الجار السعودي يعاقب اليمن على ثورته والمجاعه تضرب نصف سكان اليمن
أطفال تغور أعينهم في جماجمهم الكبيرة، تلتصق بطونهم العارية بظهورهم تحت قفص صدري لرجل ثمانيني، فالمجاعة تضرب نصف سكان اليمن في ملامح أفريقية خالصة، فهل يألف العالم صور أطفال مجاعة اليمن كما ألف غيرها؟ وأين الجار السعودي من انقاذ الاطفال من موت محتم، أم أن هذه عاقبة من ثار ولم يأبه للتهديد والوعيد السعودي، ولماذا لا تسد المساعدات السعودية رمق الجوعى بدل من خلق الفوضى والدمار في اليمن والشام؟.
قال برنامج الأغذية العالمي، إن نصف اليمنيين تقريباً يعانون الجوع في الوقت الذي يضاعف عدم الاستقرار السياسي ارتفاعاً عالمياً في أسعار الغذاء والوقود، ما يجعل اليمن ثالث أعلى معدل لسوء التغذية بين الأطفال في العالم.
وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، باري كيم، إن اليمن الذي يضطر إلى استيراد معظم احتياجاته الغذائية بسبب ندرة الاراضي الصالحة للزراعة يعاني أيضاً ارتفاع أسعار الغذاء والوقود العالمية.
وأضاف «لا يستطيع خمسة ملايين شخص أو 22٪ من السكان توفير الطعام لأنفسهم أو شراء ما يكفي لإطعام أنفسهم، معظم هؤلاء من العمال الذين لا يملكون أراضي، ولذلك لا يزرعون طعامهم ولا يستطيعون شراءه أيضاً بسبب ارتفاع اسعار الغذاء».
وتابع «علاوة على ذلك هناك خمسة ملايين آخرين يتضررون بشدة من ارتفاع أسعار الغذاء وهم على حافة انعدام الأمن الغذائي، ولهذا فإن 10 ملايين شخص يذهبون للنوم وهم جياع كل ليلة».
وارتفع عدد الاشخاص الذين يتسلمون الحصص الغذائية اليومية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي من 1.2 مليون في يناير إلى أكثر من 3.8 ملايين، لكن البنية التحتية الفقيرة والخوف من عمليات الخطف التي تقوم بها القبائل جعلا توصيل المساعدات الغذائية أمراً صعباً.
وقال كيم «هؤلاء متضررون في واقع الأمر من ارتفاع اسعار الوقود والغذاء، ولكن هناك ايضاً حالة من عدم الاستقرار السياسي والصراع والانشطة الارهابية والنزوح الكبير للسكان». وأضاف «لن نستطيع حل المشكلة من دون توفير الامن السياسي والاستقرار». وتابع أن 13٪ من الاطفال اليمنيين يعانون بشدة سوء التغذية نتيجة التوترات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد العام الماضي، ما يجعل اليمن ثالث أعلى معدل في سوء التغذية بالنسبة للاطفال في العالم.
بالتأكيد تشكل المجاعة بين اليمنيين فرصة للمملكة السعودية تستفيد منها دعائيا وعمليا كسبيل مشروع تدخل منه لتمويل جماعات مشبوهة.
حيث أعلن وزير المالية السعودى إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، خلال افتتاحه أعمال اجتماع المانحين ( المجموعة الاستشارية ) لدعم اليمن الذى عقد في السعودية في مطلع سبتمبر أن “مساعدات المملكة لليمن خلال الخمس سنوات الماضية قاربت الثلاثة مليارات دولار أمريكى”.
وأوضح” أن مساعدات المملكة فى اجتماع أصدقاء اليمن الذى عقد فى شهر مايو الماضى بالرياض قدرت ب (3.25) مليار دولار أمريكى، منها مليار دولار كوديعة فى البنك المركزي، بالإضافة لاتفاقيتين لمشروعين ومنحة قدرها (1.75) مليار لتمويل مشاريع إنمائية ضمن البرنامج الاستثمارى، علاوة على (500) مليون دولار لتمويل وضمان صادرات سعودية”.
وأكد العساف” أن المملكة تتطلع إلى جهود الدول والمنظمات المشاركة فى هذا الاجتماع من أجل دعم مسيرة الأمن والتنمية فى اليمن”. وقال “اليمن يعانى من مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة، وضعفاً فى البنية التحتية وتزايد عدد السكان ونقصا حادا فى المياه وانخفاض إيرادات البلاد، إضافةً إلى الأحداث السياسية التى ألحقت أضراراً ضخمة بالاقتصاد اليمني”.
بعد كل اعلان عن معونة سعودية تطالعنا التقديرات بتفاقم المجاعة ما يجعل المساعدات إما حبرا على ورق أو أنها تسلك طريقا بعيدا عن المحتاجين.
في يوليو الماضي نقلت صحيفة الشارع اليومية تأكيد قائد بارز في تنظيم القاعدة من المتواجدين في منطقة “أمفرع” غرب وادي بنا تسلم التنظيم مبلغ مليون ريال سعودي من شخص يعمل بمنطقة باتيس محولة من جمعية خليجيه لم يذكر اسمها .
وأكدت المصادر أن عناصر القاعدة تصرف مبالغ باهظة لأتباعها، حيث صرفت لكل شخص منهم في بداية شهر رمضان مائة وخمسين ألف ريال ووعدتهم بمائة ألف ريال أخرى سوف تصرف لهم بمناسبة عيد الفطر.
وأكدت مصادر قبلية لـ “الشارع” إن المبالغ المالية التي تحول هذه الأيام لعناصر القاعدة كثيرة جدا غير ما تحصل عليه من مبالغ مقابل الفدية، حيث حصلت خلال هذا الأسبوع والأسبوع المنصرم على سبعة ملايين دولار مقابل الإفراج عن المختطف الفرنسي، وعشرة ملايين دولار مقابل الإفراج عن الخالدي، وطلبت سبعة ملايين دولار مقابل الإفراج عن المعلمة السويسرية المختطفة.
اخضع وإلا سنحاربك بغذائك، بدوائك وبأبسط مقومات العيش الكريم، هذه ضريبة الثورة والتمرد على الوصاية السعودية في اليمن، شح في الغذاء ووفرة في السلاح فالمساعدات السعودية المعلنة والمخصصة لليمن تذهب في معظمها لمن يؤمن المصالح السعودية في هذا البلد وللمنتفعين المعتاشين على الكوارث والارهاب الذي يخوض حربا بالوكالة ضد استقلال وحرية اليمن.
سيريان تلغراف | عربي برس