مقالات وآراء

لم نختلف مع الحسن بل مع الحريري الذي كذب وغدر .. بقلم شارل ايوب

نقدّر جداً شجاعة اللواء اشرف ريفي ومناقبيته وأخلاقه ونعرفه منذ زمان بعيد ونعرف انه كان دائماً كذلك مع اصدقائه وأخصامه، ومع كل محيطه.

وامس اتصل اللواء اشرف ريفي مدير عام قوى الامن الداخلي بشارل ايوب وقال له صراحة انا المصدر الامني وليس شعبة المعلومات، وانا مسؤول عن الحفاظ على معنويات ضباطي ورتبائي وجنودي، وانا مسؤول اكثر واكثر عن ارواح الشهداء وسمعتهم وكرامتهم وشعور عائلاتهم.

واني اعتقد يا شارل انك تخطىء في حق  اللواء وسام الحسن خطأ جسيما عندما تصفه بالعميل الاسرائيلي، وهو كان صديقاً لك وانت تعرف.

اجبته ان الموضوع انتهى عندي وليرحم الله   اللواء وسام الحسن الذي كان صديقي، وخسرته وتناولني كثيرون لاني كتبت ضده قبل يوم، ثم كتبت في اليوم الثاني اني خسرت اعز صديق، لكن هؤلاء لا يفهمون بالمشاعر وبالصدف السيئة، اذ صادف كتابة مقال عنيف ضد  قبل يوم من اغتياله وخسارته الكبيرة في اليوم الثاني على ايدي مجرمين.

بالنسبة الى المحكمة الجنائية والقضائية والقضاء والتحقيق، لا ادري ماذا سيحصل، اما انا فقد كتبت صفحة كاملة عن الموضوع ويكفيني شرفا اتصال اللواء ريفي والتفاهم الذي حصل خاصة بشأن الحفاظ على سمعة الشهداء وكرامتهم والاحياء خاصة الذين يعتبر نفسه اللواء اشرف ريفي انه مسؤول عنهم.

يبقى موضوع آخر، ليس الموضوع قصة مال فالناس يعتقدون ان الصحافة تقبض من الاثرياء وتقوم بتزوير الحقيقة وهذا ليس صحيحا، انها عملية مبادلة، فيجري نشر الاخبار بشكل بارز للشخصية السياسية مقابل تقديم مساعدة تذهب لشراء ورق ودفع الطباعة ودفع الرواتب، وللأسف، لا يحفظ اللبنانيون الا ان الصحافة تقبض، وهذا تقصير من نقابة الصحافة عبر التاريخ لانها لم توضح هذا الشأن، أو لان هنالك من كان يقبض اموالاً بالتبخير والتبجيل.

رحم الله اللواء وسام الحسن الذي خسرته، واشكر اللواء اشرف ريفي على موقفه ومناقبيته واتصاله، وانا موافق كلياً معه على حماية كرامة وارواح الشهداء وكذلك كرامة الاحياء.

وقلت له بالحرف الواحد «اننا دخلنا في المقالات في مجال ردود الفعل الانفعالية والتحدّي».

وهذا الذي حصل. لكن هنالك موضوع آخر يخرج عن نطاق اللواء اشرف ريفي ولا علاقة له به، وهو ان الرئيس سعد الحريري غدر بي وكذب عليّ، وللأسف، كان صلة الوصل اللواء وسام الحسن الذي هاجمته ودفع ثمن الخلاف وغدر الرئيس سعد الحريري وكذبه.

لذلك اقول للواء ريفي ان الموضوع خارج نطاق الامن الداخلي، وأنا سأعارض الرئيس سعد الحريري، اعنف مما هاجمت اللواء وسام الحسن، لاني مع صديقي  وسام الحسن كنت ابقى في اطار معين ولا اخرج عنه، اما بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري فليس من حدود لمعارضتي له، ولو اطلق كل ابواقه سواء محطته التلفزيونية ام محطة مسيحية كنت اعتبرها من المحطات الصديقة فبادرتني بالعداء رغم موقفي المبدئي معها في زمن شدّتها.

وليطلق عليّ سعد الحريري كل ابواقه فلن يهمني شيء.

وأتمنى على اللواء ريفي أن لا يخلط بين ما شرحه عن مسؤوليته في الحفاظ على كرامة الشهداء والاحياء وبين معارضتي العنيفة للرئيس سعد الحريري.

فالغدر لن يمرّ، والكذب لن يمرّ، وأنا لست احدى حبّات الحمضيات يتم عصرها ثم رميها.

ولذلك فالمعركة مفتوحة بيني وبين الرئيس سعد الحريري هذه المرة شخصياً، بعد استشهاد اللواء وسام الحسن الذي كتبت ضده كي يضغط على الرئيس الحريري.

أما من اوعز للرئيس سعد الحريري بعدم الرد شهرين ونصف على شارل ايوب واهمال اقواله، فأعرف ان نصائح جاءت من محيطه ومن باريس، وسيعرف الرئيس الحريري نوعاً من المعارضة توازي اضعاف الغدر والكذب الذي نفذه ضدي.

قال لي اللواء اشرف ريفي، يا شارل انت اكبر من المال، ولا يجب ان تكتب وتهاجم الشهداء او غيرهم في سبيل المال، وقلت له ليست قصة مال، انها قصة اتفاق سياسي له طابع مالي لكنه سياسي وهو ان تتوازن الديار بين 8 اذار و14 اذار، وأنا مسؤول عن مؤسسة خسرت ثلاثة آلاف عدد بعدما وقفت في الوسط ولم يعد لها موقف.

ولذلك اللواء ريفي على حق في ان المال لا يستأهل كلمة واحدة، أما انا فأحرقت أموالاً نسبياً اكثر مما أحرق الحريري بالنسبة لثروته، ولكن انها قصة مبدإ، فأنا أشعر ان الرئيس سعد الحريري استعملني لفترة وغدر بي وكذب عليّ.

وهنا بيت القصيد، فالقضية ليست مسألة مال، بل مسألة مبادلة سياسية بموقف وسط بين 8 اذار و14 اذار مقابل مساعدة لشراء ورق وتكاليف الطباعة وجزء من الرواتب.

لكن الرئيس سعد الحريري قام بطعني وساعده محيطه ونصائح خارجية.

ولذلك انتهى كلياً الحديث ولا شيء عندي الا الحديث الذي يستحقه  وسام الحسن شهيد الوطن.

اما بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري، فالمعركة مفتوحة طالما انه يستطيع ان يطعن وان يغدر وان يكذب ولا يسأل عن شيء ويعتقد ان الناس هم مثل البرغش فيهملهم ويحتفظ بمبدإ انا سعد الحريري ومن هو شارل ايوب.

اما انا فأقــول له خلال اسابيع والاشهر المقبلة من هو شارل ايوب.

شارل ايوب

(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock