الأغلبية الصامتة تحسم الأزمة السورية .. بقلم محمد الفوال
دعوتان خرجتا من قطر إحداها لتعقيد الأزمة السورية وجاءت علي لسان رئيس وزرائها حمد بن جاسم وتدعو لفرض منطقة حظر طيران كما حدث في ليبيا وتلاها عدوان الناتو علي الجماهيرية والثانية لتفجير المنطقة برمتها وخلق فتنة عربية وأطلقها أميرها حمد بن خليفة وتطالب بتدخل عسكري عربي.
والسؤال لماذا طرحت قطر هذه الألغام رغم أن مهمة الأخضر الإبراهيمي في بدايتها ولم تفشل بعد وهناك لجنة الاتصال الرباعية التي دعت إليها مصر واستبعدت منها قطر لأنها جزء من المشكلة فهل تريد كعادتها إفشال مهمة الإبراهيمي لغضب من تعنتها وعرقلة المبادرة المصرية انتقاما لتجاهلها وإجهاض بوادر الحل السلمي والمقاربات والتفاهمات بين قوي المعارضة علي رفض العنف والتدخل العسكري واللجوء للحوار وإلقاء مجموعات مسلحة سلاحها وتسليم أنفسهم.
ما دواعي هذه السيولة القطرية التي أصابت مسئوليها فجأة في الأيام الأخيرة بدعوة حمد بن جاسم القوي العالمية لإعداد ما وصفه ب”خطة بديلة” وفرض منطقة حظر جوي لتوفير ما أسماه ملاذا آمنا داخل البلاد ودعوة حمد بن خليفة للتدخل العسكري والدعوتان لا تصبان في خانة الحل السياسي والحوار الوطني وإنما هما تحضان علي مزيد من قتل الأبرياء وتدمير الدولة السورية ولا يهمهما وحدة هذا القطر العربي إنما يهمهما إضعافه وتفتيته وإشاعة الفوضي لخدمة الكيان الصهيوني بإسقاط جيشه القوي كما حدث مع الجيشين العراقي والليبي وطرد المقاومة الفلسطينية ومحاصرة حزب الله ويقيني أنها دعوات مرفوضة عربيا وإقليميا ودوليا وقطر لا تدرك تبعات مواقفها وما تخلفه من كراهية وأحقاد وثأرات بين أبناء الشعب العربي حاضرا ومستقبلا.
لا أدري لماذا الايغال القطري في الخصومة والمطالبة بالتدخل العسكري رغم أنه أصبح أمنية أو خيارا من الماضي حتي من القوي الكبري التي تدور في فلكها وهل هي وتركيا أصبحتا ملكية أكثر من الملك الأمريكي الصهيوني إنها سياسات تنبيء أنها لا تعبر عن الموقف الحقيقي للشعب القطري وأنها مملاه علي من أطلقها ورغم ذلك لازال لدي قطر الفرصة لإصلاح ما أفسدته بالتوقف عن تمويل وتسليح العصابات المسلحة والمشاركة في ترسيخ الحل السلمي عبر الحوار والحفاظ علي شعرة معاوية لأن الإصرار علي قطعها ستدفع ثمنه غاليا في علاقاتها العربية وبخاصة الشعبية مستقبلا.
عدت من سوريا قبل أسبوعين وجدت تحولا جذريا في مواقف الأغلبية الصامتة وبالذات في المدن الملتهبة انتفضت ضد الإرهابيين والتكفيريين والوهابيين ضجوا من أفعالهم الإجرامية ضدهم وجلبهم الدمار لهم بدون طائل أو طاقة أمل لأنها تدفع ثمنا باهظا بدأ صوتها يرتفع مطالبا بطريق ثالث لوقف شلالات الدم والتخريب للخدمات العامة وهم المستفيد الأول منها وهم كذلك المتضرر الأول من تدميرها.
محمد الفوال
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)