روسيسكايا غازيتا: الغرب يسعى الى إفساد العلاقة بين روسيا والعرب
صحيفة “روسيسكايا غازيتا” تناولت يوم 9 فبراير/شباط ردود الأفعال الغربية الغاضبة التي أثارها استخدام روسيا والصين لحق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد مشروع القرار العربي ـ الغربي ضد سورية، مبرزة أن البنتاغون أقر بأنه يعكف على وضع خطة عسكرية لتوجيه ضربة إلى سورية، في حال لم يجد البيت الأبيض وسائل سلمية لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي. يأتي هذا في ظل قناعة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بوجوب معاقبة كل من موسكو وبكين لموقفهما المتعنت في مجلس الأمن. موقف الولايات المتحدة الغاضب بدا واضحا عندما كانت مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس تنظر إلى ممثل روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين نظرات مشحونة بالغضب، وهو يرفع يده للإعلان عن قرار روسيا استخدام حق النقض الفيتو. وكرد على ذلك قال تشوركين لواحدة من قنوات التلفزة الأمريكية الشهيرة إن ردود الأفعال الطائشة وخاصة من جانب الدبلوماسيين الغربيين من شأنها أن تؤثر على مستوى التعاون الروسي أثناء معالجة العديد من القضايا الدولية الهامة بما في ذلك أفغانستان وإيران. فعندما يتفوه أحدهم بعبارة ما عليه أولا أن يفكر في تبعاتها.
وتلفت الصحيفة إلى أن ردود الأفعال كانت في بعض الأحيان خارجة عن حدود اللباقة الدبلوماسية. وحصل مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين على نصيب الأسد منها. وقد كانت أولى الهجمات عليه، عبارة عن أنباء تناقلتها وسائل الإعلام على نطاق تتحدث عن مشادة كلامية حصلت بينه وبين رئيس وزراء، ووزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم يزعم أن تشوركين وجه خلالها تهديدات لقطر. لكن جميع من قابل تشوركين وتحدث معه حول هذه الحادثة أدرك على الفور أنها ملفقة وسخيفة. وعلى الرغم من ذلك، استغلت بعض الأطراف هذه الإشاعات ونشرتها في العالم كله دون النظر إلى ضعف مصداقيتها. فعلى سبيل المثال، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية “Algeria ISP” خبرا عن تلك الحادثة المزعومة جاء فيه أنه قبيل التصويت على القرار المذكور حصلت مشادة كلامية بين فيتالي تشوركين ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني داخل قاعة مجلس الأمن. لكن تشوركين لم يلتزم الصمت إزاء هذه الإشاعات، ودعا على الفور لعقد مؤتمر صحفي في مجلس الأمن قال فيه، إن ثمة معلومات مغلوطة وأكاذيب وقحة تتناقلها جهات مغرضة لتعكير العلاقات بين روسيا والعرب. أنا لا أجد أية كلمات مناسبة لوصف هذه الأعمال الدنيئة. وأكد تشوركين أنه التقى رئيس الوزراء القطري ثلاث مرات خلال الأسبوع الفائت في نيويورك. وكانت كل جلساتهما علنية، ولم تجمعهما أية لقاءات انفرادية، وكل من شهدوا اللقاءات يمكنهم التأكيد أن شيئا من ذلك لم يحدث. وتسائل تشوركين: متى؟ وأين؟ وكيف لي أن أهدده بهذه الطريقة. وأشار “فيتالي تشوركين” إلى أنه التقى رئيس الوزراء القطري للمرة الأولى سنة 2006، ومنذ ذلك الحين ظهر بينه وبين الشيح حمد أسلوب ودي وهادئ لدى مناقشة مختلف القضايا.
ترى الصحيفة أن فيتالي تشوركين يدرك أن هناك أطرافا لديها مصلحة في إفساد العلاقة بين روسيا والعالم العربي، وإشاعة أجواء من الخلاف بين الجانبين. وقد ربط هذه المحاولات بردود الأفعال الطائشة والفظة والمبالغ فيها من جانب الغرب بسبب إقدام روسيا على استخدام الفيتو.