يبدو ان الدول الأوروبية لن تسلم بدورها من شظايا الدور القطري الذي انكشفت بعض أدواره في ليبيا، قبل ان تظهر بوضوح أكثر في الأزمة السورية من حيث السعي الى تغذية الجماعات المسلحة بالمال والسلاح بهدف زعزعة أنظمة تلك الدول، ونشر الفوضى تمهيدا لقيام الأصوليات الدينية ولعل ما نشهده في ليبيا وتونس من انتشار الجماعات المتطرفة دينيا الى جانب تصدير المقاتلين الشيشان والأفغان وعناصر إسلامية للقتال في سوريا خير دليل على الدور الذي تلعبه قطر.
وفي جديد الدور القطري دعا النائب الفرنسي اليميني ليونيل لوكا الى تشكيل لجنة تحقق بنشاطات قطر المالية في فرنسا، بعد الاعلان عن قيام الدوحة بانشاء صندوق مساعدة للمناطق الفقيرة في فرنسا.
وقال النائب لوكا المنتسب الى اليمين الشعبي في رسالة الى رئيس الجمعية الوطنية ان الاعلان القطري “ما كان ليثير اي قلق لو ان قطر كانت دولة ديموقراطية علمانية”.
واضاف: “الا انه يتبين ان هذه الدولة تعتنق اسلاما اصوليا وتروج له في كل مكان من العالم، الامر الذي لا يمكن الا ان يدفع الى بعض القلق ازاء الطبيعة الفعلية لهذه الاستثمارات في بلادنا”.
وتابع النائب لوكا في رسالته الى وزعها على الاعلام “ان تشكيل لجنة تحقيق برلمانية بات يفرض نفسه لتبديد الشكوك التي يمكن ان تنتاب الراي العام ازاء مصلحة قطر في فرنسا”.
وكانت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن وصفت الاثنين هذا الصندوق القطري للمناطق الفقيرة في فرنسا ب”الخطأ السياسي الجسيم” وب”حصان طروادة للاسلاميين”، معتبرة انه يهدد “الاستقلال الوطني”.
واعلنت وزارة اصلاح الانتاج الفرنسية الاثنين ان الدولة ستساهم بهذا الصندوق القطري، كما ان القطاع الخاص سيشارك فيه، من دون تقديم اية ارقام حول قيمة الاستثمار في هذا الصندوق، في حين تحدثت صحيفة ليبراسيون عن 100 مليون يورو.
سيريان تلغراف | عربي برس