التايمز البريطانية : قد تجد تركيا نفسها وحيدة في مواجهة الأزمة في سورية
أشارت صحيفة “تايمز” البريطانية في مقال لها إلى ان “تركيا تعتبر مخطئة إذا ما تورطت في سوريا، وذلك مهما تكن النشوة العابرة لدى تركيا في دخول أراض تعود إلى الإمبراطورية العثمانية السابقة”، لافتة إلى ان “تركيا قد تجد نفسها وحيدة في مواجهة الأزمة السورية”، وأوضح ان “أي اقتراحات من جانب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بفرض منطقة حظر جوي فوق شمالي سوريا تلقى رفضا أميركيا بشكل دبلوماسي مهذب”.
ولفتت الصحيفة إلى ان “قيام تركيا بقصف أهداف داخل سوريا، والحديث عن حرب محتملة ضد النظام السوري، يعتبر شأنا يدل على أن الحكومة التركية تبدو واثقة من نفسها أكثر مما يجب”.
وأكدت ان “سوريا سمحت في السابق لـحزب العمال الكردستاني باتخاذ قاعدة له في سهل البقاع حيث يمكنه شن هجمات داخل جنوبي غربي تركيا، وأن لهذا التاريخ أصداء تنعكس على المواجهة الحالية بين البلدين الجارين”، مشيرة إلى “العلاقات التركية مع جيرانها في المنطقة، وإلى الأزمة مع إسرائيل في ظل المساندة التركية للفلطسينيين، وإلى أن تركيا باتت على شفا حرب وشيكة مع سوريا في الأيام الأخيرة”.
وأضافت: “إن تركيا تستضيف أكثر من مائة ألف لاجئ سوري”، مشيرة إلى “القصف المتبادل بين البلدين، وإلى أن رئيس الوزراء التركي استصدر قرارا من البرلمان يسمح بالحرب عند الضرورة”.
ووصفت الصحيفة ما تشهده تركيا بأنه “ثورة في شؤون البلاد وحنين إلى تاريخها القديم”، موضحة أن “فكرة العثمانيين الجدد التي ظهرت في بعض الدوائر، والتي تقول إنه يجب على تركيا أن تتحمل المسؤولية عن المناطق العثمانية السابقة هي فكرة رومانسية بشكل تام”.
ورأت الصحيفة ان “تركيا مصممة بشكل قوي على التوجه نحو الغرب والابتعاد عن العرب والمنطقة، وذلك إلى درجة يصعب فيها حتى العثور على خبراء إعلاميين في تركيا يجيدون العربية”، مشيرة إلى أن “أموالا عربية باتت تدفق على إسطنبول وتغذي ما وصفتها بفقاعة العقارات في المدينة التركية، وأن هذا يسهم بدوره في تدفق الأسلحة إلى المسلحين السوريين”، معتبرة ان “هذه الأموال تداعيات سيئة على تركيا، وذلك لأن السوريين ينتقمون من خلال رعاية أعمال “إرهابية” في المناطق الكردية في جنوبي غربي تركيا، وربما قريبا في مناطق أخرى من البلاد”.
وعن دور أميركا في الأزمة السورية المتفاقمة، لفتت الصحيفة إلى ان “الأميركيين وضعوا هاتفهم قيد الانتظار بسبب الانتخابات الرئاسية”، مضيفا أن “الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك اوباما قد وجهت إليه مشورة بعدم فعل أي شيء”.
سيريان تلغراف