وصلت إلى سورية مساعدت تكفي لتغطية إحتياجات 1.5 مليون شخص قدمها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حسبما ذكرت إليزابيت بيرس السكرتيرة الصحفية لهذه المنظمة الإنسانية في جنيف يوم الجمعة 5 اكتوبر/تشرين الأول، لمراسل وكالة “إيتار- تاس” الروسية للأنباء.
وقالت بيرس:”وصلت الشحنة إلى ميناء طرطوس السوري بالفعل ويجرى حاليا توزيعها على المخازن في دمشق. ونأمل بأن نتمكن قبل نهاية اكتوبر/تشرين الأول، من توزيع هذه المساعدات المقررة لـ 1.5 مليون شخص على السكان في المحافظات الـ 14 للجمهورية”. في ذات الوقت أقرت بيرس بأن “الوضع الأمني لازال يشكل عائقا ومشكلة كبيرة أمام توزيع المساعدات”.
وحسب كلام بيرس، فإن الهلال الأحمر السوري الذي تقع على عاتقه مهمة توزيع المواد الغذائية، أكد على صعوبة العثور على سائقين للشاحنات، يوافقون على الذهاب إلى المناطق التي باتت ساحات للمواجهات العنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة. وأوضحت أن الحديث يدور قبل كل شئ حول المدينة القديمة بحمص وأحياء حلب ومدن درعا ودير الزور وأطراف دمشق.
وكان خبراء منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) قد حذروا في أغسطس/آب، في بيان مشترك مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي السورية، من أن ثلاثة ملايين سوري قد يحتاجون إلى مساعدات غذائية في خلال العام، وأن 1.5 مليون شخص يحتاجون إليها بشكل فوري في الأشهر الـ 3-6 القادمة.
من جهة أخرى يشير التقرير الذي تم إعداده في ختام جولة الخبراء في سورية إلى أن “القطاع الزراعي السوري فقد حوالي 1.8 مليار دولار كخسائر في العام الجاري بسبب الأزمة المتواصلة في البلاد”. كما أن منظومة الري تعرضت لأضرار جسيمة، وقد نفقت أعداد هائلة من رؤوس الماشية. وانعكست المواجهات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة سلبا على حجم محاصيل استراتيجية كالقمح والشعير، كما تضررت أشجار الكرز والزيتون، إضافة إلى تقلص إنتاج الخضروات.
وعلاوة على ما تقدم، تواصل أسعار المنتجات والمواد الغذائية ارتفاعها، إذ قالت بيرس أن موظفي برنامج الغذاء العالمي رصدوا في بعض المناطق ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 20%، وكانت الأسعار ذاتها قد ارتفعت في السابق بمعدل الضعف.
وفي الوقت الحالي يقدر حجم المبالغ التي تم تحصيلها 80 مليون دولار من إجمالي تلك التي طلبها برنامج الغذاء العالمي من الدول المانحة، بينما مازال عجز التمويل يشكل 56 مليون دولار.
محللة سياسية: دول المنطقة ليست مستعدة لبدء عمليات قتالية شاملة ضد سورية
وقالت مارينا سابرونوفا الأستاذة في قسم الدراسات الشرقية بمعهد موسكو الجامعي للعلاقات الدولية والخبيرة في شؤون الشرق الأوسط إن الأزمة السورية تخرج من الحدود السورية، لكن دول المنطقة ليست مستعدة لبدء عمليات قتالية شاملة ضد سورية، لأن الوضع في هذا البلد يختلف عن الوضع في ليبيا. وأشارت إلى أن الجيش السوري مجهز جيدا والحرب الشاملة معه ستؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا.
سيريان تلغراف | وكالات