واشنطن بوست : حكومة أردوغان غامرت بالاقتصاد التركي وأوصلت البلاد إلى شفا اندلاع الحرب
اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن حكومة حزب العدالة والتنمية أدخلت تركيا في مأزق معقد من خلال سياستها الخارجية وخاصة فيما يتعلق بالأزمة في سورية إذ إنه غامرت بالاقتصاد التركي وأوصلت البلاد إلى شفا اندلاع الحرب كما باتت تركيا مهددة بالخروج من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي اتهمت انقرة بعدم مكافحة تمويل الإرهاب.
وأشارت الصحيفة في مقال لها إلى أن حكومة رجب طيب أردوغان تواجه الكثير من التحديات الخارجية بسبب سياساتها ولاسيما فيما يتعلق بالأزمة في سورية حيث واجهت معارضة وانتقادات شديدة اللهجة بسبب سياساتها المتبعة إزاء سورية ولاسيما الاحتجاجات التي شملت عدة مدن تركية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن تصاعد الأزمة في سورية يمثل تحديا لرئيس الوزراء التركي ولاسيما اقتصاد الحدود الذي كان مزدهرا سابقا في تركيا إذ إنه يعاني الآن من ضربة قوية في قطاعي السياحة والتجارة مشيرة إلى أن اقتصاد تركيا يشهد تباطؤا واضحا.
ولفتت واشنطن بوست إلى أن الأحداث التي تشهدها سورية تأتي مع تباطؤ الاقتصاد التركي الذي كان شهد نموا كبيرا فيما سبق كما أن المحللين يحذرون من أن النمو الاقتصادي التركي قد يتراجع دون مستوى الأهداف الحكومية مشيرة إلى أن أردوغان برز خلال العقد الماضي كزعيم عملية التحول في تركيا زاعما أنه يسعى إلى جعل بلاده نموذجا لديمقراطية إسلامية حديثة بينما هو يعمل في حقيقة الامر على بناء نموذج عثماني جديد في منطقة الشرق الأوسط غير ان احلامه تتعرض للفشل.
واستعرضت الصحيفة الانتقادات والاحتجاجات على سياسات الحكومة التركية ولاسيما إزاء الأزمة في سورية حيث فرقت السلطات التركية آلاف المتظاهرين ضد سياسات أردوغان باستخدام خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع الأسبوع الماضي خلال احتجاج على ما وصفوه بأنه ميل أردوغان الديني والاستبدادي المتزايد في بلد كانت العلمانية فيه مذهبا وطنيا يدافع عنه بقوة.
وقال سوات كينيكلي أوغلو رئيس مركز الاتصالات الاستراتيجية في أنقرة وعضو برلماني سابق عن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان إن “أردوغان يواجه حاليا أصعب فترة في رئاسته للوزراء مع وقوع عدد من الأحداث في وقت واحد”.
وقالت الصحيفة إن أردوغان يواجه أهم اختبار استراتيجي له بسبب الأزمة المستمرة منذ عشرين شهرا في سورية حيث خاطر بوضع بلاده على أعتاب حرب وفقا للصحيفة مشيرة إلى الانتهاكات التي ارتكبتها الحكومة التركية حين قالت إن القوات التركية أطلقت النيران على الحدود السورية واعترضت طائرة نقل روسية كانت متوجهة إلى دمشق في رحلة نظامية وصادرت شحنتها بينما منح البرلمان أردوغان مسوغا لنشر قوات وشن غارات جوية خارج الأراضي التركية.
وأضافت الصحيفة أن الدبابات التركية لا تزال تقوم باجراء تدريبات روتينية على الحدود السورية والجيش التركي مستعد للرد ولكن شبح التدخل التركي تراجع بشكل جدي مع انحسار تصريحات أردوغان والامتناع عن خطوات تخاطر بشبح تحول الأزمة المفتعلة في سورية إلى صراع شامل في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين في تركيا قولهم إن دعوة أردوغان لاتخاذ إجراء أكثر قوة لإسقاط النظام في سورية أتى بنتائج عكسية وذلك بسبب عدم وجود دعم من واشنطن التي تطالب حاليا الأتراك برد أقل حدة.
وفي سياق آخر أوضحت واشنطن بوست أن الحكومة التركية متهمة باستغلال النظام القانوني لتهديد الصحفيين بينما تقول جماعات المعارضة التركية إنه تم تلفيق الأدلة في الجهود الرامية إلى القضاء على مسؤولين عسكريين بزعم التحريض.
واستندت الصحيفة في تحليلها إلى ما قاله الكاتب الصحفى التركى مصطفى سونماز في مقال نشرته صحيفة /جمهوريت/ التركية بان حكومة حزب العدالة والتنمية فشلت في التعامل مع الأزمة فى سورية كما تريد الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك فإن الولايات المتحدة غير راضية إطلاقا عن سياسة أردوغان الذي كان يرغب بلعب دور زعامة المنطقة حيث قامت أمريكا بإخراجه من اللعبة وانزلته من خشبة المسرح.
وقال الصحفي التركي إن حكومة حزب العدالة والتنمية تتراجع بسرعة هائلة حيث تمنى بالفشل الذريع على جميع الصعد وخصوصا بما يتعلق بالأزمة في سورية مبينا أن تصرفات حزب العدالة والتنمية تدفع الشعب التركي للتدفق الى الشوارع للتنديد بسياسته ناهيك عن تسلط أردوغان وانفراده بالسلطة الأمر الذى يؤدي إلى انقسام الحزب من الداخل كما يزداد الشعب التركي خوفا من المستقبل في ظل التراجع الاقتصادي.
كما اقتبست الصحيفة ما قاله الكاتب الصحفي التركي صايجي اوزترك في مقال نشرته صحيفة سوزجو وموقع ايلك كورشون “ان تركيا ستدرج ضمن القائمة السوداء نتيجة عدم سعيها لمنع تمويل الإرهاب وقطع مصادر تمويله على الرغم من انها دولة تواجه الإرهاب” مشيرا إلى أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية اتهمت تركيا بعدم مكافحة تمويل الإرهاب وحذرتها من تعليق عضويتها بالمنظمة في حال لم تتخذ الخطوات والاجراءات الضرورية في هذا الاتجاه.
وبين الكاتب ان تركيا تحمى وتؤوي أشخاصا يعتبرون إرهابيين عالميا لذلك دعت المنظمة تركيا إلى منع تمويل الإرهاب وتجميد أموال الإرهابيين مشيرا إلى إن إدراج تركيا ضمن القائمة السوداء يعنى قطع علاقاتها المالية مع الخارج ووقف تدفق العملات الأجنبية اليها الأمر الذي من شأنه ان يضعها في وضع صعب للغاية .
سيريان تلغراف