تونس .. تراجع حدة الاحتقان مع حلول الأضحى
تزامنا مع عطلة عيد الاضحى المبارك تمكنت القوى السياسية التونسية الموالية للحكومة والمعارضة لها من تخفيف حدة الاحتقان السياسي الذي شهدته البلاد عشية انتهاء المهلة المحددة للمجلس الوطني التأسيسي.
وساهم على ما يبدو عيد الأضحى المبارك الى حد كبير في التخفيف من حدة الاحتقان في تونس الذي نتج عن أزمة سياسية باتت تعرف بأزمة الشرعية، الأمر الذي أدى الى مواجهة سياسية وإعلامية بين الإئتلاف الحاكم الذي يضم النهضة والتكتل والمؤتمر من جهة والأحزاب المعارضة من جهة أخرى .
وبحلول العيد ترك التونسيون الشارع بعد أيام شهدت فيها البلاد تظاهرات مؤيدة للحكومة وأخرى معارضة، وذلك قبيل انتهاء المهلة المحددة للمجلس الوطني التأسيسي لصياغة دستور جديد للبلاد، مما زاد من حدة الانقسام السياسي ووضع البلاد أمام استحقاقات مهمة.
وبعد جدل واسع استشعر التونسيون موالاة ومعارضة خطورة الموقف والانزلاق الى لغة الشارع فانهمرت دعوات التهدئة من كافة الاطراف السياسية في محاولة لإيجاد لغة مشتركة للخروج بتونس الى بر الأمان.
وقد قابلت دعوات التهدئة من قيادات الثلاثي الحاكم دعوات مشابهة من قيادات المعارضة، ما دفع بالاتحاد التونسي للشغل لتفعيل مبادرته الداعية للحوار والتوافق بعد ان اصطدمت بحواجز عديدة قبيل الثالث والعشرين من أكتوبر.
ومع حلول عيد الاضحى المبارك تمكنت القيادات التونسية من احتواء أزمة الشرعية ، لكن أيام الأضحى معدودة مما يعني ان أزمة الشرعية ستعود مجددا الى واجهة الحدث التونسي. فهل ستستمر جرعات المهدئات أم ان مبادرات التوافق ستضع حدا للجدل الحاصل في تونس؟ الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.
سيريان تلغراف | روسيا اليوم