مؤتمر الدوحة… هل يقضي على حلم توحيد المعارضة السورية .. بقلم يوسف الصايغ
رغم الفشل الذي منيت بها الدول الداعمة للمعارضة السورية المسلحة في سعيها الى توحيد تلك الفصائل خصوصا الجمع بين الهيئات الموجودة في الداخل والاخرى الخارجية، لا سيما بعد رفض الهيئات الداخلية الاعتراف بالمعارضة الخارجية واعتبارها هاربة من المواجهة مع النظام، الى جانب الخلافات التي تعصف بكيانات المعارضة من الداخل ما ادى الى ولادة اكثر من تنظيم جديد داخل الجسم المعارض الواحد كـ”مجلس أمناء الثورة” برئاسة هيثم المالح الذي انشق عن المجلس الوطني السوري المعارض.
والى جانب الهيئات السياسية المنشقة عن بعضها شهدت المجالس العسكرية عددا كبيرا من حركات الانفصال لا سيما تلك التي قام بها مؤخرا العقيد المنشق قاسم سعد الدين معلنا إنشقاقه عن الجيش الحر بقيادة رياض الأسعد. كما تم الاعلان عن ولادة الجيش الوطني السوري” وتسمية اللواء الركن محمد حسين الحاج علي في منصب القائد العام له في خطوة وصفت بأنها تقسم الجيش السوري الحر الى قسمين، ويرجع البعض سبب الانشقاقات على الصعيدين السياسي والعسكري الى سببين الاول وهو الدعم الذي تحصل عليه بعض الجماعات المعارضة الموجودة في الخارج من الدول الخليجية والغربية على حساب المجموعات المتواجدة في الداخل، اما السبب الثاني فهو شعور الهيئات الداخلية والجماعات المسلحة التابعة لها انها تعرضت لمؤامرة كبرى من تلك الدول الخارجية ومن المجلس الوطني الذي تركها تواجه مصيرها في الداخل بمفردها، وان الوعود الخارجية بالتدخل العسكري تبخرت رغم ان القذيفة السورية التي اجتازت الحدود الى الداخل التركي كانت فرصة مناسبة للتدخل العسكري الخارجي في سوريا لكنه لم يحصل، وهذا ما تم تفسيره بأنه تقاعس من حلف الناتو عن التدخل العسكري ضد النظام السوري، أضف الى ذلك الدعم المادي الذي يقتصر وصوله للجماعات المتشددة وهي بغالبتها من الأجانب والعرب ذوي الاصول الجهادية والتي بدأت تشتبك مع مسلحي المعارضة السورية في بعض المناطق.
وفي جديد محاولات الوحدة بين المعارضة السورية أعلن نجاتي طيارة عضو “الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري” بأن العاصمة القطرية ستستضيف في 17 تشرين الأول الحالي مؤتمراً للمعارضة السورية الذي سيشارك فيه أكثر من 450 سوريا من كافة أطياف المعارضة في مقدمتها الـ7 هيئات التي أسست المجلس الوطني المعارض.
وأشار الى أن “هدف المؤتمر إعادة تشكيل المجلس الوطني وتوحيد فصائل المعارضة في كيان واحد للتعامل مع المجتمع الدولي استجابة لنداءات ومطالب الثوار بإجراء انتخابات جديدة للاستفادة من الانتصارات التي تحققت علي الأرض على حد قوله.
وحول انطباعه عما حدث من تراجع دولي في مساندة الشعب السوري عقب اجتماعات الجمعية للأمم المتحدة، أوضح المعارض السوري أن “الأمر لا يتعلق بالتفاؤل والاحباط وان العملية تحكمها مصالح الدول الغربية والأخرى المتحالفة مع نظام الأسد إضافة إلى أن الشعب السوري لن يكون صديقا لإسرائيل ولا يمتلك ثروات أو بترولا وبالتالي لا يوجد حماس لمساندته في قضيته العادلة”.
وعما يتم تداوله عن إرسال قوات عربية إلى سوريا لمراقبة الوضع هناك والفصل بين قوات الأسد والمعارضة، لفت الى أن “وفد المجلس ناقش هذا الأمر من قبل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، لكن الأخير قالها صراحة إن الدول العربية لن تستطيع إرسال قوات إلى سوريا ما يؤكد عدم الرغبة في الحسم العسكري، وإن كان الأمر يناقش في الكواليس”، مشيراً إلى أن “هذه المعادلة يقابلها دعم غير محدود من قبل إيران وروسيا وحزب الله للنظام السوري الغاشم”.
كما أشار إلى أن “القاهرة شهدت الأيام الماضية اجتماعات مكثفة لكل الجالية والعديد من المعارضين والناشطين السياسيين ومجلس أمناء الثورة برئاسة هيثم المالح والتجمع الوطني للإصلاح والإسلاميين لوضع اللماسات الأخير على مطالبهم تمهيداً لعرضها علي مؤتمر الدوحة”.
اذاً تتجه الأنظار في الاسبوع القادم الى الدوحة التي ستشهد محاولة جديدة لتوحيد المعارضة السورية فهل سيتحقق ذلك في المؤتمر أم أنه سيقضي على حلم وحدة المعارضة خصوصا بعد التجربة الفاشلة خلال مؤتمر القاهرة، الذي لم يفشل فقط بتوحيد المعارضة بل زاد من إنشقاقاتها ومشهد الاشتباكات داخل قاعة الاجتماعات لا يزال شاهداً على ذلك.
يوسف الصايغ | عربي برس
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)