أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير خارجية روسيا، ان موسكو تؤكد موقفها بشأن ضرورة عقد مؤتمر في عام 2012 بشان إقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل. وروسيا تساهم بنشاط في التحضير لهذا المؤتمر. جاء ذلك في كلمته امام الندوة الدولية المكرسة للمسألة المذكورة يوم 4 اكتوبر/تشرين الاول.
وقال “اننا نثمن عاليا التوصل الى الاتفاق، وان التفويض اللازم الذي تم الحصول عليه في المؤتمر ( معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية)، يبقى قائما من وجهة نظرنا . ان هذا يعني تنفيذ المهام الملحة وبالذات عقد مؤتمر في عام 2012 في هلسنكي بشأن إقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط “.
واكد ريابكوف ان روسيا تساهم بنشاط في عمليات التحضير لعقد هذا المؤتمر.
وحسب قوله، ان الجوانب الامنية الاقليمية يمكن ان تكون مادة للمناقشة في مؤتمر 2012 وبعده، ولكن “يجب ان ندرك ان الاهتمام يجب ان يتركز على مشكلة إقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل”.
واشار ريابكوف الى ان هناك في الشرق الاوسط بعض الدول لم تضع برامجها النووية تحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا تشارك في معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، كما انها لم تنضم الى معاهدة تحريم الاسلحة الكيميائية والبيولوجية.
واكد على ان روسيا تساند بثبات النظم والاتفاقيات الموجودة بشأن المناطق الخالية من الاسلحة النووية. وقال “نحن من الانصار المبدئيين لإقامة مثل هذه المناطق ونساهم بنشاط في هذه العملية”.
ومن جانبه قال وائل الاسد مدير ادارة العلاقات المتعددة الاطراف ونزع السلاح في جامعة الدول العربية، ان المؤتمر الذي سيعقد في هلسنكي في ديسمبر/كانون الاول عام 2012 ، يعتبر خطوة مهمة في عملية إقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.
وحسب قوله، ان القول بان الوقت لم يحن لعقد مثل هذا المؤتمر “هو باطل”، لان من خلال هذا المؤتمر يمكن وضع شروط الدخول في أقامة خلق هذه المنطقة. واشار الى انه في حالة عدم انعقاد هذا المؤتمر ” فسوف نعود القهقرى بعيدا الى الوراء”. واضاف “يجب ان نبذل كل ما بوسعنا من اجل إقامة هذه المنطقة وعقد المؤتمر، وإلا فان آفاق تطور المنطقة ستكون معتمة”.
اما ميخائيل اوليانوف مدير قسم الامن ونزع السلاح في وزارة الخارجية الروسية، فقد اشار الى ان ايران واسرائيل لم تؤكدا حتى الان مشاركتهما في هذا المؤتمر، الذي من المقرر ان يعقد في هلسنكي.
وقال “هناك بلدان اساسيان يلتزمان الصمت، فاذا اخذنا في الاعتبار ان مشاركتهما في المؤتمر تتسم برأيه بأهمية كبيرة، وان هذا الصمت يثير القلق”.
ومع ذلك عبر اوليانوف عن ثقته بان البلدين سوف يرسلان وفداهما الى المؤتمر.
وقال اعتقد ان لدى الوفد الاسرائيلي “حافز معين لحضور المؤتمر. لان فشل المؤتمر يمكن ان يمس بصورة مباشرة او غير مباشرة امن اسرائيل نفسها”.
وحسب اعتقاده فإن لدى اسرائيل “عذرا جديا واحدا لعدم حضور المؤتمر، وهو احتمال تحول المؤتمر الى ساحة لتبادل الاتهامات. مثل هذا الاحتمال موجود ولكننا لانحبذ ذلك”.
واضاف “من المهم ان تجد البلدان العربية طريقة للاعلان عن ان المؤتمر سينعقد في ظروف عملية والاحترام المتبادل”.
وقال ان مساهمة اسرائيل في المؤتمر ستعني التأثير على عملية إقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل من الداخل. كما ان من مصلحة ايران المشاركة في المؤتمر “اذا ما رفض الجانب الايراني المشاركة في المؤتمر، فمن المحتمل ان يعتبر ذلك دليلا على ان البرنامج النووي الايراني ليس للاغراض السلمية فقط”.
من جانبه اكد علي عسكر سلطاني ممثل ايران في المنظمة الدولية على ان بلاده لم تقرر بصورة نهائية المشاركة في المؤتمر وقال “اذا ما كانت هناك قرارات سياسية فيمكننا تسوية كافة المسائل وإقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل “.
ومن المقرر ان يعقد المؤتمر في هلسنكي في شهر ديسمبر/كانون الاول. وكان الموقعون على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية قد دعوا عام 1995 الى إقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط، وكذلك من وسائل ونظم نقلها.
سيريان تلغراف | روسيا اليوم