الصحف العربية

القدس العربي : عمان تتحسس طريقها وسط الألغام عبر التنسيق مع القوى الفاعلة في الميدان السوري

كتبت صحيفة القدس العربي في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 30 تشرين الأول أن استشعار المؤسسة الأردنية لوجود اتصالات لها علاقة بترتيبات ‘تسوية’ في سوريا دفعها خلال الأسبوعين الماضيين لإعادة إنتاج موقفها الميداني تجاه تعقيدات المشهد السوري وفقا للاحتمالات الجديدة على أمل أن لا تخرج عمان كالعادة “من المولد بلا حمص”.
عمان وبوضوح شديد تصرفت بثلاثة اتجاهات في الآونة الأخيرة عندما جازفت بمنع المتسللين الجهاديين بالمطلق من العبور للجانب الاخر ثم اعتذرت في رسالة هي الأكثر أهمية عن استقبال مسلحين مع تجميد أي رهان على رياض حجاب المختفي تماما عن الأنظار.
تقييم المؤسسة الأردنية لحجاب اليوم أنه خالي الوفاض وغير مفيد إلا بالإطار الشكلي.
الاتجاه الثالث كان الأكثر جرأة على الاقتراب من مربع التسوية المحتملة على المسار السوري عندما حاولت عمان الإيحاء باستعدادها ولأول مرة لاستئناف ‘التنسيق الأمني’ مع سوريا.
هنا تحديداً يمكن التقاط أنباء تتسرب عن لقاءات ذات بعد تنسيقي في بيروت ويمكن ملاحظة ‘الكماشة’ الأمنية التي فرضتها السلطات الأردنية على الحدود مع سورية لمنع جهاديين يطمحون للقتال في سوريا.
يمكن كذلك قراءة الإفصاحات الأمنية والعسكرية الأردنية المتعلقة بانتقال عدوى الجهاديين الأصوليين إلى الأرض الأردنية كرسالة باطنية تقول لدمشق بأن عمان ودمشق اليوم هدفان مشتركان للتنظيمات الأصولية وعلى رأسها تنظيم القاعدة.
الجديد والمثير في الموضوع أن المراقب يستمع اليوم ولأول مرة داخل أقنية القرار الأردنية لمسؤولين ومستشارين يتحدثون عن تراجع قوة التغيير الجبري في سورية وضرروة البحث عن تسوية.
وعليه يهتم الأردن جدا بتوقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في عمان ويستعد للبحث من خلاله عن قراءة جذرية للموقف الروسي تدرس حسابات المصالح الأردنية الأساسية من خلاله خصوصاً بعدما ثبت للأردنيين بأن البقاء فيما يخص سوريا بحضن السيناريو الخليجي لم يكن منتجا لا ماليا ولا سياسيا.
عليه يؤكد رئيس سابق للوزراء في الأردن تحدث لـ’القدس العربي’ بأن عمان أدركت اليوم بأن النادي الخليجي متعثر ولديه عدة مخططات عندما يتعلق الأمر بسوريا وأن الحكمة تتطلب مغادرته أردنيا وفي أقرب فرصة، وهو ما يحصل الان، فالأردن يبتعد بدبلوماسية عن التصورات القطرية والسعودية في المشروع السوري ويحاول الإطلالة على السيناريو الروسي.


وجهة نظر المحلل الإستراتيجي الأردني المتابع للملف السوري الدكتور عامر سبايلة تصر على أن المؤسسة العسكرية السورية اليوم هي التي تتحكم بمسار الأمور وليس أي طرف آخر، وأن موسكو هي بوابة البحث عن تسوية في سوريا لأن استراتيجية الولايات المتحدة ما زالت كما قال السبايلة لـ’القدس العربي’ هي الاستعلاء ثم الانشغال في تدارك الأخطاء.
سبايلة المطلع جيدا على كواليس الملف السوري يعتبر الهدنة الهشة عبارة عن هدية كبيرة قدمتها المؤسسة العسكرية السورية للأخضر الإبراهيمي الذي تتذمر منه بعض أطراف المعارضة في الخارج والذي ينفتح دون تحفظات على الأطراف المؤثرة، مشيرا الى ان الجيش السوري سحب الأوراق من كل الأطراف والإبراهيمي يعمل ضمن تفاهمات مع المؤسسة العسكرية السورية وبدعم من موسكو.، ذلك يعني مسألة واحدة برأي سبايلة وهي اقتراب الحل السياسي.
أردنيا قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عدة مرات بالتسوية السياسية.
وتختتم الصحيفة بالقول إن عمان تتحسس طريقها وسط هذه الألغام بوضوح هذه الأيام واستراتيجيتها المرحلية البحث عن ملاذات آمنة عبر آلية التنسيق مع القوى الفاعلة في الميدان السوري والجلوس بالقرب من الطاولة الدولية على الأقل إذا لم يتسن الجلوس اليها على أن يحصل ذلك عبر مغادرة ‘ناعمة’ للسيناريو الخليجي المتسرع ودون لفت نظر الأمريكيين أو إغضابهم وبطريقة تقترب من مسافة من الإطلاع على حكاية موسكو للقصة.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock