هأرتس : ليبرمان سيقترح على الفلسطينيين الاعتراف بدولتهم في الحدود المؤقتة مقابل عدم توجههم للأمم المتحدة
كشفت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية يوم الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني أن وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان يدرس مسودة وثيقة تقترح على الفلسطينيين الاعتراف الفوري بدولتهم في حدودها المؤقتة مقابل تخليهم عن الجهود لترقية وضع فلسطين في الأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية أن اسرائيل ستطالب السلطة الفلسطينية بالتراجع عن طلب الاعتراف الدولي بها دولة في حدود عام 1967 وترقية وضعها في الأمم المتحدة الى دولة غير عضو.
وذكرت “هآرتس” أن ليبرمان عقد على مدى 3 أيام سلسلة لقاءات في فيينا مع 30 سفيرا ودبلوماسيا اسرائيليا. وفي أعقاب هذه اللقاءات وضع مساعدوه الدبلوماسيون وثيقة توضح الخطوات المحتملة لتسوية الأزمة مع الفلسطينيين في الأمم المتحدة.
اسرائيل تدرس امكانية إسقاط حكومة عباس
وجاء في الوثيقة التي حصلت “هآرتس” على نسخة منها: “من الواضح أنه في حال امتناع الفلسطنيين عن الذهاب الى الأمم المتحدة، سيتعين على اسرائيل أن تتوصل الى اتفاق مع السلطة الفلسطينية بشأن (الاعتراف بـ) دولة فلسطينية في حدود مؤقتة خلال الفترة الانتقالية، اي قبل استعادة الاستقرار في العالم العربي وإجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية وتوضيح العلاقات بين الضفة الغربية وغزة”.
وتضم الوثيقة البنود الآتية:
أولا: تعترف اسرائيل فورا بدولة فلسطينية في حدود مؤقتة مرسومة اعتمادا على حدود مناطق (A) في الضفة الغربية، حيث سيكون للفلسطينيين السيطرة الكاملة على المسائل الأمنية والمدنية، ومناطق (B)، حيث ستتمتع السلطة الفلسطينية بالسيطرة على المواضيع المدنية فقط. إن مساحة هذه المناطق ستبلغ نحو 40-50٪ من الضفة الغربية.
ثانيا: لن يتم تحديد فترة معينة لوجود هذه الدولة الفلسطينية في حدودها المؤقتة مسبقا ولن يكون هناك اي موعد نهائي لترسيم الحدود الدائمة. وسيتم استئناف المفاوضات حول الحدود والمسائل الجوهرية الأخرى.
ثالثا: الفلسطينيون لن يقدموا على اية خطوات أحادية الجانب، ولا سيما فيما يخص الذهاب الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
رابعا: اسرائيل ستجمد عمليات البناء في مستوطنات أرييل معالي أدوميم وجوش إتزيون.
وشددت الصحيفة على أن هذه الوثيقة تعتبر مسودة وان ليبرمان يواصل دراسة التوصيات التي جاءت فيها. وتابعت أن مزيدا من النقاشات بشأن الموضوع ستجري في وزارة الخارجية الاسرائيلية خلال الأيام القادمة، سيقرر الوزير في أعقابها ما إذا سيقدم هذه التوصيات أمام المجلس الوزارء الأمني المصغر.
اسرائيل تهدد بإلغاء اتفاقية أوسلو في حال مضى الفلسطينيون قدما في الأمم المتحدة
تشدد الوثيقة التي نقلت “هآرتس” مقتطفات منها، على أنه في حال واصل الفلسطينيون حملتهم في الأمم المتحدة، فإن اسرائيل ستتخذ خطوات قاسية.
ووصفت الوثيقة الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية نتيجة عملية “احادية الجانب” بغير المقبول تماما بالنسبة لاسرائيل.
وتابعت الوثيقة: “على الرغم من أن هذه الخطوة لم تكون سهلة، ونظرا للتداعيات التي ستواجهها اسرائيل (في حال اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين) فان الخيار البديل الوحيد هو إسقاط حكومة عباس”. واعتبر واضعو الوثيقة ان اي رد فعل أقل قسوة سيكون بمثابة رفع الراية البيضاء والاعتراف بأن القيادة الاسرائيلية غير قادرة على التعامل مع هذا التحدي.
وذكرت الصحيفة ان السفراء الاسرائيليين الذي حضروا اجتماع فيينا خلال العطلة الماضية تلقوا تعليمات بإبلاغ الرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية في الدول الذي يخدمون فيها، بأن اسرائيل ستنظر في احتمال إلغاء جزئي أو كامل لاتفاق أوسلو الموقع مع السلطة الفلسطينية عام 1993 إذا تبنت الجمعية العمومية قرارا برفع وضع فلسطين إلى صفة مراقب.
ويذكر أن التصويت على الطلب الفلسطيني في الجمعية العمومية ستجري يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وشددت الصحيفة على أن محمود عباس والفلسطينيين هم الطرف الوحيد الذي يقدر على الحيلولة دون التصويت، علما بأن الجمعية على الأرجح ستوافق على الطلب الفلسطيني.
وشككت “هآرتس” في احتمال تراجع عباس عن الجهود في الأمم المتحدة، مشيرة الى ان حتى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتمكن من إقناعه بالتخلي عن هذا التوجه.
سيريان تلغراف