مقالات وآراء

جديد مصائب سعد الحريري .. تمرد داخل بلاط قريطم .. بقلم جواد الصايغ

لم تعد أزمة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري مقتصرة على الشق المالي، فزعيم المستقبل الذي اخذ قرارا بنفي نفسه عقب سقوط حكومته إثر هبوب ربيع الثلث الضامن الحكومي انذاك يواجه مشاكل كبيرة في المؤسسات التي ورثها عن والده الشهيد نتيجة سوء الإدارة التي ينتهجها مسؤولي الحريري المولجين بمتابعة الامور التنفيذية.

إحتجاجات جديدة بدأ يواجهها سعد الحريري، إضافة إلى الإحتجاجات الصامتة التي يقوم بها موظفي تيار المستقبل العاملين في شتى المجالات بسبب عدم حصولهم على مرتباتهم التي إن رأوها فإنها تأتي على شكل سلف مالية تساعد في تسيير شؤون الحياة اليومية، القطاع التنظيمي في التيار اصبح هو الآخر يواجه مشاكل جمة، ويبدو ان التعيينات الجديدة التي اطلقها الحريري لم تساهم في حل المشكلة بل ساهمت في تعقيدها في اكثر من مكان.

منسقية بيروت في تيار المستقبل، والتي تعتبر عصب التنظيم في التيار تقضمها الإشكالات، والإنقسمات من كل حدب، وصوب، ولم تنفع إقالة العميد المتقاعد محمود الجمل من منصبه كمنسق لمدينة بيروت في لجم حالات التمرد على زعيم تيار المستقبل.

وفي المعلومات التي حصل عليها موقع عربي برس تبين ان السبب الرئيسي الذي تسبب بإقالة الجمل من منصبه كان فشله في إدارة الحالة التنظيمية على الأرض بسبب عصيان المسؤولين الذين عينهم لإدارة الأمور حيث وصل الحال بمسؤولي الجمل إلى إنشاء تكتل إستهدف بالدرجة الأولى العميد المتقاعد.
المعلومات تشير إلى ان كلا من: طارق الدنا، فؤاد الديك، مازن السماك، عماد فتحة، ومروان زنهور، وهم ابرز مسؤولي المستقبل في بيروت قاموا بإبتزاز رئيس تكتل لبنان اولا سعد الحريري من اجل إقالة الجمل، تمهيدا لتعيين طارق الدنا منسقا لبيروت، ولهذه الغاية إلتقوا برئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي في أحد المطاعم بمنطقة خلدة من اجل تبييض صورتهم امامه، وليعرضوا عليه التعاون في المستقبل.

المجموعة المتمردة في تيار المستقبل إلتقت ايضا مدير مكتب رئيس الحكومة اللبنانية الذي أحالهم للقاء طه ميقاتي الذي أعطاهم مبلغا ماليا، وحده رئيس حزب الحوار الوطني لم يحظى بشرف لقاء متمردي المستقبل لأن اخبار تحركاتهم، وجولاتهم سرعان ما وصلت إلى عبد العرب الذي عمل على إستيعابهم وفق تعليمات الحريري.


تبين المعلومات أن هدف المتمردين المستقبليين الأساسي كان إقالة محمود الجمل من منصبه من اجل تعزيز حظوتهم، ومكانتهم في بلاط قريطم، ثم محاولة إيصال طارق الدنا إلى مركز منسق بيروت إن أمكن، المشاورات بين المتمردين، وعبد العرب وصلت إلى تسوية بعد أخذ ورد تقضي بإقالة الجمل من منصبه، وتعيين بشير عيتاني مكانه، ما أدى إلى ذهاب أحلام الدنا ادراج الرياح.

قرار إقالة الجمل دفع بالأخير إلى طلب موعد عاجل مع رئيس تيار المستقبل، ثم طار إلى المملكة العربية السعودية على عجل وشكى للحريري ما حصل معه، واخبره ان صورته كعميد متقاعد إهتزت بين اهل بيروت بعد قرار إقالته، ما دفع بالحريري إلى تعيينه سراً مسؤول امن منسقية بيروت، ومستشار شؤون الشباب في مكتب سعد الحريري في العلن.

مصادر مقربة من تيار المستقبل اشارت إلى “ان المهندس بشير عيتاني الذي عمل رئيسا للماكينة الإنتخابية لتيار المستقبل في دائرة بيروت الثانية في الدورات الإنتخابية الماضية لن ينجح في منصبه الجديد كحال من سبقه، لأنه سيكون بمواجهة مجموعات مستقبلية إعتادت على الحصول على مبالغ مالية من العميد الجمل تحت طائلة الإبتزاز، والتهويل، أما هو فلن يرضى بذلك لأنه ينتمي إلى عائلة بيروتية عريقة ستقف إلى جانبه في المعارك التي قد تواجهه بحسب ما يقول امام عارفيه”.

المصادر تبدي خوفها من ان ” لا تقتصر حالات التمرد على افراد، ومجموعات، فعائلات منطقة طريق الجديدة التي تعتبر معقل تيار المستقبل في بيروت، تبدي إمتعاضا كبيرا من عائلات وفدت إلى المنطقة، والتحفت بعبائة الشيخ سعد، مطلقة العنان لسطوتها”مضيفة” الإشكال الأخير بين عائلتي الكرومبي العرسالية، وال العلي ذات الأصول العشائرية العربية ترك اثارا سلبية كبيرة، فالعائلتين الغريبتين أقدمتا على إقفال منطقة طريق الجديدة طوال فترة الإشتباكات المسلحة التي وقعت بينهما”.

جواد الصايغ | عربي برس

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock