روسيسكايا غازيتا: اكاديمي روسي يدعو الى الحذر في التعامل مع قضايا الشرق الاوسط
تنشر صحيفة “روسيسكايا غازيتا” مقالة للسياسي الروسي المخضرم، الأكاديمي يفغيني بريماكوف يعبر فيها عن قناعته بأن روسيا والصين، كانتا على حق عندما استخدمتا حق النقض، للحيلولة دون صدور قرار من مجلس الأمن، يفرض عقوبات ضد سورية. فأن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف الناتو، استغلوا الحالة التي أوجدها الربيع العربي، للتخلص من الأنظمة التي لا تروق لهم. ومن المعلوم أن النظام السوري لم يكن أبدا مقبولا لدى الغرب، بسبب علاقته الوثيقة بإيران. ولهذا كان “النظام السوري” على رأس الأنظمة، التي ترغب الولايات المتحدة باسقاطها، في إطار خطة تهدف لإحكام الخناق على إيران وزيادة عزلتها. ولكن البحث في أسباب التحالف السوري ـ الإيراني، يقودنا إلى استنتاج أن هذا التحالف هو نتيجة طبيعية للفشل في إيجاد تسوية للنزاع العربي ـ الإسرائيلي. إن الصراع الدائر في الشرق الأوسط منذ عقود على درجة كبيرة من الخطورة. وغياب التسوية، يمكن أن يوصل الأمور إلى نقطة حرجة، وذلك أن الفشل في حل هذه القضية، هو تحديدا ما دفع دمشق للبحث عن امتداد استراتيجي لها.
ويتابع بريماكوف أن ما يحصل اليوم، يعيد الى ذاكرتي ما قاله الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد خلال إحدى جلساتنا، حيث أكد لي أنه سيفعل كل ما بوسعه لحشد الدعم، كي لا تقف سورية منفردة في مواجهة إسرائيل. وفيما يتعلق بموقف أغلبية الدول العربية من النظام السوري، فإني أعتقد أنه ناجم عن تصاعد المواجهة بين المذهبين السني والشيعي، اللذين يعتبران الأكثر انتشارا بين المسلمين.
فبعد الغزو الأمريكي للعراق زادت حدة المواجهة بين المذهبين. وموقف جامعة الدول العربية ينطلق من المخاوف من إقامة ما يعرف بـ “الهلال الشيعي” الذي يضم كلا من العراق وإيران وسورية ولبنان.
إن التنبؤ بما يمكن أن يحدث في المنطقة، في حال الإطاحة بالنظام السوري، أمر في غاية الصعوبة. آمل أن تعيد الدول، التي عرضت مسودة ذلك القرار على مجلس الأمن، حساباتها قبل التفكير بإسقاط النظام السوري. فقد رأينا بأم أعيننا العواقب الوخيمة، التي جلبتها على تلك المنطقة، السياسات الطائشة، والقرارات المتهورة التي اتخذها بعض الأطراف. من هنا يتوجب التصدي لمثل هذه السياسات، وإلا فإن المنطقة سوف تعاني مجددا من الفوضى والحرب الأهلية، وهذا بدوره سيقود إلى تعميق الصراع العربي ـ الإسرائيلي.