الجيش السوري يسيطر على حمص والمسلحون يفرون ومعادلة الارض تتغير
سيطر الجيش السوري النظامي على مدينة حمص سيطرة كاملة، وكانت آخر بقعة تقاوم بضراوة هي منطقة الخالدية، حيث كان يتواجد حوالى 3 آلاف مسلح من الجيش السوري الحر والمعارضة، لكن الجيش النظامي استطاع بفعل خططه العسكرية ووضعه الميداني الدخول الى الخالدية وضرب المسلحين والبدء باعتقالهم، ثم انتقل الى ضواحي حمص، فطوّق مدينة حمص من كل الجهات واصبحت تقع تحت النيران سيطرته، في الوقت الذي بدأت الدبابات السورية بالتقدم الى قلب المدينة والى السيطرة على الشوارع، اكثر من 30 شارع في حمص تم تطهيرهم والسيطرة عليهم، وانتشرت الدبابات على تلك الطرقات وتمركز الجنود على اسطحة المنازل واصبحت حمص فعلياً تحت سيطرة الجيش النظامي، اعترفت المعارضة المسلحة بالامر وقالت انها انسحبت من حمص تكتيكاً، وسواء كان الانسحاب تكتيكيا ام استراتيجيا، فان حمص اصبحت في يد النظام، وهذا يغيّر في موازين القوى.
اذ ان محافظة حمص هي من اكبر المحافظات في سوريا، وتصل من حدود العراق الى حدود لبنان، وفي حمص مصفاة هامة للنفط، وفي حمص يتواجد في المدينة 850 الف مواطن قبل بدء المعارك الذي انخفض عددهم الى 200 الف بعد هجرتهم من المدينة الى بلدات ومدن اخرى في سوريا.
تبقى مشكلة كبيرة هي قضية المدنيين السوريين الذين هم محاصرون بين الجيش السوري النظامي ومنطقة يسيطر عليها المسلحون، وعرضت الحكومة السورية اجلاء كافة الرعايا المدنيين المواطنين المدنيين من حمص بضمانة وحماية وانها قادرة عسكرياً على تنظيم عملية اخراجهم وان لا مشكلة مع الجيش السوري الحر.
وظهر لاحقاً ان المسلحين اختفوا من حمص واذاعت محطة “ب.ب.س” ومحطة س.ن.ن. البريطانية الخبر بعدما قام مراسليها بالتجول في حمص ورأوا كيف ان الجيش النظامي اصبح يسيطر على كل المنطقة.
اما بشأن المدنيين فحتى هذه الساعة لم يتم التوصل الى حل، وكيف يجري اجلاء 200 الف مواطن مدني من منازلهم؟ والافضل عدم اجلائهم وانهاء كل انواع القتال في حمص او الخطف او اي شيء آخر.
وكانت طائرتان حربيتان سوريتان قد قصفت الخالدية في حمص بعنف قبل ان يتقدم الجيش النظامي ويبدأ بالسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية التي اسمها الخالدية، بين دمشق والساحل، طريق هي الطريق الرئيسية التي تربط العاصمة بما يسمّى منطقة النصارى والعلويين والاهم مدينة اللاذقية وبانياس وطرطوس، وعلى هذه الطريق تقع مدينة حمص وبلداتها، حيث كان المسلحون يقطعون طريق دمشق الساحل، ولا يستطيع اهالي الساحل الوصول الى دمشق، ولا يستطيع اهل دمشق الوصول الى الساحل.
حتى انهم كانوا يستعملون طريق لبنان فيأتون عبر طريق المصنع، الى منطقة العريضة في سوريا ويدخلون من هناك الى الساحل. اما الآن فقد اصبحت طريق حمص مفتوحة والجيش السوري النظامي يسيطر عليها.
وبذلك يعني ان امورا عدة ستظهر في المرحلة القادمة، وهي كما نذكرها سرداً واقعياً ومتسلسلاً، ماذا ستفعل المعارضة بعد سقوط حمص وخروج المسلحين منها؟ خاصة وان الجيش السوري سيكمل سيطرته على ريف حمص لأن حمص كانت هي الاساس بالنسبة للريف، وانتهى امرها، فكيف ستتصرف المعارضة بعد ان خسرت حمص؟ ثم ثانياً بعد خسارة حمص هنالك محافظة حماة التي تقع قرب حمص وعلى حدودها، وبالتالي فان الجيش السوري النظامي يسيطر حالياً على حماة ولا يسيطر على الريف في حماة، ومن هنا فان الجيش السوري النظامي سيسيطر على حماة خلال اسبوع او اسبوعين.
كل ذلك يجري ودول العالم تقول في الناتو واميركا ودول الخليج، ان سوريا سيسقط النظام فيها بعد 6 اشهر او مرحلة معينة. لكن سيطرت النظام على حمص يعني الكثير، ويعني اولاً خسارة المعارضة لاكبر منطقة في سوريا، وثانياً يعني فتح طريق دمشق الساحل، وثالثاً يعني السيطرة على اهم المراكز الاستراتيجية ومنها مصفاة حمص لتكرير النفط.
وبالتالي فاذا استمرت الاوضاع كذلك، لن يمر شهرين حتى يكون الجيش النظامي قد سيطر على محافظة حماة بعدما سيطر على محافظة حلب، واصبحت ثلاث محافظات اساسية ورئيسية تحت سيطرة الجيش النظامي السوري، وهي محافظة حلب حيث جرت اكبر معركة في تاريخ المدينة منذ ايام سيف الدولة.
وهنالك حماة والجيش السوري يسيطر عليها بالتدرّج، ويدخل اليها من خلال حمص وحلب، ثم جرت السيطرة اليوم على حمص، فأصبحت ثلاث محافظات متصلة ببعضها وتنطلق من حدود تركيا حيث محافظة حلب الى محافظة حمص على حدود لبنان، اي ان المنطقة من تركيا الى لبنان، في منطقة الساحل وحمص اصبحت تحت سيطرة النظام.
ومن هنا القول اذا استمر النظام في السيطرة وطالما ان روسيا تمنع اي تدخل عسكري، وطالما ان الجيش السوري النظامي قادر على السيطرة على ثلاث المحافظات الرئيسية، ولم يبقَ أمامه الا منطقة صعبة هي منطقة ادلب، فان موازين القوى ستكون بعد شهرين، قد تغيرت كلياً وبالتالي، ماذا ستنفع مبادرة الاخضر الابراهيمي اذا كانت المعارك تجري ويسيطر الجيش السوري النظامي؟
حديث جديد حصل اليوم هو سيطرة الجيش النظامي على مدينة حمص، فخلال ايام سيسيطر على ريف حمص، وحلب سيطر عليها الجيش النظامي وحماة يقوم بالسيطرة عليها.
لذلك هنالك سؤال مطروح على الجميع، اذا استمر النظام في السيطرة عسكرياً على المناطق، فان مبادرة الامم المتحدة لا تعني شيئاً، وان قرارات الجامعة العربية لا تعني شيئاً وان النظام السوري باقٍ وبالتالي تكون حصلت حرب كبرى في سوريا خسر فيها النظام الكثير لكنه عاد وبدأ يسيطر، ونحن لا نقول الآن ان النظام انتصر في سوريا على المعارضة، لكننا نقول ان سقوط مدينة حمص وقبلها حلب وحماة بين حلب وحمص تقع بين فكي كماشة لا تستطيع التحرك، فان هنالك واقعاً جديداً سيظهر اكثر واكثر هو سيطرة النظام.
وبالتالي، فان مبادرة الامم المتحدة ستصبح ذو قيمة، ويكون الوضع على الارض ميدانيا هو الاساس، والمعركة الكبرى هي في ادلب وجبل الزاوية، وحدود المناطق مع تركيا.
اما دير الزور والحسكة وابو كمال، فيسيطر على هذه المناطق الجيش السوري النظامي بشكل 70%. لذلك هنالك واقع جديد خاصة بالنسبة لمحافظة حمص .
سيريان تلغراف | الديار