بدء محاكمة كبير خدم بابا الفاتيكان بتهمة سرقة رسائله ووثائق للكنيسة الكاثوليكية
لاكثر من ساعتين استمرت يوم السبت 29 سبتمبر/ايلول جلسة الاستماع الاولى الخاصة بمحكمة الفاتيكان في اطار الاستماع بقضية باولو غابريلي كبير الخدم السابق للبابا بنيديكتوس السادس عشر المتهم في سرقة رسائل خاصة للحبر الاعظم ووثائق اخرى للكنيسة الكاثوليكية.
وأعلن الكرسي الرسولي في بيان أن باولو غابريلي البالغ من العمر 46 عاما يمثل في قاعة المحكمة أمام ثلاثة قضاة مدنيون ، أما خبير المعلوماتية في مكتبة الفاتيكان كلاوديو شاربيليتي، الذي يحاكم معه بتهمة التواطؤ، فيمثله محاميه.
وحددت الجلسة الثانية التي سيتم الاستماع خلالها لشهادة غابريلي فقط بتاريخ 2 اكتوبر/تشرين الاول.
وسببت هذه القضية التي اطلق عليها اسم “فاتيليكس” ضررا كبيرا لسمعة الكنيسة الكاثوليكية وادت الى انتشار شائعات حول مؤامرة تحاك ضد البابا بنيديكتوس السادس عشر.
واعرب مراقبون مطلعون عن شكهم بأن هذه المحاكمة ستلقي الضوء بالفعل على الاسباب الحقيقية للفضيحة التي المت برأس الكنيسة الكاثوليكية.
وفي حدث غير مسبوق في التاريخ الحديث لحاضرة الفاتيكان، التي اشتهرت بتكتمها الشديد في كل ما يتعلق بشؤونها الداخلية، فقد تقرر ان تكون هذه المحاكمة علنية، وسمح لمجموعة مختارة من 8 صحفيين بتغطية وقائعها كاملة، ولكن لن يسمح لهم بنشر المداولات الا بعد انتهائها.
وتجري المحاكمة في مبنى المحكمة الواقع خلف كاتدرائية القديس بطرس، ولكن وخلافا لآلاف السياح الذين يتواجدون كل يوم في ساحة الكاتدرائية الواقعة على بعد خطوات من قاعة المحكمة، لن يسمح لأي من الحاضرين داخل المحكمة، بمن فيهم الصحفيون، بإدخال أجهزة تصوير أو تسجيل.
وغابريلي، الأب لثلاثة أولاد، وأحد مواطني دولة الفاتيكان القليلين، يواجه في حال اثبات التهم ضده السجن لاربع سنوات.
وكان غابريلي موظفا مثاليا وخادما أمينا للبابا بنيديكتوس السادس عشر، وكان أول وآخر من يراه يوميا حيث كان مكلفا بتحضير ثياب الاحتفالات للبابا وتقديم طعامه، وفي الصور الرسمية دائما ما يظهر غابريلي قرب البابا، بما في ذلك داخل الـ”باباموبيلي” السيارة الزجاجية المضادة للرصاص التي يتنقل فيها البابا خلال زياراته.
وفي تفاصيل التهم الموجهة له أنه قام على مدى أشهر عدة بسرقة ونسخ عشرات الوثائق السرية التابعة للبابا ومعاونيه، وسربها الى الصحفي غيانلويجي نوتزي، الذي نشرها في كتاب بعنوان “قداسته” وفضح فيه التنافس الشديد الذي يصل في كثير من الأحيان الى درجة العداء بين كبار المسؤولين في أصغر دولة في العالم.
ووضع عابريلي، الذي أوقف في 23 مايو/ايار الماضي تحت الإقامة الجبرية في منزله بالفاتيكان في 21 يوليو/تموز بعد اعتقاله 53 يوما في زنزانة في قصر المحكمة وراء كنيسة القديس بطرس.
واعترف كبير الخدم بالتهم المنسوبة إليه، وأوضح أثناء استجوابه أنه قام بما قام به “بوحي من الروح القدس”، وبهدف كشف “الشر والفساد” داخل أروقة الفاتيكان، ولأنه رأى أن البابا لم يكن على علم بكل الفضائح.
وأثناء مقابلة أجرتها معه القناة السابعة الخاصة في فبراير/شباط قبل كشف هويته، قال ان هناك في الفاتيكان “إرادة في طمر الحقيقة ليس عن طريق التنافس على السلطة بل ربما بسبب الخوف”.
واعتبر خلال اللقاء أن حوالي عشرين شخصا “في الأجهزة المختلفة” للفاتيكان قد يكونون متورطين في فضيحة فاتيليكس.
سيريان تلغراف | وكالات