“المنــار” تكشف خطورة الدور القطري ضد الفلسطينيين ورئيس وزراء المشيخة التقى نتنياهو قبل ساعات من زيارة اميره لغزة
زيارة حاكم مشيخة قطر تعتبر تحولا في مستقبل قطاع غزة، وهذه الخطوة لها تداعياتها السياسية، وتأثيراتها السلبية على الساحة الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني وتطلعات الشعب الفلسطيني.
واستنادا الى معلومات حصلت عليها (المنـــار) من مصادر خاصة واسعة الاطلاع، فان زيارة حاكم المشيخة نوقشت في الدوائر الاسرائيلية والامريكية، من حيث الابعاد والاهداف، وفي اطار هذا النقاش ، توجت الاتصالات السرية بين الدوحة وتل أبيب بزيارة سرية قام بها رئيس وزراء المشيخة حمد بن جاسم الى ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي ولقائه مع بنيامين نتنياهو وكبار مستشاريه، هذه الزيارة تمت قبل ساعات قليلة من بدء رحلة حاكم المشيخة الى غزة عبر مصر، واستمرت زيارة بن جاسم خمس ساعات كاملة، قبل أن ينتقل الى القاهرة بانتظار وصول أميره.
رئيس وزراء المشيخة قدم لرئيس وزراء اسرائيل شرحا كاملا لاهداف زيارة حاكم قط الى غزة ووصفها بأنها مساهمة من الدوحة في السعي نحو حل للمشكلة الفلسطينية لا يمس الموقف الاسرائيلي، بل تفتح الابواب واسعة أمام تطبيع عربي شامل مع تل أبيب، التي لم تعد عدوا للعرب.
وكشفت المصاد لـ (المنــار) أن رئيس وزراء مشيخة قطر أبلغ الجانب الاسرائيلي بأن الدوحة تحاول توفير الادوات المطلوبة والوسائل التي تحتاجها حماس لتدعيم مكانتها وخلق كيان مستقل في قطاع غزة، رغبة في مواجهة التمثيل الذي تضطلع به منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تكون العنوان الفلسطيني لأي طرف خارجي يرغب في التفاوض والتباحث والتشاور في كل ما يتعلق بالوضع الفلسطيني، مضيفا أن زيارة أمير المشيخة لن تكون الاخيرة، لكنها، الاهم، فهي تفتح الابواب لزيارات يقوم بها مسؤولون عرب آخرون، وقطر ستوفر الاموال حتى تتمكن حماس من بناء كيانها المستقل القوي.
واستنادا الى هذه المصادر واسعة الاطلاع، وصف رئيس الوزراء القطري لقادة اسرائيل بأن زيارة اميره لغزة هي الخطوة الاولى لاسقاط منظمة التحرير، ووضع امام مستشاري نتنياهو استراتيجية الدوحة في تحقيق أهداف الزيارة، وتتضمن في المرحلة القادمة قطع أي صلة ادارية بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، بما في ذلك الصلة الخدماتية، ووعد بأن تقوم حماس بوضع “الاساسات” لدوائر خدماتية في مختلف المجالات خاصة، تلك التي ما زالت السلطة ممسكة بها.
ورغم أن بعض الدوائر في اسرائيل غير راضية عن هذا التوجه وتفضل مواصلة دعم السلطة، الا أن هناك دوائر اخرى وهي الاغلبية تدعم دور قطر في خلق كيان مستقل تماما في قطاع غزة.
وذكرت المصادر ذاتها أن مكتب نتنياهو اطلع على تفاصيل الخطة القطرية وزيارة حاكم المشيخة، وديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي يرى أن مصلحة اسرائيل هي في تفكيك السلطة ومنع أية مصالحة أو وحدة بين الضفة والقطاع، وان أمير المشيخة يقوم بهذه المهمة على اكمل وجه.
وأكدت المصادر أن حاكم قطر وعبر رئيس وزرائه وعد نتنياهو بأن الدوحة ستنتقل قريبا الى قطع اية صلة بين غزة والضفة، وسيعمل على صياغة حل تحت عنوان ادارة سياسية وادارية لمدن الضفة، والتعاون مع اسرائيل للقيام بانسحابات احادية الجانب تحتفظ تل أبيب من خلالها بالمناطق الاستراتيجية في الضفة ورسم الخط الفاصل بين العمق الاسرائيلي وما تبقى من اراض في الضفة بما يتلاءم والأمن الاسرائيلي، مع مواصلة السيطرة على التلال المشرفة، وبهذا الخط تكون اسرائيل قد فصلت نفسها عن اكثر من 90% من سكان الضفة الغربية، كما ستعمل على الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الضخمة التي تشكل نسبة كبيرة من مساحة الضفة، واشارت المصادر الى أن قطر أبلغت اسرائيل بأنها ستواصل تغذية الكيان الوليد في القطاع لضمان استمراريته وبقائه والعمل من أجل منحه الشرعية المطلوبة.
واستنادا الى دوائر سياسية في بعض عواصم التأثير فان قطر تسعى لفرض ربيع اسرائيلي على الفلسطينيين بتنسيق اسرائيلي امريكي يفضي الى تصفية القضية الفلسطينية من خلال حلول تمس بتطلعات الشعب الفلسطين، وبالشعب الاردني ايضا، وحذرت هذه الدوائر من مخططات شريرة تصل الى درجة العنف تنوي الدوحة تنفيذها في الساحتين الاردنية والفلسطينية.
سيريان تلغراف