“كتائب البعث” .. أول جناح مسلح للحزب في حلب
منذ بداية الأزمة في سوريا، كان حزب البعث (الحزب القائد آنذاك) هو الحاضر الغائب .. الحاضر بحكم كونه قائداً للدولة والمجتمع .. والغائب لأن مؤسسات هذا الحزب بدت وكأنها تنأى بنفسها عن الانخراط بشكل مباشر في الأزمة ومفاعيلها على الأرض، حتى أن العديد من المراقبين تحدث صراحة عن ترهل الحزب وانعدام شعبيته وفقدانه ركائزه التي كانت تحمله في الشارع السوري.
من درعا إلى بانياس وجسر الشغور وحمص إلى حماة .. لم يتمكن الحزب بحسب بعض المحللين من فرض وجوده والتأثير على مجريات الأحداث وثبت فشله في إيجاد الحلول وهو الذي يعتبر نفسه الحزب الأكثر شعبية في البلاد.
وجراء ذلك تعرض الحزب لكثير من الانتقادات القاسية حتى أن البعض أعلن وفاته واعتبر وجوده من عدمه سيان. وقد استمر الأمر على هذا النحو طوال فترة معركة حلب التي اندلعت منذ حوالي أربعة أشهر، إلا أن أمراً جديداً حدث في الأيام الماضية وكأن انتفاضة ما حدثت في صفوف الحزب ومؤسساته، فانتشر الحديث عن دور عسكري يقوم به متطوعون من حزب البعث في القتال إلى جانب الجيش السوري وخصوصاً في جبهة حلب.
وفي هذا السياق كان إعلان أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حلب هلال هلال لصحف محلية بوجود “كتائب البعث” بمثابة أول إعلان رسمي من نوعه عن تشكيل ما يمكن تسميته بالجناح العسكري لحزب البعث العربي الاشتراكي.
وقال هلال أن عديد هذه الكتائب وصل إلى خمسة آلاف وأنهم شرعوا في ممارسة مهامهم منذ ثلاثة أشهر. إثر ذلك وفي ظل تشكيك الكثير من المعارضين بصحة ما تناقلته الصحف عن هذا الموضوع فقد أكد رئيس أركان ميليشيا “الجيش الحر” أحمد حجازي، إن ما نشرته الصحف السورية عن مشاركة حزب البعث العربي الاشتراكي في القتال إلى جانب الجيش السوري هو صحيح، لكن حجازي أنكر وصول عدد هؤلاء إلى 5 آلاف عنصر مؤكداً أن هذا الرقم مبالغ فيه، كما شكك في قدرة هؤلاء على القتال واصفاً إياهم بأنهم مجرد مخبرين حيث قال: “هؤلاء العناصر غير مؤهلين عسكرياً ويفتقدون إلى التدريب على القتال، وبالتالي يقومون بدور المخبرين في الأحياء التي يوجدون فيها”، وذكر حجازي أن «هؤلاء العناصر لا ينتمون إلى طائفة محددة، بل هم من كل الطوائف ويشكلون ظلاً للنظام لإستمرار “العصابة الحاكمة” بحسب قوله.
كما صدر اول بيان عن “كتائب البعث” بمناسبة إنشاء صفحة لها على الفيسبوك، وقد ورد في هذا البيان محاولة تبرير لغياب حزب البعث طوال الفترة الماضية فقال: “منذ بدأ الأحداث نأى حزب البعث العربي الإشتراكي في سوريا بنفسه عن التدخل العسكري في الأحداث في سوريا” قائلاً أن دور الحزب الوحيد قد اقتصر على التوعية والإشارة الى ما يتعرض له قطرنا العزيز من هجمة شرسة لتحطيم قلعة العروبة في الأمة العربية، وأنه عمل على تلبية حاجيات المواطنين الأساسية.
إلا أن الهجمة بحسب البيان استعرت، لذلك قام فرع حزب البعث في حلب بقيادة الرفيق هلال هلال بإعلان تشكيل كتائب البعث الجناح العسكري في فرع حزب البعث العربي الإشتراكي في حلب والتي وضعت نصب أعينها وأثناء قسمها تدمير قوى الإرهاب المظلمة التي عمدت الى نشر ثقافة التكفير والتدمير.
وأضاف البيان أن: “كتائب البعث هي الخطوة الأولى في سوريا والتي انطلقت شرارتها من حلب لتشارك جيشنا العربي السوري الباسل مهامه في تطهير أرضنا الغالية من رجس الوهابية والتطرف” بحسب البيان.
الذي ذكر ايضا أن: “الفصائل التابعة له أقسمت على الشهادة قبل النصر لأن الشهادة هي الطريق الوحيد للنصر بعون الله” كما قال. وعلى هذه الصفحة جرى الإعلان بعد وقت قصير من إنشائها عن عملية عسكرية شاركت بها كتائب البعث إلى جانب الجيش السوري وهي عملية تحرير مبنى الأفتوماشين والأبنية المحيطة به بعد معارك طاحنة تكبد خلالها الإرهابيون بحسب بيان العملية خسائر فادحة واضطروا إلى الانسحاب التكتيكي من المنطقة.
هذا وفي التعريف عن نفسها ذكرت الصفحة أنها الصفحة الرسمية لكتائب البعث وأخبارها وانتصاراتها وأن هذه الكتائب شكلت للدفاع عن أرض حلب الشهباء ووضعت شعارها: ستسحقون … ستسحقون .. فأحفاد البعث قادمون وقالت أن مهمتها هي دحر الإرهاب واعادة الصفاء والنقاء لسوريتنا الغالية … سورية العروبة.
سيريان تلغراف | عربي برس
خبر سار ولي وطيد الامل بقيادات الحزب في المحافظات ان تتخذ نفس الخطوه على ان يكون التشكيل من الاعضاء ذوي الخبره والوعي والحكمه