المنار : خارطة طريق اسرائيلية أمام اوباما .. الكتل الاستيطانية وغور الاردن ودولة منزوعة السلاح ومفاوضات من الصفر

مع الاعلان عن نتائج الانتخابات الامريكية وفوز باراك اوباما، بدأت الدوائر الاسرائيلية صاحبة القرار والمشرفة على اعداد وصياغة السياسات الحساسة بوضع سيناريو جديد للتعاطي من خلاله مع الادارة الامريكية، في ظل تولي اوباما الحكم في الولايات المتحدة لسنوات اربع قادمة.

مسؤول سياسي رفيع المستوى تحدث لـ (المنـــار) قائلا، ان على اسرائيل أيا كان شكل الحكومة القادمة فيها الاسراع في التوصل الى جملة من التفاهمات مع الجانب الامريكي حول المسائل المتعلقة بالملف الفلسطيني، ورسم خارطة طريق جديدة تؤدي الى انطلاقة في عملية السلام تسعى اليها الادارة الامريكية، وهذا تجمع عليه كافة الاحزاب الاسرائيلية.

ويضيف المسؤول الاسرائيلي أنه في ظل التحولات الاقليمية المتسارعة يجب على اسرائيل اتباع الحذر والتمسك بمصالحها الامنية، خاصة في غور الاردن واستمرار التواجد العسكري هناك، كما أن ما تم مناقشته في السابق في الجلسات التفاوضية الطويلة، لا يمكن استخدامه اليوم كاساس أو مرجعية لانطلاق المفاوضات من جديد، اي العودة الى المربع الاول، ويعود سبب ذلك، على حد زعمه الى أن التغيرات الامنية في المنطقة فرضت أمورا اخرى جديدة، وكشف المسؤول السياسي الاسرائيلي عن تقديرات أمنية وعسكرية في اسرائيل يلتزم بها اليمين واليسار في اسرائيل، ترفض أن تتحمل قوات اجنبية حماية حدود اسرائيل الشرقية، مضيفا أن اسرائيل متمسكة بالكتل الاستيطانية الضخمة والوجود العسكري في غور الاردن، وأن هناك ضرورة للتوصل الى خارطة طريق متفق عليها وواضحة تبين المستوطنات التي ستحتفظ بها اسرائيل في اي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين.

وتوقع المسؤول السياسي الاسرائيلي في حديثه لـ (المنـــار) أن يفتح ملف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين بشكل واسع خلال الفترة المقبلة، وأن الولايات المتحدة لن تكون الجهة الوحيدة التي ستلعب دورا في العملية السياسية، بل ستشهد تدخلا متعاظما لدول لم تكن مهتمة في السابق برعاية عملية السلام، اضافة الى دول اقليمية واخرى بعيدة عن مركز الصراع. وبشكل كبير سيكون هناك تدخل روسي، تطرح خلاله الافكار والاقتراحات وستعمل على اعادة احياء فكرتها القديمة حول عقد مؤتمر دولي للسلام في العاصمة موسكو.

سيريان تلغراف