فايننشال تايمز : تركيا تدفع ثمن موقفها من سوريا إقليمياً وداخلياً .. هجمات الأكراد القاتلة

لفتت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إلى انه “مع تفاقم الأزمة في سوريا إلى أن موقف تركيا بات أكثر صعوبة مما كان قبل بضعة أشهر: ” حيث نقلت عن أحد المسؤولين الأتراك قوله “أخذنا كل شيء على عاتقنا لكن هذه ليست مشكلتنا، بل هي مشكلة دولية لقد فعلنا ما بوسعنا”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “في الأيام القليلة الماضية أغلقت تركيا المدارس على الحدود خوفاً من أن تطالها الاشتباكات بسوريا، وباتت تعاني من هجمات قاتلة شنها الأكراد”.

وأشارت الصحيفة إلى “خطورة الأزمة السورية أوقع تركيا في ورطة بعد حملتها المناهضة للنظام السوري والتي قالت إنها أدت إلى إضعاف طموحاتها التي تنامت خلال السنوات الأخيرة”.
وتابعت الصحيفة أنه: “مع احتدام الصراع وجدت تركيا نفسها في مواجهة مع الدول المجاورة، وعلى خلاف مع الحلفاء، وتتعرض لمعاناة جراء ما تواجهه من تحديات كبيرة على أراضيها”، مؤكدة أن “ورطتها ليست مجرد مثال على عدم الاستقرار التي يصدر إليها من سوريا، بل إنه يكشف أيضا كيف أن نقاط الضعف الإقليمية والمحلية يمكن أن تشكل عبئاً حتى على قوة متصاعدة مثل تركيا”.

الصحيفة أوضحت أن: “واشنطن تعتبر أن لتركيا دوراً محوريا بالأزمة السورية، لكن هذه المهمة باتت تشكل عبئاً ثقيلا لا تتحمله أنقرة”.
ونقلت عن دبلوماسي دولي رفيع، قوله: “تم زج الأتراك في هذا الصراع على نحو لم يكن متوقعاً من قبل، وما يواجهونه الآن يشبه الكارثة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه: “قبل 3 أو 4 سنوات مضت كانت تركيا تمتلك سياسة خارجية قوية وعلاقات جيدة مع الدول المجاورة، وكانت تتباهى بعلاقاتها مع الحكومة السورية، لكن اليوم تدهورت علاقاتها مع الدول المجاورة، ليس سوريا فحسب بل أيضا مع إيران الداعم الرئيس لدمشق، أيضاً مع العراق التي أعلنت تركيا هذا العام أنها “دولة معادية”.
كما تعرضت تركيا لإحباط عميق مع حلفائها القدامى في الغرب، خاصة الولايات المتحدة، التي امتنعت عن التأييد الواضح لإقامة منطقة عازلة في سوريا خلال المناقشات المشحونة في حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة”.

سيريان تلغراف