الغارديان : امدادات الأسلحة الى المعارضة السورية تجف وتتراجع
أدت المنافسات العربية والسياسات الخليجية والدولية والانقسامات بين الغرب وروسيا الى جانب انتشار الأزمة السورية إلى خارج حدود البلاد إلى جعل مسألة تسليح المعارضة السورية وتزويدها بأنواع ثقيلة من الأسلحة، قضية حساسة.
وكشفت صحيفة (الغارديان) في عددها الصادر يوم 11 اكتوبر/تشرين الأول ان “امدادات الأسلحة تجف ولا توجد أي مؤشرات في الخطوط الأمامية في مدينة حلب على وجود الأسلحة الثقيلة التي يطالب بها المتمردون، في حين أوشكت ذخيرتهم على النفاد”.
وأضافت أن مدينة انطاكية التركية تعج بالرجال الذين يملكون المال والنفوذ المرسلين من قبل أبرز القادة السياسيين السُنّة في العالم، أو من قبل كبار رجال الأعمال، وعلى رأسهم النائب اللبناني عقاب صقر.
وأشارت الصحيفة إلى أن صقر، عضو تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، وتم تكليفه بدور تزويد المعارضة السورية بالأسلحة وفقاً لزملائه في بيروت، وأصبح شخصية استقطاب بين أوساط المعارضة السورية المجزأة، وتعتبره جماعات المعارضة التي يزودها بالأسلحة المنقذ، في حين تحمّله جماعات المعارضة الأخرى التي لا تحصل على أسلحة منه مسؤولية تعثر قضيتها.
وذكرت الغارديان أن عدم الرضا عن الدور الذي يلعبه النائب اللبناني صقر يذهب إلى مدى أبعد، حيث تعارض الولايات المتحدة دعوات السعودية وقطر إلى تزويد الجماعات السورية المعارضة بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات.
ونقلت الصحيفة عن أبو فرات، الذي وصفته بأنه قائد ميداني قوله “إنهم يزوّدنا بما يكفي للحفاظ على استمرار المعركة، ولكن ليس بما يكفي من الأسلحة لكسبها، وأنا على يقين بأن الوضع لن يتغير حتى بعد انتخابات الرئاسة الامريكية، لكنني لست متأكداً من أن الجميع يمكن أن يبقوا على قيد الحياة حتى ذلك الحين”.
كما نسبت الصحيفة إلى أبو وائل، والذي وصفته بأنه أحد مقاتلي “الجيش السوري الحر” في جبل الزاوية، قوله “إن الأسلحة تبدأ في التدفق إلينا كلما جاء عقاب إلى مدينة انطاكية، والمشكلة هي أنه حريص على معرفة إلى أين تذهب”.
وقالت (الغارديان) إن هناك مشكلة أخرى تتمثل في غياب التنسيق بين قطر والسعودية بشأن دعم المعارضة السورية، وهو الموضوع المحتمل للمحادثات التي جرت يوم الأربعاء بين أمير قطر الشيخ حمد ورئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر.
وأضافت أنه تردّد بأن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ضاق ذرعاً بصعوبات الأزمة السورية الأمر الذي جعل الرياض، ووفقاً لنشطاء المعارضة السورية، ترعى فقط فصائل المعارضة السورية التي هي على خلاف مع الجماعات المدعومة من قبل قطر وتركيا، والمرتبطة بجماعة الأخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عربي وصفته بالمطّلع قوله “القطريون أكثر استباقية من السعوديين، والذين لا يهتمون بالديمقراطية ويريدون فقط التخلص من (الرئيس السوري) بشار (الأسد) وسيكونون سعداء بتسوية على غرار الحل اليمني تتخلص من الرئيس وتترك النظام سليماً”.
سيريان تلغراف