تنعقد الدورة الـ 67 للجمعية العامة في ظل أزمات خطيرة وصراعات محتدمة، أبرزها ما يجري على الساحة السورية منذ عام وثمانية أشهر والتوتر الإسرائيلي الإيراني، فضلاً عن موجات الغضب الإسلامي واستحقاق الرئاسة الأميركية
يجتمع أكثر من 120 رئيس دولة ورئيس حكومة في نيويورك، اعتباراً من الغد للمشاركة في الدورة الـ 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تطغى على أعمالها الأزمة السورية وموجة العنف في العالم الإسلامي احتجاجاً على الإساءة إلى نبيّ الإسلام محمد، الى جانب الأزمة النووية الإيرانية والتهديدات الإسرائيليّة.
ويتوقع أن تأخذ الأزمة السورية حيزاً كبيراً في خطابات القادة على منبر الجمعية، وفي اللقاءات على هامش الاجتماعات. وسيخصص اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء للربيع العربي. وقال دبلوماسي في المجلس «أنا متأكد من أن الوزراء سيتحدثون عن سوريا» في هذه المناسبة.
وتجري مجموعة «أصدقاء سوريا» يوم الجمعة مشاورات حول سبل توحيد المعارضة السورية والتحضير لمرحلة ما بعد بشار الأسد. وعلق دبلوماسي بالقول «من المستغرب أن كل العالم سيفكر بسوريا، وسيتحدث عن سوريا، لكن من غير المتوقع صدور أي قرار أو إحراز أي تقدم بارز». وأشار الى أن مجلس الأمن مشلول بسبب عرقلة موسكو وبكين اللتين استخدمتا حق النقض ضدّ كل مشاريع القرارات الغربية للضغط على دمشق، قائلاً «في الوقت الراهن، مصير سوريا لا يتقرر في نيويورك، لكن في سوريا عبر الأسلحة».
وتعقد لقاءات ثنائية عدة على هامش الجمعية، لكن روسيا والصين لن تكونا ممثلتين في نيويورك، إلا على المستوى الوزاري، فيما عدل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي تستقبل بلاده آلاف اللاجئين السوريين، عن المجيء.
ويأمل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن يكون لدى الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي قريباً استراتيجية للخروج من الأزمة لكي يقترحها. ويتوقع أن يطلع الإبراهيمي مجلس الأمن الدولي اليوم، على نتائج أول زيارة له لدمشق.
وبالنسبة إلى الملف النووي الإيراني، فإن المأزق مستمر على خلفية التهديدات الإسرائيلية بشن ضربات وقائية. ويتوقع أن تتحدث وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، يوم الخميس، عن نتيجة اتصالاتها مع طهران أمام مجموعة الست. وقال دبلوماسي من الدول الست «من غير الأكيد أننا سنتمكن من الذهاب أبعد من الرسالة القوية»، التي وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران في الآونة الأخيرة، والتي نددت فيها بالأنشطة الإيرانية لتخصيب اليورانيوم. من جهة ثانية، تناقش دول منظمة التعاون الإسلامي يوم الجمعة في نيويورك، الانعكاسات التي خلّفها الفيلم المسيء للإسلام، الذي أشعل تظاهرات في العالم الإسلامي. ويرغب أمينها العام، اكمل الدين إحسان أوغلي، في أن يؤكد للقادة خلال اجتماعهم في نيويورك أن «من المسؤولية الأخلاقية للجميع عدم إهانة الآخر في قيمه المقدسة».
وبسبب استحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية، سيكون حضور الرئيس الأميركي محدوداً في الأمم المتحدة؛ فهو لن يبقى سوى 24 ساعة في نيويورك اليوم وغداً، حيث سيلقي كلمته. وقال البيت الأبيض إن أوباما سيؤكد في الأمم المتحدة «أننا نرفض شريط الفيديو (المسيء للإسلام)». فيما أشار المتحدث باسم الرئيس، تومي فيتور، الى أن أوباما «سينقل أيضاً رسالة واضحة: لن تبقى الولايات المتحدة في حالة جمود، وستحاسب كل من يهاجم الأميركيين وسندعم دون لبس القيم الديموقراطية».
في غضون ذلك، وصل الرئيس الإيراني، أمس، الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة، في وقت رفضت فيه الولايات المتحدة منح نحو 20 مسؤولاً إيرانياً، بينهم وزيران، تأشيرات دخول إلى أراضيها لحضور الاجتماعات. ويلقي نجاد خطابه يوم الأربعاء، على أن يلقي اليوم، الاثنين، كلمة في اجتماع بشأن «حكم القانون».
سيريان تلغراف | وكالات