابة مجانية ، ولا مدارس ولا جامعات ولا مستشفيات ولا مستوصفات ولا استثمارات في الإنسان ولا في البشر ولا في الحجر ولا كهرباء ولا تنمية في الريف ، ولا طاقة ولا بترول ولا مؤسسات ولا أي شيء من مقومات الحياة الطبيعية لأي شعب من العالم الثالث.
تسألون عن الفساد فهل سألتم عمن بنى سورية ؟ هل تسألون عن المائتي مليار دولار هي قيمة القطاع العام مع كل مشاكله وآفاته؟ أليسوا رجال حافظ الأسد من نقلوا سورية من العصر الحجري إلى عصر علامته الأولى انه شعب متعلم لا أمي، ولا عطشان ولا محتاج؟ كل خير في سوريا سببه حكم الرئيسين حافظ وبشار الاسد وكل مصائبها الحالية سببها المعارضة، معارضة غير بنائه بل هدامة ونظام نعم قاس وبطش باعدائه ولكن لمصلحة البلد لا لمصلحة الاشخاص وقد فتح الرئيس حافظ الاسد المجال لحياة سياسية طبيعية وتناسب سورية ولكنه وجد انه امام خيارين:
استغلال الخليجيين باموالهم للانفتاح لتخريب سورية واختراقها لمصلحة الاميركيين او يبعد عن الشرّ ويحصن البلد حتى على حساب بعض الكماليات السياسية التي يعني فتحها اضعاف البلد لا تقوية شكيمة الاحرار فيه، فالخونة اكثر قدرة في وجود الاميركيين وفي وجود الاموال الخليجية هم اقوى على التخريب والاختراق. نفس التجربة تجدونها في مرحلة الرئيس بشار الاسد حين فتح السجون والغى الصلاحيات الامنية للاجهزة وحرر الارادة السياسية للمعارضين فما كان منهم الا ان فتحوا بيوت دعارة سياسية ترتادها السفارات لتجنيد السياسيين في سورية !! تريدون الدليل ؟ اشهر منتديين سياسيين حصلا على امكانية المشاركة الديمقراطية في الحياة السياسية السورية هما منتدى رياض سيف ومنتدى سهير الاتاسي ….كلاهما الان وكيل لجهة استعمارية مخابراتية ، الاتاسي ممثلة الاستخبارات الفرنسية في الائتلاف المعارض ورياض سيف وكيل الاوتوبوريين اي الاستخبارات الاميركية . اردناهم معارضين وطنيين واصروا على الارتزاق من المخابرات الدولية مقابل معارضة النظام. س: نريد عن ان نتحدث عن المعارضين ؟
ج: سنتحدث لا تستعجل …سنوثق لكل منهم تاريخه ولكل خائن سنوثق دليل خيانته
يتبع …
سيريان تلغراف | عربي برس
مواضيع ذات صلة :
ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية ؟ (الحلقة الأولى)
ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية ؟ (الحلقة الثانية)